أنت فلسطيني، إذاََ أنت...
مقالات
أنت فلسطيني، إذاََ أنت...
حليم الشيخ
18 تشرين الثاني 2023 , 19:51 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ: 

"حاجي تحلل..." تقول اغنية زياد الرحباني في وضعية الفيلم الأميركي الطويل...

ثم، ينهي زياد الأغنية بكلمتين،

"تسلم لي تحليلاتك..."

هذا الوضع ينطبق على كل الكرة الأرضية...

ينطبق على كل المحللين المربعة رؤوسهم في كل المحاور، ومن جميع الفئات...

من غير المقبول وضع الجميع في سلة واحدة، سوف يقول كل واحد في أي من هذه الأقوام...

عفوا يا سادة...

انتم جميعاً تتحملون جزءًا من المسؤولية...

حتى الفلسطيني الذي يندب بعد الغارة... مسؤول...

هو ضحية، صحيح...

لكنه مسؤول...

هو مسؤول لأنه بعد أكثر من سبعة عقود من تسلسل الأنظمة الرسمية العربية، لا يزال يتوجه إلى مؤتمرات قمم المخصيين العرب...

هو مسؤول لأنه يبحث عن حياة طبيعية في كوكب غير طبيعي يقوم على الظلم والحروب والنهب والاستبداد والاستيطان...

هو مسؤول لأنه خلال سبعة عقود لم يستطع خلع مجموعة المخنثين في رام الله...

هو مسؤول لأنه ببساطة لم يحمل السلاح...

أجل...

"أنت فلسطيني، إذاََ أنت مشروع مقاتل قبل اي شيء آخر..."

لا يحدث أحد عن الحلفاء...

قبل السؤال عن الحلفاء ربما وجب سؤال أهل البيت المقيمين في قطر ينظرون من بعيد...

خلصنا من خالد مشعل وموسى ابو مرزوق...

السؤال يوجه إلى من يفاوض الإسرائيلي حتى لو كان نبياً...

يجب ببساطة إقفال الخطوط واتخاذ القرار بالاستمرار في الحرب حتى تخريب كل العالم...

المشكلة ليست فقط في الأوغاد من الحكام العرب، لا يُستثنى منهم أحد...

الكل سواسية...

الكويت ليست أفضل بكثير من البحرين...

الكلام الحلو، حلو...

لكن أين الفعل يا أهل القول؟

لوهلة ينتاب المرء شعور بأننا كنا نعيش في شعارات احمد سعيد...

بعد نكسة حزيران ٦٧، خرج عبدالناصر يقول اننا خسرنا الحرب لأن أميركا والغرب كانوا خلف إسرائيل...

إذا كان عبد الناصر اخطأ قبل أكثر من خمسة عقود ولم يأخذ في الحسبان اميركا وجراءها من الأوروبيين، لا يحق لنا ارتكاب الخطأ نفسه...

هل فوجئنا بالأساطيل الأميركية والغربية؟

لا يحق لنا أن نفاجئ؟

بعد كل تلك السنين وحدهم السذج هم من يعتقدون أن بالإمكان زوال الكيان دون الصدام مع الوحش الأميركي...

انهم نفس السذج الذين يتحدثون عن حل الدولتين على نسق جحا الذي أراد الزواج من ابنة الملك...

سألوا جحا هل تمت موافقة الجميع؟

أجابهم قائلا: أنا واهلي موافقون، ننتظر موافقة الملك وابنته الأميرة...

يا جماعة... انتم كاذبون...

انتم تقومون بتخدير الشعوب العربية على أساس حل لن توافق عليه اميركا ولا الغرب...

حل الدولتين هو صيغة الهاء حتى يتم ابتلاع ال ٢٠٪ الباقية من فلسطين، وقد ابتلعوا أكثر من النصف في الضفة...

مصر والأردن يعجزان حتى عن فرض مجرد منع قتل الأطفال في المستشفيات والمدارس...

هما أكثر المعنيين بخطط التهجير التي سوف تخلق عدم استقرار لا نهاية له...

