حرب الاستقلال الثانية..نكبة ٤٨ معكوسة والضرب بالنقاط وليس بالقاضية ..!
مقالات
حرب الاستقلال الثانية..نكبة ٤٨ معكوسة والضرب بالنقاط وليس بالقاضية ..!
د. محمد صادق الحسيني
18 تشرين الثاني 2023 , 10:01 ص


كتب الدكتور محمد صادق الحسيني:

سواء أدركت حماس (وكتائب القسام) ام لم تدرك ، واظنها ادركت ، بان طوفان الاقصى قد فتح الباب واسعاً ، امام حصول تحول جوهري في العمل العسكري والسياسي والديبلوماسي وحتى الفكري والثقافي في العالم .

وسواء عملت ذلك بعلم مسبق او جاءتها هدية ربانية ، واظنها - على الاقل الجناح القسامي- بانها كانت تقصد بذلك ان تنقل الصراع بينها وبين العدو من حرب على الحقوق وتحقيق الانجازات المحددة والمعلومة الحال الى حرب مفتوحة على آفاق التحرير المفتوحة الآفاق والمآلات.

لم ينتبه أحدا الا ما ندر ، ولم يعلق او يتوقف احد الا ما ندر على جملة مفتاحية قالها رئيس وزراء العدو في اول رد فعل انتقامي غاضب على طوفان الاقصى عندما قال:

"نحن نخوض حرب الاستقلال الثانية"…!

هذه الجملة تلخص كل الذي حصل يوم ٧ اكتوبر المجيد، والانجاز التاريخي العظيم الذي حققته كتائب القسام في ذلك الفجر الجهادي الاستثنائي الفريد….

ما حصل في ذلك اليوم هو ان القساميين والجهاديين والمقاومة اصابوا الكيان في مقتل .

اي قضوا على اصل فكرة تأسيس الكيان في العام ١٩٤٨ ، مايعني انهم عملوا لهم نكبة معكوسة، وليس فقط نكسة حزيران معكوسة!

فالكيان الذي اسمه "اسرائيل" في النهاية هو عبارة عن مستوطنات او مغتصبات او كيبوتسات سموها ما شئتم وميليشيا تحرسها سميت ب"جيش الدفاع الاسرائيلي"…!

هذه هي فكرة "اسرائيل" وروح "اسرائيل" ، لا اكثر ولا اقل،

وهي النسخة المحدثة عن فكرة "اسرائيل" الاولى التي اسسها الانجلو ساكسون في شرق امريكا - بدايةً ، مع ١٣ مستوطنة على ارض كنعان الهندية كما سموها وقتها ، ثم اسسوا عليها اي على جماجم ١١٢ مليون هندي احمر "اسرائيل" الاولى كما سموها هم ايضاً، والتي افرزت فيما بعد الولايات المتحدة الامريكية الحالية…

هذه الفكرة تم هزها هزاً عنيفاً واصيبت بمقتل يوم ٧ اكتوبر المجيد وبدأ جسمها ينزف بقوة بعد طوفان الاقصى مباشرة…..

هذا الزلازال العظيم في ظل عالم متحول كنا نعيشه على كل المستويات الفلسطينية والاقليمية والدولية اي من تحولات الداخل الفلسطيني حول المسجد الاقصى وصولا الى حرب اوكرانيا، جعل من الصعب لاي معركة او سيناريو حرب تحرير سواء كانت جاهزة او ينبغي ان يعد لها، ان يمضى بها دون الاخذ بعين الاعتبار ما حصل من إعصار الاقصى الكوني..

نقول إعصار بل زلزال كوني لسبب بسيط ، لان العالم الغربي الاطلسي منه وغير الاطلسي كله حضر فوراً الى فلسطين حيث ساحة العمليات ، للدفاع عن الروح الشريرة التي اصيبت في مقتل وتتعرض لمحاولة النزع الكلي…!

بناء على هذا المستحدث الهائل حضرت او استحضرت مقولة الحرب او الانتصار بالنقاط ، وهي المقولة التي تحدث عنها نصر الله بدراية وعناية ودقة متناهية.

فالعدو صار مجروحا في الصميم وقام باستجماع كل قواته واصبح على اهبة اليقظة والتأهب والقتال بكل شراسة في مواجهة لا مكان فيها للعقل الحربي التقليدي ابدا، ولن يكون….

ومن هنا كان لابد من مواجهته بحرب الاستنزاف ، اي المزيد من الامعان في تقطيع اوصال جسمه الكلي، وتركه قطعاً متناثرة تنزف على الارض مادام فيها رمق حياة الى ان يلفظ انفاسه الاخيرة…

هذه الاستراتيجية ، اضحت خطة اركان غرفة عمليات المقاومة المشتركة الجديدة.

اي كسر ارادته وتقطيع اوصاله وتمزيق جيوشه ، الداخلية والخارجية بالقطعة وليس بالجملة ، ومنع تواصلها وتشتيث قواها ومشاغلتها بشكل مستمر في مواجهة لاهوادة فيها حتى تحين ساعة الضربة القاضية…

هذا النوع من القتال بحاجة الى عقل بارد ، وروح متسامية عن مجرد الانتقام ، ولكن ايضاً الى حزم لا تردد فيه مطلقا بان الهدف النهائي بات قريب الا وهو الاجهاز على الجسم الجريح ، بعد ان بدأت روحه تفيض على دفعات..

لقد قال لهم الشهيد القائد ياسر عرفات يوماً ما مضمونه ، ان تفاوضوني اليوم وتلبون طلباتي (دولة فلسطينية بحدود ٦٧)اسهل عليكم من تأجيل ذلك ، لان من سيفاوضكم في المستقبل سيكون محمد بن عبد الله ، وحينها ستكون المهمة لديكم صعبة جدا او شبه مستحيلة.

ها قد جاء اليوم الذي يفاوضهم فيه يحيى السنوار

والسنوار يفاوضهم اليوم باسم الامة جميعا ، وليس باسم فلسطين وحدها…

اي انه وهو يوجعهم في غزة ويقطع اوصالهم فرداً ، وكذلك تفعل جبهات المقاومة الاخرى كل على حدة ولكن متصلة ، الا انه يفاوضهم جمعاً اي بقوة الامة كلها سيفاً بظهره وسنداً له ، من بحر قزوين ، ومضيق هرمز الى باب المندب وصولا الى البصرة وبنت جبيل.

انها معركة بقواعد حربية جديدة مستحدثة تحضر لامر عظيم..

بالنقاط يتم تقطيع اوصال الكيان

حتى تحين لحظة ساعة

انتزاع روحه مرة والى الابد بالضربة القاضية.

*بعدنا طيببن قولوا الله*

المصدر: موقع إضاءات الإخباري