كتب الناشط السياسي محمود موالدي
من يراقب ويتابع وتيرة العمل المقاوم في الجبهة الجنوبية اللبنانية يلحظ ارتفاع منسوب النار والعمليات التي ينفذها المجاهدون ليرتفع معها حالة الأشغال للعدو والتوتر الكبير في صفوف ضباطه وجنوده وترتفع أيضا وتيرة الإرباك لدى حكومة العدو باتخاذها القرار فلماذا الآن...؟
استطاعت المقاومة الإسلامية في لبنان قراءة المشهد بصوره دقيقة وعميقة وبحكم معرفتها بذهنية العدو وقدرته، التزمت منطقا احترافيا في أسلوب العمل المقاوم بشقيه السياسي والإعلامي والميدان، وأعطت تقديرا دقيقا للموقف، لترسم خطه الاشتباك مع العدو بشكل متدرج، فمن يتابع إعلام العدو يدرك حجم الخديعة التي وقعت فيها قيادات العدو من جهة اتخاذ القرار في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، واستنفاد الوقت لتحقيق نصر حتى لو كان شكليا في جبهة الجنوبية مع غزة، لقد أدركت المقاومة الإسلامية في لبنان حجم الخسائر في صفوف العدو جراء عمليته البرية في غزه وتكبده الهزائم الكبيرة التي شلت مجمل قدرته التكتيكية في الميدان كما أنها تعرف الراحة الحيوية التي يتمتع بها الmقاوم في فلسطين وإدخال قوات العدو في حرب استنزافية غير قادرة على تحملها، فالدخول البري كان بمثابة فخ وقع فيه العدو وأصبح بحاجه ملحه لتحقيق ما يمكن تحقيقه بعد/40/ يوما من الحرب، فالجبهه الداخلية للعدو ضاغطة اجتماعيا واقتصاديا كما ان توزيع القوة العسكرية بمجملها بين ثلاث جبهات أن كان في غزه وغلاف غزه أو في الضفة الغربية وصولا للجبهه الشماليه ناهيك عن الوجبات اليومية للصواريخ التي تتساقط على مختلف المدن الفلسطينية دون استثناء بما فيها تل ابيب، في هذا الظرف وضمن هذا المشهد يعطي السيد ح س ن ن ص ر الله- حفظه الله- الكلمه للميدان باسلوب خطابي هادئ ليدخل العدو في خديعة عدم التوتر، لتتصاعد عمليات ال م ق اوم ة في الجنوب مع الانهاك الحاصل على مختلف الجبهات، لقد رفعت ال م ق اوم ة منسوب عملياتها الى درجه (الحرب المتوسطة) وادخلت أسلحة تتناسب مع هذه المرحلة ليكون عنوانها (توظيف التصعيد لوقف العدوان) فاختيار الوقت كان مريحا لجبهة المقاومة في ظل ارهاق العدو وادخاله في حاله لا قدرة على اتخاذ القرار.
لكن السؤال يبقى مطروحا هل يجب أن نقلق...؟
بالحقيقة نعم...!! يجب أن نقلق إذ إن القلق مشروع كون قيادة العدو هي مجموعة من الحمقى والأغبياء وهنا يكمن سؤال آخر، هل هي مخاطرة...؟، وأعتقد بأنها مخاطرة محدودة التأثير بحكم وجود موانع متعددة للتصعيد منها تكتيكي ميداني ومنها استراتيجي ومنها إقليمي ودولي مشمولا بواقع مسرح الأحداث، لصبح المخرج الوحيد لكيان العدو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا مفهوم الدولة، والذهاب نحو مخارج حافظة لماء الوجه مع ضمور التأييد الشعبي في الغرب المطرب أساسا بفقدان القيادة الجامعة له، والذهاب للتهدئة بشكل نسبي من مخارج إنسانية.