كتب م. زياد أبو الرجا: يا سيادة الرئيس اين المفر؟.
فلسطين
كتب م. زياد أبو الرجا: يا سيادة الرئيس اين المفر؟.
م. زياد أبو الرجا
13 تشرين الثاني 2023 , 21:26 م

كتب م. زياد أبو الرجا:       

عندما انتفض الشعب الصيني وقام بثورته العظيمة بقيادة ماو تسي تونج ورفع شعاره الخالد(( رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة ))برزت خلال هذا النضال القوى المناهضة للثورة التي اتخذت من القوى الامبريالية مظلة لها. كان على راس الثورة المضادة شين شاي شيك وحين شارفت الثورة الصينية على الانتصار   هرب الى جزيرة فرموزا (( تايوان)) حالياواتخذها مقرا لسلطته العميلة التي اعترفت بها القوى الاستعمارية على انها الممثل الشرعي للشعب الصيني.تم قبول فرموزا (( الصين الوطنية)) في هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي.هذا هو حال الدول الاستعمارية قديمها وحديثها لا تعترف الا بالعميل والوكيل ممثلا شرعيا للشعوب.

في الوقت الذي اقتضت فيه المصلحة الاستعمارية ابان الحرب الباردة بزعامة امريكا ان تغذي الخلاف بين الاتحاد السوفياتي وجمهورية الصين الشعبية تم اخراج الصين الوطنية من مجلس الامن وهيئة الامم المتحدة واعترفت بالصين الشعبية واحتلت مقعدها الدائم في مجلس الامن الدولي وهيئة الامم المتحدة.الا ان امريكا وقوى الاطلسي ابقت على علاقتها التحالفية مع تايوان وزودتها بالابحاث العلمية والمعرفة التكنولوجية وجعلت منها دولة صناعية متقدمة واتخذت منها قاعدة عسكرية متقدمة على ابواب البر الصيني.

في الفيتنام قامت فرنسا بسلخ الجنوب عن الوطن الام وشكلت سلطة فيتنامية عميلة للابقاء على المصالح الاستعمارية في منطقة جنوب شرق اسيا.لكن الثورة الفيتنامية (( جبهة التحرير الوطني الفيتنامية)) واصلت النضال حتى اوقعت الهزيمة النكراء بالجيوش الفرنسية في موقعة " ديان بيان فو" بعد هزيمة فرنسا المدوية سارعت امريكا لملء الفراغ وجاءت بجيوشها البرية والبحرية والجوية وفصلت سلطة على مقاسها ودربت جيشا كبيرا وسلحته باحدث الاسلحة على امل ان يتمكن من هزيمة الثورة .استمر الشعب الفيتنامي بقياة رئيسه هوشي منه وجنراله الفذ نجووين جياب  في كفاحه المضني والمرير حتى ارغم المحتل الامريكي على الفرار تحت النار ، وترك خلفه العملاء والمتعاونين لمصيرهم المحتوم  كخونة للامة والوطن.

بعد الاجتياح الصهيوني للبنان عام ١٩٨٢ واحتلال عاصمته بيروت جاءت قوات الاطلسي وفي طليعتها قوات المارينز وتمترست في بيروت.انطلقت المقاومة الوطنية في لبنان واشتبكت مع قوات الاحتلال وتقدم الجيش السوري وشارك في معارك الجبل وشارك سلاح الجو السوري وتم اسقاط طائرات امريكية فيما تم تفجير مقر قوات المارينز في بيروت حيث سقط مئات القتلى والجرحى وعلى اثر ذلك التفجير رحلت قوات الاطلسي من لبنان تحت النار.ثم كان الاعصار حين تم تفجير مقر الحاكم العسكري الصهيوني في مدينة صور وسقط فيه مئات القتلى والجرحى .اسس الكيان الصهيوني سلطة عسكرية عميلة في الجنوب اللبناني لادارته واخضاعه نيابة عنه ولكي يضفي المشروعية على احتلاله.استمرت المقاومة اللبنانية في نضالها بقيادة حزب الله ضد المحتل الصهيوني وعملاءه واستمرت في التصاعد كما ونوعا حتى ارغمت جيش الكيان على الفرار تحت النار وفر معه قادة الجيب تاركين خلفهم الخونة والعملاءوكان انتصار ايار عام ٢٠٠٠ والذي مهد لانتفاضة الاقصى.

