كتب الأستاذ حليم الشيخ: حتى لا تتحول الأحلام إلى كابوس
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ: حتى لا تتحول الأحلام إلى كابوس
حليم الشيخ
15 تشرين الثاني 2023 , 21:16 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ: 

"وأعدوا لهم ما استطعتم من القوة ومن رباط الخيل..."

حتى الفأر إذا ما حوصر في زاوية قاتلة، يعض...

هذا المثل ينطبق على الكيان، كما ينطبق على المقاومة في المنطقة...

المقاومة الحالية، كما كل ما سبق من مقاومات؛ قاتلت ولا تزال تقاتل وظهرها إلى الحائط لأن البيئة العربية تتراوح بين حلم الدولتين المطروح للتعمية والتسويف، وبين سذاجة "الموقف الوطني والقومي العربي!!!"

نحن لا نزال نعيش عصر هزيمة المشروع القومي العربي الذي لم تستطع المقاومة الإسلامية تخطيه لأسباب أكثر تعقيدا من كل التحليلات المذهبية والاثنية التي لا يزال الغرب يلعب عليها بسهولة منقطعة النظير...؛

ليس سمير جعجع ولا كمال اللبواني ولا نديم قطيش ولا أشرف ريفي سوى صور اقزام في هذا المشروع المضاد للقومية العربية المقاتلة...

يطلب الأستاذ ابراهيم الأمين من الرؤوس الحامية أن تقتنع بأن المقاومة لا تحتاج إلى نصائح ولا إلى ارشادات سياسية وعسكرية... فقد أثبتت هذه المقاومة أنها نضجت بما فيه الكفاية حتى تصل بالمنطقة إلى النصر...

هل يقترح الأستاذ الأمين أن نصمت وننتظر وان يتوقف التحليل بانتظار نهاية العالم؟

يتمادى أحد ظرفاء حزب الله على الواتس آپ بسؤال ساخر عما إذا كان المحللون يريدون الجلوس على كرسي الأمانة العامة للحزب...

لا ينكر أحدا أن هذه المقاومة وصلت إلى نضج كبير... لكن ليسمح لنا الاستاذ الأمين أن نتذكر "موقعة الترسيم البحري" التي ما كان يجب أن تحصل على الإطلاق، "وعمرو ما حدا يطلع نفط وغاز" إذا كان الراعي أميركي إسرائيلي...

هزيمة الكيان تعني نهاية المشروع الغربي الاستعماري في المنطقة مع كل ما يحويه هذا المشروع من أدوات ليس اقلها النظام الرسمي العربي نفسه...

هل وصلنا الى هذا الحد في المنازلة الكبرى...

لقد أعطى الغرب كما النظام الرسمي العربي والإسلامي تصريحا واضحا باستمرار القتل والمجازر في غزة، وما بعد غزة، وما بعد بعد غزة...

وحدهم السذج أو المسجلون على لائحة التمويل الخليجي هم من لا يرون أن الكل ينتظر ذبح المقاومة الفلسطينية والانتقال بعدها إلى لبنان لضرب الركن الأساسي للممانعة...

إذا سقط حزب الله، يسقط كل المحور...

من اين يأتي الخطر المباشر على الكيان؟

من غزة، من الضفة، ومن لبنان...

هي ثلاث جبهات ملتهبة بشكل كامل في غزة، بشكل أقل بعض الشيء في الضفة، وبشكل مراقب بالنار على الحدود اللبنانية الفلسطينية...

كل الدلائل تشير إلى أن لدى العدو كارت بلانش غربي وعربي بفعل ما يريد في غزة والضفة، واكيد جدا جدا في لبنان...

في لبنان، يعمل الغرب على تهيئة الظروف للحرب القادمة...

كل قصص مطار حامات ومطار بيروت والوجود الغربي في سوريا والعراق وتركيا وقبرص يعني شيئا واحداً...

لقد وصل تهديد النظام الدولي تحت هيمنة اميركا إلى نقطة لا تقبل بوجود واستمرار أي تهديد من قريب أو من بعيد لهذه الهيمنة...

شئنا أم أبينا، يشكل حزب الله حجر الزاوية الأكبر في هذا التهديد لأن الجمهورية الإسلامية لا يمكن أن تدخل في الحرب إلا بعد أن تصل إلى مستوى حرب عالمية أو شبه عالمية طالما أن الروس والصينيين لا يزالون على الموقف الانتهازي نفسه الذي هم عليه منذ عشرات السنين...

لماذا لا يتقدم الروسي في أوكرانيا؟

لماذا لا تخطو الصين أي خطوة باتجاه تايوان؟

اسئلة مشروعة...

المنطق يقول إن الوحش الأميركي أصيب إصابة بالغة في خاصرته الفلسطينية...

