كتب الناشط السياسي محمود موالدي
بعد مئتي يوم من الحرب العدوانية الصهيونية على غزة ودول الإسناد، تتصاعد الأصوات من داخل الكيان المأزوم بحكم وقائع الحرب وضربات محور المقاومة، فالنظام الصهيوني لم يحقق شيئا من أهدافه المعلنة بل غرق أكثر في الصراع وتشابكت قبضات المقاومين في مختلف الجبهات حتى وصلت مراحل الاشتباك توسع دائرة النار مع دخول الجمهورية الإسلامية الإيرانية على خط المباشر للمواجهة، هكذا تتوارد التقارير الإعلامية والسياسية الواردة من داخل الكيان فقد أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "إيران أشارت إلى نقطة مقلقة أخرى، بقرارها إطلاق أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه الكيان، وحزب الله صعد مؤخرا هجمات المسيرات والقذائف المضادة للدروع التي يطلقها من لبنان، فيما حوالي 50 ألفا من مستوطني حدود الشمال لا يزالون منفيين عن بيوتهم كما أن عودة مستوطني غلاف غزة إلى بيوتهم تتقدم ببطء، والجاليات التي دمرت قرب الحدود (مع قطاع غزة) سينتظرون فترة طويلة إلى حين الترميم والبناء من جديد".وفي ظل هذا الوضع، "لم يتم تحقيق الأهداف المعلن للحرب ضد حماس. لم يتم القضاء على حكم الحركة في القطاع، وجزء من قدراتها العسكرية، رغم أنه صغير نسبيا، لا يزال موجودا ولم تنشأ ظروف لإعادة جميع الأسرى". وأضاف لافت أن مساعدات أمنية للكيان أوكرانيا وتايوان، بينها 14 مليار دولار للكيان. ومن الجهة الثانية، تستعد الولايات المتحدة لفرض عقوبات على كتيبة نيتساح يهودا، واليوم تبين أن العقوبات قد تشمل وحدتين في شرطة العدو الإسرائيلية، وهذه العقوبات تأتي على خلفية انتهاك حقوق الإنسان في الضفة الغربية. لكن اللافت هو ما صرح به عمي هاليفي، ممثل الكنيست وعضو لجنة الخارجية والأمن للكيان الصهيوني:نتنياهو والجيش يكذبان، والحقيقة أن المخططات لم تصل بنا إلى نتيجة تدمير حماس؛ كل كتائب وألوية حماس ما زالت فاعلة وواقفة على أقدامها! وهذا ما لا يقال للناس.طبعا هذا جزء يسير من التقارير الإعلامية داخل الكيان وما نشر في الولايات المتحدة الأميركية وخاصة ما تم توجيه ضمن قاعدة بيانات المخابرات المركزية تشير إلى التعري الكامل للعدو ودخله لمصيدة استراتيجية، لكن العدو الأمريكي والنظام الصهيوني يدركون حجم الثقل الميداني وانعكاساته على المستويات السياسية والشعبية وحتى ارتداداته الاقتصادية، فباب التفاوض غير مباشر وكما أشارت مصادر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي أكدت بأن هذه الاتصالات لم تتجاوز حد القنوات المعمول بها سابقا قد أغلق بعد ما تكشفت حقيقة الموقف الأمريكي كونه صاحب الإدارة الحقيقة للحرب والكيان المؤقت هو مجرد أداة تنفيذ أخذت حجما أكبر من حجمها بكثير، ليبدو إغلاق باب التفاوض معكوسا على الميدان ومسرح العمليات الواسع التي تمتلكها قوى ودول محور المقاومة مع إعلان المقاومة الإسلامية في العراق استئناف عملياتها في استهداف النقاط والقواعد الأمريكية غير شرعية في العراق وسورية، و اليوم وبعد هذا السرد السياسي القصير نجد أنفسنا أمام فرصة جدية وحقيقية للبدء في حرب التحرر لدول محور المقاومة كسورية ولبنان والعراق واليمن، فالاحتلال الأمريكي وأذرعه يجب أن يجلى وتبتر، وهي فرصة لتتويج الاستقلال في عالم جديد يحفظ أدوار الأقطاب ويحتفظ بتعدد المصالح.