عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
خلال متابعتي لمسرحية مجلس الأمن هذه الليلة، تابعت مرغمًا خطاب وزير خارجية كيان الإحتلال في مجلس الأمن الذي تجاهل كليًا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه جيش الإحتلال بحق الفلسطينيين. فتناسى عدد الشهداء الذين فاقوا 5300 شهيد بينهم أكثر من 2000 إمرأة وطفل ولا يزال أكثر من 1500 مفقود بينهم أكثر من 800 طفل وذلك بفضل إنسانية آلة القتل الصهيونية وبفضل حنان الصواريخ الأمريكية الحديثة.
فوزير خارجية الكيان الغاصب تحدث عن حق كيانه في الرد، وزايد عليه وزير الخارجية الأمريكي بأن ذلك واجب.
فهذا المجلس باطل ومتآمر على الفلسطينيين لأنه إلتزم الصمت المطبق حين إقترف قادة العدو أول جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية حين أعلن وزير الحرب بقطع المياه والكهرباء والتموين والمحروقات عن غزة.
وتآمر المجلس مجددًا على الشعب الفلسطيني الأسبوع الماضي حين أفشلت أمريكا وحلفائها التوصل إلى قرار بوقف إطلاق النار حسب المشروع الروسي؛ لأن ضمائر الصهاينة الجدد حنّت إلى قتل "العماليق والأغيار" حسب التعاليم التوراتية؛ ولهذا لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف عمليات الأبادة والتطهير العرقي فلنتعرف على صلب المعتقدات اليهودية في تقبل الآخر.
فلنراجع سويًا "سفك الدماء في التوراة:
جاء في سفر حزقيال تنافس رؤساء إسرائيل في سفك الدماء! فجاء فيه: "هُوَذَا رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ، كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ اسْتِطَاعَتِهِ, كَانُوا فِيكِ لأَجْلِ سَفْكِ الدَّمِ" [22/6]، "
"في صموئيل الأول 15 : 1 -3 . والآن فاسمع صوت كلام الرب . هكذا يقول رب الجنود . إني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له بالطريق عند صعوده من مصر .
فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تعف عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة . طفلاً ورضيعاً بقراً وغنماً . جملاً وحماراً"
ولا بد من تذكير وزير خارجية الكيان الغاصب بأن القانون الإنساني الدولي ونظام روما يدينان إحتلال أراضي الغير بالحرب؛ ومع هذا إغتصبتم فلسطين بقوة السلاح ونفس هذا المجتمع الدولي فرض وجودكم بالرغم من كل المجازر واستباحة الدماء الفلسطينية عام 1948؛ واليوم وبعد التأييد المنقطع النظير العربي والغربي لنتنياهو بمواصلة الحرب ضد حماس، إستغل نتنياهو هذا التأييد فبدأ بعملية الإبادة الجَماعية لكل فلسطيني؛ فليست كل بناية لحماس، وليس كل مخبز لحماس، ليس ولا يتبع الَستشفى الَعمداني لحماس ومع هذا لم يدين هذا الَمجتمع الأممي والدولي المنافق المتآمر حملة الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة.
ولا بد من التذكير بأن نتنياهو تسرع بأخذ قرار الإبادة الجماعية بأهل غزة، بدلًا من لملمة الجراح ودراسة أسباب الإنهيار الكامل للجيش وانهيار الهدف من بناء جدار الفصل العنصري وفشل كافة الإنذار المبكر والتي كلفت أمريكا المليارت من الدولارات.
ولكن عنصرية نتنياهو وغلبة التفكير التوراتي لديه، بالإضافة إلى نرجسيته وجنون عظمته دفعوه إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي حتى لا يخسر كرسي رئاسة الحكومة.
فقارنوا بأنفسكم مدي إنطباق شخصية نتنياهو مع القيادة النرجسية هي أحد أساليب القيادة التي لا يهتم فيها القائد سوى بنفسه. فتتمركز الأولوية عند هذه الشخصيات حول أنفسها - ويكون ذلك بالضرورة على حساب شعوبهم/أفراد جماعتهم. ويسلك القائد النرجسي هذا خصائص نرجسية متمثلة في: الغطرسة والهيمنة والعدائية. ويعد من أساليب القيادة الشائعة. ويرى النقاد أن «القيادة النرجسية (وبخاصة المدمرة) تكون مدفوعة بصفات من الغطرسة المتعنتة، والانشغال بالذات، والحاجة الشخصية الأنانية للحصول على النفوذ والإعجاب.»
عانى الفلسطينيون من غطرسة الإحتلال الصهاينة واستباحتهم للدماء منذ العام 1948 وحتى اليوم ما لم يعانيه اي شعب تحت الإحتلال في العالم.
ففي السابع من أكتوبر تجرَّع القادة الصهاينة وقوات النخبة في فرقة غزة َمعبر ايريز والعديد من المواقع العسكرية من نفس الكأس الذي تجرعه الفلسطينين عام 1948 مع فارق مميز أن الفلسطينيين أخذوا العديد من الأسرى بعكس الصهاينة الذي قتلوا كلزفلسطيني في أي قرية دخلوها.
*فليعتبروا*در
24 تشرين الأول/اكتوبر 2023
حاخامات يهود يفتون بقتل الأغيار
رغم الانتقادات والدعوات للمقاضاة تتواصل في إسرائيل عملية تسويق كتاب فتاوى يهودية جديدة يدعى عقيدة الملك تبيح قتل الأغيار استنادا لتفسيرات العهد القديم ومصادر التشريع اليهودي.
