كتب الأستاذ حليم خاتون:
تقول الحكاية إن وحشا تواجه مع ثلاث ثيران، أبيض وأسود وبني...
عرف الوحش أنه لا يقدر على مواجهة الثيران الثلاثة مجتمعين فلجأ إلى الحيلة...
قال للثورين الأسود والبني:
إن الثور الأبيض يمنعنا من التخفي بسبب لونه الفاقع؛
ما رأيكم في التخلص منه، فنحكم البراري وحدنا...
وافق الإثنان، فقام الوحش بافتراس الثور الأبيض...
بعد فترة، قال الوحش للثور الأسود:
لونك أسود مثل لوني... نحن بالتأكيد تجمعنا قرابة؛ ما رأيك في التخلص من الثور البني، فنحكم هذه البراري الشاسعة سويا...
وافق الثور الأسود وهو يجتر دون وعي من هذه البراري، كما يفعل حكام العرب، ومن ساواهم الشاعر مطر بنعال حذائه...
قام الوحش بافتراس الثور البني ليعود في اليوم التالي ويقول للثور الأسود...
انا لا أرضى مشاركة أي كان في حكم هذه البراري...
لا بد لي من قتلك...
حاول الثور الأسود كل الوسائل لتجنب المصير الأسود دون جدوى...
عندها صرخ صرخته الأخيرة...
"أُكلت، يوم أُكل الثور الأبيض..."
هذا ما فعلته اسرائيل مع كل العرب؛
أكلت المصري والأردني والمغربي والسوداني ومحمود عباس؛ حتى لم يبق أمامها اليوم إلا بضعة ثيران عصية على الحيلة والأكل...
يحاول الأميركي إقناع حزب الله وأنصار الله والحشد الشعبي وسوريا وإيران أنه مسالم يريد فقط تأديب ثور غزة الأبيض بسبب فعلته "الشنيعة" يوم السابع من أكتوبر...
اسرائيل طيبة وحنونة!!
بعدها سوف ينعم الجميع بالسلام والطمأنينة!!!...
لكن القصة هنا أكبر من قصة ليلى والذئب...
اليوم خرج أحد مدراء أهم جمعية لحق الشعوب في تقرير المصير في اميركا يقول إن الغرب على وشك وضع اللمسات الأخيرة على مشروعه الاستعماري في الشرق الأوسط...
يذكّر ما يحدث اليوم بيوم اتصل بايدن بالرئيس الصيني عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية...
خرجت مذيعة الاخبار الصينية على الشاشة وقالت التالي:
"اتصل اليوم الرئيس الأميركي بايدن برئيس الدولة الصينية...
استمر الحديث قرابة ساعة كان فيها الرئيس بايدن يحاول اقناع الرئيس الصيني بإدانة روسيا والوقوف ضدها لكي يعود بعد الانتهاء منها ويستفرد بنا..."
هذا الأميركي القبيح، ومعه ضباع أوروبا الخرفة...
يعتقد هؤلاء إن السيد نصرالله أو السيد الحوثي أو بشار الأسد أو قادة الحشد يشبهون مليك البحرين الأبله أو محمد بن سلمان أو اولاد زايد أو أي كان ممن يحكم الاردن أو مصر أو المغرب أو غيرها...
لأنه غبي قبيح، يعتقد أن تلك الأسود التي تقف قبالته غبية على شاكلته وشاكلة ضباع القارة القديمة العجوز البشعة...
الساعة الثالثة من يوم الجمعة سوف يسمع الأميركي ومعه جرذان أوروبا أن عليه أن يضب كلاكيشه ويرحل...
لا يهم إلى أين طالما الوجهة هي مزبلة التاريخ...
أما لماذا اختار السيد نصرالله يوم الجمعة...
فهذا كرم اخلاق من سيد يقود مقاومة حذاء أي مناضل فيها اشرف من أكبر رأس في هذه الإمبريالية...
أعطاهم السيد ما يكفي من الوقت حتى يجربوا تجنب الوقوع في تفاصيل هم أعجز عن فهم حتميتها التاريخية التي تقول إن الشعوب إذا ما قررت، تستطيع محو كل الذل العربي...
منذ أيام وكل تقدم بري يفشل وتفشل معه ال High tech عن مواجهة قلوب تكسّر الجبال...
أما أساطيل أميركا ومعها من معها... عليها أن تعرف أننا سوف نقاتل إلى أن تذهب اميركا إلى طاولة نكون نحن والصين وروسيا بانتظارهم لفرض حق الشعوب بالحياة الحرة...
ربما وجب تذكير من لا يذكر أن الذي هزمهم في سوريا والعراق واليمن وقبلها في لبنان وغزة، هو نفسه الذي سوف يهزمهم مجددا...
كما وعدنا السيد بالنصر قبلا، هو يعدنا بالنصر مجدداً...
وما النصر الا صبر ساعة...