احتلت امريكا افغانستان بذريعة القضاء على الارهاب عام ٢٠٠١ .هب الشعب الافغاني بقيادة حركة طالبان وتصدى للاحتلال الامريكي بكل ما اوتي من قوة قام الامريكي بتشكيل حكومة عميلة من العملاء والوكلاء الا ان ذلك لم يسعفه امام اصرار الشعب الافغاني على طرد المحتل والقضاء على سلطته العميلة

خرج الامريكي من افغانستان تحت النيران تاركا خلفه الخونة والمتعاونين لمصيرهم.

خلال الانتداب البريطاني على فلسطين ازدادت الهجرة اليهودية اليها وشكلت بريطانيا شبكة من المتعاونين قصيري الوعي الا ان الشعب الفلسطيني من خلال مقاوميه كان يصفي هؤلاء العملاء وتشكلت منظمة سرية تحمل اسم " الكف الاسود" وتم تدريب اعضاءها في سورية منطقة الاذقية على مهارات التصويب والرماية بالمسدسات.كان يتم تصفية العميل بطلقة واحدة.الا ان حجم المؤامرة الاستعمارية على المنطقة العربية برمتها فاقت قدرات الشعب الفلسطيني الاعزل وارتكبت العصابات الصهيونية المجازر وعمليات التطهير العرقي تحت نظر حكومة الانتداب البريطاني .مما ادى الى عملية تهجير واسعة .عاش الفلسطينيون في مخيمات اللجوء في ظروف مأساوية صعبة الا ان هذا الشعب حول مخيمات اللجوء الى مراجل تغلي والى مشاتل زرع فيها بذور الثورة والكفاح المسلح وسيلة وحيدة للتحرير والعودة .انطلقت الثورة الفلسطينية المسلحة عام ١٩٦٥ واشتد عودها بعد هزيمة عام ١٩٦٧ وما تلاها من عمليات مكثفة داخل الارض المحتلة التي دفعت العدو الصهيوني للقيام بحملة عسكرية واسعة ضد قوات الثورة الفلسطينية في غور  الاردن ظنا منه انه سينفرد بها.لقد خاب ظن العدو حيث خاض الجيش العربي الاردني جنبا الى جنب مع قوات الثورة الفلسطينية وسطروا ملحمة الكرامة المجيدة.ومني جيش الكيان باول هزيمة عسكرية بعد هزيمة حزيران.

استشعرت القوى الرجعية والكيان ومحتضنيه خطورة امتداد واتساع الفكر والعمل المقاوم الى دول الطوق والعمق العربي فحاولت تصفية الثورة وبعد ان فشلت لجأت الى اختراقها من الداخل وقامت باغداق الاموال على الاطراف الفلسطينية اليمينية التي شكلت سدا منيعا امام الفكر الثوري الفلسطيني داخل حركة " فتح" بشكل خاص والفصائل الفلسطينية الاخرى بشكل عام.سيطر اليمين الفلسطيني على منظمة التحرير الفلسطينية واخذها الى اتفاق اوسلو ودخلت الى الضفة الغربية وقطاع غزة واقامت(( السلطة الوطنية الفلسطينية))واعترف بها الكيان الصهيوني--مفرغة من الوطنية--واعترفت بها الدول العربية والغربية وهذا الاعتراف مرهونا بتمسك السلطة باتفاق اوسلو وملحقاته.ساعدت امريكا السلطة على تشكيل مؤسسة امنية قوية مهمتها التنسيق الامني مع الكيان وقمع اي عمل مقاوم.تماما كما فعلت في السابق من السلطة الوطنية في تايوان مرورا بفيتنام الجنوبية وجيب لحد في جنوب لبنان وحكومة افغانستان وانتهاءا بالسلطة في فلسطين.