وصدر الكتاب الذي يقع في 230 صفحة وكشفت عنه صحيفة معاريف الأحد عن حاخامين يقيمان في مستوطنة يتسهار المجاورة لنابلس هما يتسحاق شبيرا رئيس مدرسة يوسف ما زال حيا اليهودية وزميله الحاخام يوسي إيليتسور.
وتزدحم صفحات الكتاب بتبريرات قتل الأغيار دون الإشارة الصريحة للعرب، حيث يستهله مؤلفاه بتحريم قتل الأغيار لعدة أسباب منها تفادي العداوة وانتهاك الدين، لكنهما سرعان ما ينتقلان لاستعراض عشرات الحالات التي يجوز بها القتل استنادا لأحكام التوراة والشريعة اليهودية.
فرائض نوح
ويقول الحاخامان إن "فرائض نوح السبع" تلزم بني البشر جميعا وتحظر السلب وسفك الدماء والهرطقة، ولذا يحق قتل من ينتهك هذه الفرائض من غير اليهود شريطة أن يصدر الحكم بالإعدام عن هيئة خاصة تعنى بالأغيار المخالفين لـ"فرائض نوح".
وتبرر هذه الفتاوى لليهود قتل الأغيار حتى لو كانوا من غير أعدائهم في حال عرّض تواجدهم "شعب إسرائيل" للخطر، كما أنها توجب قتل الأغيار المدنيين في حالة تقديمهم المساعدة لمن يقدم على قتل اليهود.
كما يستبيح الحاخامان دم المدنيين الأغيار ليس لمساعدتهم "جيش الأشرار" فحسب بل لمجرد قيامهم بتشجيعه على الحرب على اليهود أو يعربون عن ارتياحهم إزاء أعماله أو إضعاف موقف اليهود حتى بالكلام. ويتابعان في فتواهما أنه "لا حاجة لقرار على مستوى الأمة من أجل قتل الأغيار إذ يكفي بضعة أفراد".
"
بعد الكشف عن الكتاب والضجة الإعلامية الملازمة له أصدر الحاخامان تعقيبا أكدا فيه تشبثهما بكل كلمة وردت فيه
"
العين بالعين
ودون تلعثم أو صياغة متحفظة يحلل كتاب الفتاوى قتل الأطفال الأغيار حينما يتواجدون في حالة معينة "تسد طريق" الإنقاذ ويرى بالمساس بهم في حال كان واضحا أنهم سيلحقون الضرر باليهود عند نضوجهم. ويتابع أنه "يحل المس بالأطفال عمدا ومباشرة لا من خلال محاربة ذويهم الكبار فحسب".
وضمن فصل "المساس المتعمد بالأبرياء" يمضي الحاخامان في استباحة الأطفال الأبرياء بالحكم بصلاحية المس بأولاد زعماء الأغيار لممارسة الضغوط عليهم.
وتدعو إحدى الفتاوى للانتقام وتؤكد أن غاية الانتصار على الأشرار تبرر اعتماد عملية الانتقام على مبدأ "العين بالعين" معتبرين أنها حاجة ملحة لمكافحة الشر وتوفير الردع وميزان الرعب من خلال عمليات قاسية.
وفي تحريض شبه مباشر يحض الحاخامان على قتل الفلسطينيين وممارسة عمليات إرهابية ضدهم بتأكيد صلاحية الأفراد -لا الأمة فحسب- على القيام بمبادرات تبيح سفك دماء أتباع مملكة الشر خارج إطار قرارات الحكومة أو الجيش.
ولاستكمال ما جاء في كتاب الفتاوى بالتلميح جاء في الدورية الإلكترونية "الصوت اليهودي" التي صدرت الثلاثاء عن موقع خاص بمستوطنة يتسهار حيث يقيم مؤلفا الكتاب أنهما لم يشيرا في كتابهما إلى أن فتاواهما موجهة "للأغيار القدامى" فقط.
رأس الأفعى
وبعد الكشف عن الكتاب والضجة الإعلامية الملازمة له أصدر الحاخامان تعقيبا أكدا فيه على تشبثهما بكل كلمة وردت فيه وأشارا لتقييم وتقدير كبار الحاخامات له ولمساهمته في إثراء "الشرع اليهودي المعاصر".
واعتبر الحاخامان الفتاوى مفيدة وذات صلة بالواقع الراهن. وفي دعوة غير مباشرة للمزيد من قتل الفلسطينيين يتابعان "يكفي أن ننظر للإطلالة المهينة لزعماء إسرائيل حيال قضية الجندي الأسير جلعاد شاليط الذي يعاني بالأسر جراء الامتناع عن عمليات هجومية بسيطة فيما يجلس رؤساء الأفاعي من الأعداء في غزة بين المدنيين ويسخرون منا ليل نهار".
وقد طالب النائب العمالي أوفير بينيس المستشار القضائي للحكومة التحقيق مع الحاخامين بعد إصدار هذه الفتاوى، وأشار لأهمية الدفاع عما وصفه بالديمقراطية الإسرائيلية.
يشار إلى أن الحاخام الرئيسي السابق في إسرائيل مردخاي إلياهو دعا الحكومة في مايو/أيار 2007 لشن حملة عسكرية على غزة، واعتبر أن المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي. وفي فتواه أشار إلياهو إلى قول تاريخي منسوب للملك داود دعا لملاحقة الأعداء وعدم العودة قبل قتلهم.