جورج حدادين
كيف يمكن فهم هذا الإنجاز العظيم، إنجاز ما فوق الخيال ،
إنجاز هزيمة بنية الكيان الصهيوني والتركيز هنا على هزيمة بنية هذا الكيان، التي هي أبعد وأشمل وأدق من وصف هزيمة عسكرية واستخباراتية لهذا الكيان، وهزيمة مشاريع ومخططات الطغمة المالية العالمية، ومحاولات فرضها حيناً بالقوة الناعمة وأحياناً أخرى بالعنف الطاغي الغاشم، محاولات استمرت عقوداً طويلة، بهدف طمس الهوية الوطنية الفلسطينية وإنهاء القضية الفلسطينية وهزيمة محور المقاومة في هذه المنطقة، وفتح المجال واسعاً أمام الهيمنة المطلقة على مقدرات وخيرات والموقع الجيوسياسي الهام لهذا الوطن وهذه الأمة العربية من قبل الطغمة المالية العالمية لما لهذه المنطقة من أهمية جيوستراتجية في الصراع العالمي من جهة ولما تمتلكه من ثروات وخيرات ومقدرات هائلة، يسل لها لعاب رأسالمال المالي والشركات العملاقة متعدية الجنسيات.
لم يأتِ هذا الإنجاز، غير المتخيل من الجميع الاصدقاء والأعداء، من فراغ، بل أتي في سياق قانون التراكم العلمي،
راكمت المقاومة الفلسطينية عبرالتجربة العملية في الميدان وعلى أرض الواقع، الخبرة والكفاءة والمعرفة الفنية وثقافية المقاومة، عبر سلسلة معارك، صغيرة وكبيرة، بعضها استمر ساعات وأخرى استمر لأسابيع طوال،
معارك اختبار موازين القوى، مواقع الضعف ومواقع القوة عندها وعند العدو، اختبرت المقاومة من خلال مسيرة نضالها على مدى عقود صمود والتفاف الشعب حولها، وقدرة التحمل والإستعداد للتضحية في سبيل قضيته، فكان شعب عند حسن ضن القيادة، وقيادة عند ثقة الشعب بها.
كيف استطاع بضع ألاف من المقاتلين إلحاق هزيمة في بنية هذا النظام العنصري الفاشي والمدعوم من قبل الطغمة المالية العالمية التي استولت على القرار الدولي بعد إنهيار المعسكر الاشتراكي نهاية القرن الماضي؟
لفهم علمي وموضوعي لأبعاد هذا الانتصار، بعيداً عن العواطف والمبالغة في الحماس ، يجب فهمه من خلال سيرورة القضية الفلسطينية.
تأسيس هذا الكيان الصهيوني العنصري جاء بقرار من المركز الرأسمالي العالمي ، الرأسمالية القومية في مرحلة صعودها في القرن التاسع عشر، عبر مخطط استغرق تنفيذه عدة عقود، فكانت اللحظة عام 1947،
بعد حوالي قرن من وعد بلفور، استمر توفير الدعم والحماية لهذا الكيان من يوم التأسيس ولحد يوم معركة " طوفان الاقصى" حيث يصرح رئيس ألولايات المتحدة أنه صهيوني ويعلن وزير خارجيته أنه يهودي،
بغض النظر عن هذه الترهات، فها هو بايدن ذاته يصرح " لو لم تكن إسرائيل موجودة لوجب إيجادها "
إعتراف واضح وصريح بأن مصالح المركز الرأسمالي العالمي هي التي تقتضي وجود هذا الكيان، والحديث عن صهيونيته ويهودية وزير خارجيته تراهات لا قيمة لها.
كيف نفسر استنفار كافة دول المركز الرأسمالي، الأوروبية منه والأسيوية، والهجمة اللأخلاقية على المقاومة الفلسطينية ونعتها بالإرهاب والداعشية، في الوقت الذي لم يعلن أي من رؤساء الجمهوريات أو رؤساء الوزراء في تلك الدول أنه صهيوني أو يهودي.
أرسال حاملات الطائرات والسفن الحربية والقنابل النووية والطائرات العملاقة وتحريك الجيوش والحملة الإعلامية غير المسبوقة والتي تفوق الحملة المستعرة في حرب أوكرانيا،
حملة إعلامية مسعورة تحت عنوان " عدم اتساع ساحة المعارك، وتوفير ممرات أمنية "
المقصود عدم السماح لمحور المقاومة في التدخل وممرات أمنه لهجرة فلسطينية ثانية
ما أخبث هذا العنوان
يتبع