رغم هذا... لا يتجرأ السيسي ولا عبدالله الثاني على اكثر من التذلل للأميركي...

بقية الأنظمة... جمهوريات موز وممالك تجلس على خوازيق الموز...

ماذا عن الحلفاء؟

هل أعددنا العدة فعلاً لهذه الأساطيل؟

الحرب مع الأقوياء تحتاج إلى شيء بسيط جداً...

لا تحتاج إلى صواريخ أرض بحر...

لا تحتاج إلى صواريخ أرض جو...

لا تحتاج إلى أي أسلحة معقدة...

كل ما تحتاج إليه أية مقاومة لكي تبقى في التاريخ، هو القرار...

قرار أهل الأرض بامتلاك الحق في كل ما على هذه الأرض...

القرار بالقتال حتى النصر أو الشهادة...

دون إجراء أي حسابات ربح وخسارة...

مع اميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، سوف نخسر ملايين الشهداء...

أما هم، فإنهم سوف يخسرون كل شيء اذا ما اتخذنا قرار المواجهة...

نحن أمة ال ٤٥٠ مليون، منهم على الأقل ٧٠٪ يعيشون بلا كرامة...

بلاها هذه العيشة... ستين ابوها عيشة قهر وذل...

"خلي" هالأمة تكون ١٠٠ مليون لكن بشرف وكرامة...

المشكلة هي قطعاً في النظام الرسمي العربي الذي يلهث وراء الأميركي من أجل عظمة...

محللو ابن سلمان يخرجون على الشاشات يسبحون باسم من لا يستحق قيادة "خير أمة أخرجت للناس"...

يريد المحلل السعودي من وليد جنبلاط أن يتفضل ويرسل جيشه إلى غزة...

بغض النظر عن تاريخ وليد جنبلاط غير الناصع، يريد ذلك البوق الأخرق من شبه الجزيرة العربية الدفاع عن سيده الذي أنفق ٥٠٠ مليار دولار لقتل أبناء اليمن، ويعجز عن حبس النفط عن الغرب شهراً واحداً سوف تكون كلفته أقل من عشرة مليارات من أجل الضغط لوقف قتل الأطفال في غزة...

الحديث لا يجري عن المدني الفلسطيني...

يجري الحديث عن الأطفال والشيوخ من العجائز النساء والرجال...

أما الباقون... كل من يستطيع حمل السلاح ولم يفعل حتى الآن، لا يستطيع الكلام والمطالبة... حتى لو كان ضحية في غزة...

"أنت فلسطيني، إذاََ كُتب عليك القتال ثم القتال ثم القتال قبل الفروض الخمسة، وقبل الحج، وقبل اي ركن آخر من أركان الدين...

يسأل الكثيرون، ماذا بعد؟

هل يصدق قاآني ولا يسمح لاميركا بالنصر على غزة...

العدو هو أميركا...

يبدو أنه علينا تكرار الدرس على الذين قرأوا علينا محاضرات عن الشيطان الأكبر...

نذكرهم فقط أن اسرائيل سقطت يوم السابع من أكتوبر...

الذي يقاتل الآن ويقتل الاطفال والعجائز في غزة هو الأميركي بالدرجة الأولى، وخلفه بضعة جراء أوروبية...

مساحة غزة أقل من ٤٠٠ كلم٢، بطول حوالي ٤٥كلم وعرض يصل إلى حوالي ٦ كلم في بعض الأحيان...

حشد الاميركيون ضد هذا القطاع حوالي ٢٥٠ ألف رجل تحت إمرة ٢٩٠٠ ضابط اميركي متخصص في حروب المدن...

يحيط بهذا القطاع حوالي ١٥٠٠ دبابة وحاملة جند...

تتناوب على الغارات الجوية على القطاع أكثر من ١٥٠ قاذفة ف١٥ وف١٦ وف٣٥...

تشرف على القطاع أقمار صناعية وكائرات مسيرة ذكية من احدث الأجيال...