جاء طوفان الاقصى ليدمر كل ما حاكته امريكا والكيان والمطبعين من العربان للقفز فوق فلسطين وقضيتها العادلة .تحولت غزة بفعل مقاتليها الاشاوس من سرايا القدس والدينامو " كتائب القسام" بقيادة الجنرال " جياب" الفلسطيني محمد الضيف وحولوا فلسطين كلها مع غزة الى (( الاطلس الجبار الذي يحمل الكرة الارضية على كفيه)) مهددا بزلزلة الكون كله ان لم يعترف بحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والتحرير لكامل ارضه التاريخية.

تكالبت دول الاطلسي الاستعمارية وحشدت الاساطيل دعما لقاعدتها العسكرية المتقدمة على ارض فلسطين في محاولة يائسة لانقاذها من طوفان الاقصى الذي تشكل غزة موجته العارمة الاولى والتي سيتلوها موجات متلاحقة (( الموجة تجري ورا الموجة عايزة تطولها)) من الباسيفيك وقزوين والبحر الاسود والاحمر حتى البحر الابيض.

ان فلسطين ودول الاقليم ما بعد هذا الطوفان ليست كما قبله.ما زالت امريكا تجرب المجرب الذي فشل في فيتنام ولبنان وافغانستان ، ومعها دول الاقليم لا تعترف الا بالسلطة الفلسطينية في رام الله وعلى

راسها محمود عباس.في الوقت الذي تقوم فيه بالدعم العسكري والامني والسياسي والاعلامي لجيش الكيان لكي يسحق " حماس" ويطهر عرقيا غزة والضفة الغربية غير مكترث لما تجره هذه السياسة من كوارث على الامن القومي في مصر والاردن.لقد سمحت امريكا للكيان بان يفرج عن اموال السلطة المحتجزة في محاولة عبثية لمنع امتداد طوفان الاقصى الى الضفة الغربية وعموم ارض فلسطين.

يا سيادة الرئيس محمود عباس ان الحل الوحيد والنهائي لقضيتنا هو الكفاح المسلح لكنس القاعدة العسكرية عن ارضنا.لم ولن تجدي المفاوضات السلمية التي تبناها و أوكل مهمة انجازها اليك من انزلك بالمظلة على المؤتمر الخامس لحركة " فتح" في مدينة الزبداني السورية. انني كفلسطيني في الشتات اناشدك بان تعود الى رشد الانطلاقة واجلالا لالاف  الشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل تحرير فلسطين .اناشدك ان تحزم امرك فيما تبقى من الوقت الذي بدأ ينفذ بسرعة ان تنضم الى ساح الوغى وطوفان الاقصى اناشدك باسم ابناء " فتح" واياك ان تأخذك العزة بالاثم وتقع في وهم بسط سلطتك الاوسلوية عل غزة (( لان غزة لقاح لا يدين لملك)).انها لا تدين الا للمقاومين من شعبنا الفلسطيني البطل الذين سيمتد طوفانهم عاجلا ام اجلا ليشمل كل فلسطين.حينئذ لن تجد من يمنحك حق اللجوء السياسي ممن اوهموك بالدولة والاستقلال عبر المفاوضات العبثية وحل الدولتين.اما اذا لجأت الى دولة بنما في امريكا الوسطى حيث استثماراتك المليونية هناك ظنا منك ان تكون في مأمن من ملاحقة الشعب الفلسطيني فكن على يقين بان الذراع الفلسطينية ستصلك مثلما وصلت الذراع الامريكية الى نوريغا حاكم بنما وساقته الى العدالة الامريكية.ساعتها لن ينفعك الندم ولا ان تردد ما قاله الشاعر عمر الخيام

لبست ثوب العيش لم استشر

وحرت فيه بين شتى الفكر

وسوف انضو الثوب عني

ولم ادرك لماذا جئت اين المفر ؟

م/ زياد ابو الرجا


المصدر: موقع إضاءات الإخباري