النار تفولذ الحديد
والدم يسقي العزيمة
جورج حدادين
يحاول الإعلام العالمي الموجه، من يتابع ( الحرة الببي سي فوكس نيوز الفضائيات الأوروبية والإغلام المقروء ) من قبل الطغمة المالية واتباعها في المنطقة، يستنتج تسليط ضوء بشكل غير طبيعي، على الدم الفلسطيني الذي يراق على تراب غزة، بدون ذكر الفاعل، وتسفك دموع التماسيح ، بعض الفضائات العربية، بوعي أو بدون وعي، تتساوق مع مخطط البكاء على الدم الفلسطيني، الهدف تحميل المقاومة وزر تغول الكيان واتباعه من العرب ومن قبل حلف الناتو في الدم الفلسطيني، وإحباط عزيمة الشعوب المقاومة للكيان والساعية للتحرر من هيمنة المركز الرأسمالي واستحلابه لثرواتنا الطبيعية الهائلة ومقدراتنا الوطنية .
علينا التفكير بروية في وظيفة هذا التركيز الكاذب طبعاً على الدم الفلسطيني، لا بل التفكير في دور وجوه تظهر على الفضائيات العربية والأجنبية، ممن يسمون خبراء ومحللين ومفكرين استراتيجين، من أبناء جلدتنا، وبكل وقاحة يلومون ويتهمون المقاومة الفلسطينية باستفزاز قوة عسكرية طاغية لتدمير غزة، علماً بأن هذه الوجوه ذاتها تنّظر للإستسلام والتطبيع ، وتحقر النضال التحرري للشعب الفلسطيني، ونضال كافة الشعوب التي تتوق الى الاستقلال الناجز،
أنهم يصطفون إلى جانب، لا بل هم في معسكر الأعداء ومعسكر الهيمنة ومعسكر استحلاب خيرات الشعوب.
هذا مخطط، بالفعل وفي الواقع، حرب نفسية في سياق سياسة " صناعة القبول وثقافة القطيع " تهدف إلى التعمية على الإنتصار الهائل، الذي تحقق على يد أبطال المقاومة الفلسطينية، داخل الكيان نفسه ، وتحويل الجماهير الى النواح والعويل بدلاً من التوجه نحوالفعل الثوري لإعادة بناء حركة التحرر الوطني العربي، في هذا الوقت الملائم تماماً لهذه المهمة
لا تخرجوا على الفضائيات للنواح والعويل، بل أخرجوا بمعنويات عالية وهمة تعكس هذا الانتصار العظيم الذي تحقق.
بضع مئات من المقاتلين يجتاحون الجدار والحواجز الأمنية والأسلاك الشائكة وأجهزت التنصت والرصد والاستشعار، ويحررون مناطق، ضعفي مساحة غزة في بضع سيوعات، ويقتادون الجنود الصهاينة كالخراف، أي معجزة هذه، من خطط ومن نفذ ، عقلية تتفوق على عقليات جنرالات الناتو والكيان، أنه نموذج بذاته سيدرس حتماً في الكليات العسكرية العالمية.
الفاعل وداعميه معلن ومعروف، دعم غير مشروط لسفك الدم الفلسطيني تعلنه الطغمة المالية بتفاخر، المركز الرأسمالي العالمي وأداته الكيان الصهيوني، هذه الطغمة التي تأمر بقتل الشعب الفلسطيني ثم تدعي الحرص على دماء الأبرياء، وتسعى لتأمين ملاذات أمنه بهدف تشريدهم من أرضهم، وتحرص على منع قوى المقاومة من مساندتهم،
تستعرض البارجات الحربية الأمريكية عضلاتها اليوم باعتراض صواريخ اطلقت من اليمن على الكيان، وتعتقد هذه الطغمة أن البوارج وحاملات الطائرات في البحر الأبيض ستخيف المقاومة إيران الداعم الرئيس للمقاومة
كيف ستخيفعب حزب الله ، الذي أذلهم في بيروت 1982 وأرغمهم على الهروب، في وقت كانت إمكانات الحزب جد متواضعه ، فما بالك اليوم ، حيث اصبح قوة أقليمية ورقم صعب في المعادلة الدولية
من سيرعب من؟ حزب الله أم البوارج وحاملات الطائرات
في حرب 2006 على لبنان كانت الولايات المتحدة هي من تقود الحرب وهي التي أمرت قيادة أركان جيش العدو الصهيوني في الاستمرار، عندما شعرت بخطورة الوضع على الجبهة ، فطلبت وقف اطلاق النار، فكان الرد الأمريكي الاستمرار في الحرب.
ثم خرجت كونداليسا ريس لتعلن بكل وقاحة " من هذا الدمار سيخلق الشرق الأوسط الجديد/الكبير"
النتيجة كانت هزيمة منكرة للكيان ومشروع الشرق الأوسط الأمريكي.
التاريخ يعيد نفسه وحلف الناتو مجتميعاً يطالب الكيان الصهيوني بتدمر غزة وتهجير شعبها الى مصر، ثم تهجر الضفة الغربية الى الأردن، لإعادة أحياء مشروع الشروق الأوسط الجديد / الكبير
فما هزم في السابق سيهزم اليوم
المقاومة هي التي تتحكم اليوم في سيرورة الصراع، بالرغم من الدماء الغزيرة والعزيزة
كما النار تفولذ الحديد فالدماء الزكية تفولذ إرادة المقاومة
يتبع