دون ذكر بقية الأسلحة...

حتى متى يمكن لهذا القطاع القتال وهو محاصر من كل الجهات بما في ذلك من جانب "جمهورية مصر (العربية!)...

يقول الأستاذ ناصر قنديل أن المصريين لا يحبون سماع أي نقد حتى لو كان في وجه حكومة تأتمر من الأميركيين أو رئيس عاجز عن إرسال جندي واحد أكثر مما تسمح به اتفاقية الذل التي عقدها محمد انور السادات وليس الملك فاروق أو ابنه فؤاد...

عذراً، الكرامة لا تكون بالدفاع عمن لا كرامة عندهم...

الرئيس أو الملك الذي عنده كرامة ينزل إلى الساحة...

الأمر نفسه ينطبق على الحلفاء...

لا ضرورة لعبور الحدود...

الاميركيون موجودون عندكم وفي جواركم...

أما الأردنيون الذين يريدون اقتحام الحدود للدخول الى فلسطين... السفارات اقرب، وكذلك المصالح الغربية...

سمح النظام الرسمي العربي بقتل أهل غزة منذ أن حدد موعد القمتين العربية والإسلامية بعد شهر من اندلاع المعارك...

ثم عاد وجدد رخصة القتل المباح لا نعرف حتى متى....

منذ أربعين يوم ومحور المقاومة يدرس ويحلل ليصل إلى قرار...

ما هي المعطيات عندهم...

لا احد يعرف...

لكن ما يريد الاحرار سماعه بسيط جداً،

قالها السيد حسن ليلة الثاني عشر من تموز ٢٠٠٦... ويجب تكرارها قولا وفعلا...

"إذا أردتم الحرب المفتوحة... فلتكن الحرب المفتوحة..."

نعم سوف يدمر الاميركيون مدنا عريقة...

قد يفعلون في بيروت ودمشق ما يفعلونه في غزة...

سوف يبيدون الملايين...

فعلوا ذلك في فيتنام التي سقط فيها ٤ ملايين شهيد من أجل الوطن...

سوف نخسر أضعاف أضعاف ما سوف يخسرونه هم...

لكننا سوف ننتصر...

أكيد سوف ننتصر... لاننا أصحاب الأرض وأهلها...

الملايين الذين سوف يسقطون في سبيل الوطن والحرية والكرامة سوف يزيلون تلك الغدة السرطانية الاستعمارية مرة واحدة والى الأبد...

سوف تتجرع اميركا كأس السم على أيدينا، نحن أحفاد من أسقط الامبراطوريتين مع فجر الدعوة...

عندما عاتب الرئيس جمال عبدالناصر الجنرال ديغول لأن فرنسا لم تمنع اسرائيل من توجيه الضربة الأولى في الخامس من حزيران ٦٧...

كان جواب الرئيس الفرنسي، وهل فرنسا طلبت منكم القبول بوقف إطلاق النار؟

حتى لو دخل الجيش الاسرائيلي إلى القاهرة ودمشق وعمان...

هو سوف يهزم على يد مقاومة لا ترضى باي وقف لإطلاق النار...

إذا كان وضع غزة يتطلب وقفا لإطلاق النار والأميركي يرفض...

حتى متى يمكن الانتظار قبل ضرب القواعد، واقفال البحر الأحمر، وزعزعة أمن الخليج وتدمير منصات الغاز على البحر المتوسط، وتفجير مرفأ حيفا مع خزانات الأمونيا...

اقتصاد من سوف يخرب؟

مصالح من سوف تتأذى؟

المسألة تحتاج فقط إلى قرار...

من لم يتحضر لهكذا قرار في هكذا يوم، لن يتحضر لأي قرار في أي يوم آخر...

حتى متى يجب أن يفدي أطفال غزة بدمائهم مستقبل أمة ليست اليوم خير أمة إذا لم تحمل السلاح، وتواصل الكفاح وتقود الأمة للنصر...؟


المصدر: موقع إضاءات الإخباري