مع الفجر استيقظ أبو مجاهد ، أقام الصلاة ، وتوجّه صوب غرفة الجلوس ، أحسّ بطيف يشدّ بصره إلى الحائط الذي يثبّت عليه مفتاح بيته في حيفا ، منذ زمن ، فبرقت عيناه ،ولم يصدّق ما يراه ،فصاح:
الله أكبر، المفتاح صار أخضر . مَن ازال السواد عنه والصدأ من؟ رحماك يا ربّ.
خرج وهو يردّد بصوت عال:
ألله أكبر. أخضر ، هذا المفتاح اخضر، هذا الصبح أخضر .
أسرع إلى المذياع يستطلع الأخبار، فخرّ ساجداً لدى سماعه :
خبر عاجل ، عاجل جدّاً :
فار التنور ، وطوفان الأقصى يجرف عصابات الاحتلال المجرمة التي ابتلعت الأرض ، وتغوّلت في الدم الفلسطيني طويلاً ، ويطيح باتفاقيات الذل والتخاذل والصمت الطويل. إنّه يطيح بسواد المفاتيح ، ألله أكبر ولله الحمد. ألله أكبر ولله الحمد .