أبصر النسر نفّاخة- تحمل على جلدها البلاستيكيّ الرقيق كتابات عريضة- تتلاعب بها شهوات الهواء، فتتأرجح يميناً ويساراً ، ولا يستقرُّ لها قرار، فأعجب بهذا الصيد الذي ظنّه سميناً .
حمله وطار به، ولكم كانت دهشته عظيمةً عندما سمع صوت حكيم ناصح :
" ألم تلفِتْكَ خفّةُ وزنِه على كتابات مستعارةٍ لهُ أيُّها النسر؟ إضغط عليه قليلاً، سيبدي مرونةً قليلةً مُراوِغَةً، غير أنّهُ سُرعان ما يضيقُ صدرُهُ فينفجر.
راح النسر يلعنُ تلك الساعةَ التي أُعجِبَ فيها بهذِهِ النَّفَّاخة، ويتمتم:" كان عَلَيَّ التَّبَصُّرُ في الجوهرِ، قبلَ الِاندِهاشِ بِالْمَنْظَر، فالمناظرُ خادعةُالبصرَ،في أحيانِ كثيرة، ودافعةٌ بِهِ إلى خطأٍ قي تقديرِ الأحجامِ الجَوْفَاءِ البرّاقةِ كثيرا ...