القول إن الكيان لا يستطيع الاستمرار في المعركة لأن اسرائيل تخسر كل يوم ما بين ٥٠٠ مليون، ومليار دولار في الاقتصاد فيه الكثير من السذاجة...

العرب، نعم العرب مستعدون لتمويل هذه الحرب حتى القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان...

من مول غزو العراق؟

من مول الحرب الكونية على سوريا والتي زاد تمويل دول الخليج فيها على المائتي مليار دولار؟

كلفة حرب بن سلمان على اليمن وحدها تجاوزت الخمسمائة مليار دولار...

إذا الحديث عن الكلفة الاقتصادية لحرب الغرب على المقاومة هو خارج السياق إن كان بسبب النظام الرسمي العربي، أو بسبب مطبعة الدولار في أميركا التي تجعل كل العالم يدفع كلفة هذه الطباعة في التضخم وفي زيادة دين النظام الأميركي الذي لا سقف له...

ماذا عن الكلفة البشرية؟

اولا، هناك الحديث الذي يدور عن استقدام كل المرتزقة الذين قاتلوا في أوكرانيا إلى جبهتي غزة ولبنان...

ثم هل كلفة ٥٠٠٠ أو عشرة آلاف أو حتى خمسين ألف ومئات الدبابات في جبهة غزة هو أمر لا يتحمله الكيان؟

هذا سؤال مشروع إذا ما عرفنا أن الكيان يتحدث عن خطر وجودي...

الجيش المتخصص العامل في الكيان حوالي ١٥٠ ألف...

اضيف إلى هؤلاء حوالي ٣٦٠ ألف...

هذا عدا المرتزقة وعدا القوات الأميركية التي يوجد شك كبير بأنها تشارك في الميدان...

من قال إن الكيان غير مستعد لدفع الثمن البشري؟

حتى لو فرضنا ذلك، الافضل الحساب على اسوأ الاحتمالات...

ثم إن كل المؤشرات تدل على أن الغرب دخل هذه المعارك لأن الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي مهددة...

اللبنانيون يثيرون الضحك احيانا حين الكلام عن أن العالم لا يسمح بشن حرب على لبنان...

سمعنا كلاما مشابها في السابق حول العالم الذي لا يمكن أن يترك لبنان ينهار...

لقد ترك العالم لبنان ينهار فعلاً...

كما عمل العالم على زيادة عناصر هذا الانهيار بالحصار المباشر وغير المباشر كما عبر إرسال قوافل النزوح الذي يساهم في استنزاف اقتصاد البلد...

ناهيك عن آلاف الإرهابيين الذين دخلوا البلد ضمن قوافل النزوح...

كل ما ذكر أعلاه له معنى واحد...

في كلا الحالتين،

سواء تمت السيطرة على غزة ام لا، الحرب آتية لا محالة...

الحرب في غزة لن تتوقف...

يدور الحديث عن حرب طويلة الأمد في قطاع محاصر بالكامل من الجهات الأربع مع وجود كل الأساطيل الغربية ومشاركة مصر والأردن وكل النظام الرسمي العربي في هذا الحصار...

في المقابل، هناك نية وعمل متواصل للغرب على التهيئة لفتح الجبهة اللبنانية...

إن كان عبر العملاء أو عبر الدخول المباشر إلى الأرض كما في العراق وسوريا...

الطائرات الغربية التي تغطي رحلاتها قيادة الجيش اللبناني الذي يعيش على فتات ما ترسله اميركا وقطر تعمل ليل نهار على هذه التهيئة...

المنطق يقول إن أعين حزب الله الذي اسقط المخابرات الغربية/ العربية في السابع من أيار ٢٠٠٨، لا بد أن تكون مفتوحة...

لكن إلا يذكر الأستاذ ابراهيم الأمين تفجير المرفأ...

هل كانت أعين الحزب مفتوحة يومها؟

كما أن من المفروض أن لا نبخس الحزب ما حققه وما يحققه من إنجازات وقفزات جبارة، علينا أيضاً أن لا نبالغ في تضخيم قدرات الحزب حتى لا ننتهي إلى خطابات احمد سعيد سنة ٦٧...

كل ما يظهره منطق الأمور يقول إن الحرب آتية لا محالة...

كل شيء يقول إن المعركة الوجودية صارت على الأبواب...

لم تستطع آلاف جثث الأطفال من إيقاف الحرب...

لن تستطيع المستشفيات إيقاف الحرب...

الاسرائيلي والأميركي من خلفه لن يوقف الحرب...

لا التكلفة المادية، ولا التكلفة البشرية سوف توقف الحرب...

من يريد النصر، عليه أن يفترض الاسوأ ويعمل على أساسه...

الحرب آتية...

حليم الشيخ

المصدر: موقع إضاءات الإخباري