قصص قصيرة جداً.
أحبتي ، الصديقات والأصدقاء ، إليكم هذه الصليةَ من الأخبارِ العاجلة، مصحوبةً بالتقديرِ والحُبِّ والِاحتِرام .
الخبر الأوّل:
مع انبلاج الفجر استيقظ الزمنُ جديداً على هدير طوفانٍ كبير، مسح عن وجهه البهيّ كل هِناتِ الماضي وعجزِه ،فصاح الديك مغرّداً بصوتٍ بهيج موقّعاً أجمل الأنغام ، وتوضَّأَ رجالُ غزّةَ، الرجالُ الذين لاينامونَ على ضَيم ، وأقاموا الصلاة ، وردّدوا مع القاريء :
{إنّ فرعون علا في الأرض}. {إذهب إلى فرعونَ إنَّهُ طغى}؛ ثمّ ركبوا السفينةَ التي أعدّوها لمثل هذا العبور البريّ العظيم ، وراحوا يتذكّرون ما قاله الهازئون لنبي الله نوح عليه السلام :
-أسفينةٌ في البَرِّ يا نوح ؟
بعدها بقليل ٍ،طوَتِ الأرضُ بساطها، فوصلوا؛ بسرعةِ البرق ِ وصلوا، محمولين على طوفان ٍ من الدموعِ الغزيرةِ التي هَمَتْ من عيونِ الأطفال ِ والنساء، والتي شرِبَتْها حبّاتُ الرمال، وادّخرتْها لهذا اليوم الموعود.
ومدفوعين بأصوات صدحتٍ طويلا :
-الغضبُ الساطعُ آتٍ، فقدحوا زِنادَ بارودِ عزائمهم المُنتَظِرةِ هذه اللحظةَ المُشتهاةَ طويلاً طويلا.
عندها قال الأبطالُ الميامينُ، لاولٰئك الضّالّينَ المُنهَزِمينَ المُتسكِّعينَ على أعتابِ ناهبِ الشعوب وخيراتِها، والمخدَّرينَ على عروشٍ واهية ،والتائهينَ في رمال ِ التطبيع، مشفقين:
- تعالوا اركَبوا مَعَنا.
فأجابوا:
بل سنأوي إلى حِضنٍ غربيٍّ يعصمُنا من الشرق .
عندها تلا عليهم حافظٌ آياتِ الكتاب:
{لا عاصمَ اليومَ من أمرِ الله}.
ظلّ المتسكعون في غَيِّهم يعمهون ، وآبَ الأبطالُ إلى حِضن ِالأرض، ومنها راحوا يُطرِّزون صورةَ النصرِ المؤزّرِ، بإذن الله.
بيروت في ٢٠/١٠/٢٠٢٣