أن تتناول أي مسار بحثي يعتمد الصبغة الأكاديمية لا بد أن يستخدم المقاربة النظرية مستنداً على الدراسة السياسية الدقيقة للمنطقة و معرفة مجمل العوامل و الظواهر السياسية و الغوص بأغوار الثابت و المتغيير ، لكن في هذه السرديةالبحثية المقتضبة الهدف هو أخذ أهم المحددات لكل محور و عرضه على طاولة البحث بطريقة مبسطة و عميقة .
تمارس الولايات المتحدة منذ نشأتها كقوة عظمى سياسات الهيمنة وبسط النفوذ كونها قوة اقتصادية وعسكرية داعمة لمختلف الأنظمة الفاشية حول العالم لتحقيق مصالحها فمن الطبيعي تحضير عوامل الأشتباك مع خصومها المحتملين ، خاصة وإن كانوا ضمن المعسكر المناوء عقائدياً و مصلحياً وذا شخصية مستقلة ، إن في التاريخ الكثير من الشواهد حول العالم تدل على استكبار و الهيمنة لدى الذهنية الحاكمة في واشنطن ، مثال _ كوبا إلى فيتنام وساحل العاج وغيرها مع خوضها حروب متعددة مثل الصومال و العراق و غيرها لاينفي بالضرورة استمرار منهجية واحدة لتحقيق مصالحها الحيوية وفرض نفوذها ، وهنا لدينا صورة حية لنخراطها في أي عمل يضمن مصالحها كون تداعيات طوفان الأقصى استهدف جبهتها المتقدمة في غرب آسيا و التي تعتبرها قاعدتها الحيوية في هذا الشرق المطرب بحكم سياساتها المتبعة ، و على الرغم من وجود أشكالية متعددة تمنع التصعيد ضد حزب الله ، إلا أن الحسابات الحاكمة تعطي نتاج تفاضلي نحو توسع الحرب أهمها .
•- تكريس خارطة سياسية جديدة تضمن ثبات (الأنظمة المعتدلة ) في المنطقة
•- تحييد مسار جبهة الشرق الجديد و المتمثلة بالصين و وروسيا و إيران و الدول المتحالفة معهم
•- تحصين شرايين الناقلة للطاقة الضامنة لستقرار أوروبا
•- لجم المد التحرري التي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية و محاصرتها
•- إنعاش الاقتصاد الأمريكي من جهة الأفتراض و الإقتراض
إن العوامل المانعة لنخراط الولايات المتحدة ضد حزب الله متعددة أيضاً و هي :
نسبة الضرر الكبير الذي سيصيب ( الكيان ) وما يترتب عليه من
•- فقدان مفهوم الدولة
•- تعطيل المصالح العليا للولايات المتحدة في المنطقة و ما يحدثه من خسائر كبيرة جداً
•- سقوط ما بقي من الهيبة الأمريكية
•- الرأي العام الأمريكي الرافض لأي حرب عبثية مقبلة
•- دخول الولايات المتحدة وكل حلفائها في حرب استنزافية طويلة مما يؤدي إلى انقسامات على الساحة الأوروبية وغيرها من الدول الحليفة .
إن تقديم المصلحة العليا على مصالح صغيرة متعددة يمكن حل افتراضي للواقع العسكري المشتعل .
يبقى موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضحاً كما عبر عنه قيادات الحرس الثوري في أكثر من موضع .
تعتمد الجمهورية الإسلامية مبدأ المرونة التكتيكية على حساب التراكم الإستراتيجي ، فهي في قلب المعركة ، وفي حال توسعها سيكون دخولها طبيعياً كون موقفها مبني على بعدين
بعد عقائدي و بعد استراتيجي ، أهم النقاط الإستراتيجية
•- الحفاظ على مساحة جوسياسية حيوية للجمهورية
•- ضمان تحقيق المصالح الاقتصادية المرتبطة بجبهة الشرق الجديد
•- تكريس ربط المنافذ البحرية بما يتناسب و الحاجة الاستراتيجية
إن مظلة الدعم التي تقدمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمختلف دول وحركات التحرر جعل قيام محور متماسك وقوي يسمى محور المقاومة يجعل منها جدار مانع للانهيار في المنطقة ، وأيضاً ضامن للحفاظ على التوازن الأقليمي ، ويأهلها أن تكون أحد أهم أقطاب التفاوض مستقبلاً .
إن طبيعة المعركة تحتم نفوذها إلى ساحات مختلفها وجاهزة أو قابلة للأشتعال كونها بطبيعتها ساحات ساخنة ومن بينها ، الساحة العراقية كونها الاكثر وفرة بالقواعد الأمريكية المكشوفة عملانياً وحتى القواعد المتاخمة لحدودها .
بالمجمل فإن النقاط الأساسية القابلة للتحليل تم وضعها ببوتقة النقاش والبحث العلمي على أن لا تكون موضع الإبهام .