كتب الدكتور علي حجازي:
ثقافة
كتب الدكتور علي حجازي: "عينا الكيان اللقيط وعصاه"
د. علي حجازي
8 كانون الأول 2023 , 19:31 م


- ما هذه التي تضرب فتوجع

وتكسر الاقلام ؟

تكسر حروفاً، تكمّم الفم واللسان ؟

طويلة عصاه

تعبر الفم فتصيب ما يفصل الماء عن الهواء ؟ (قال)

- حامل العصا جزار ،

قرصان

عصاه الغليظة تدمي

تعمي عيوناً

تصادر من اللغة البيان

- حامل العصا جبان

سريع العدو في الميدان

يهرب ، يخاف أن تطوله الحروف المسنونة كالنصال .

يعدو ويعدو كيلا يجيب ، يركض ويركض لاهثاًجادّاً في البحث عمّا يلغي حريّة الإنسان .(قلت وتابعت)

- يا ماسك العصا

ألا تعلم أنّ الشرطة تصفّد الأيدي

تنهال بالهراوة على الأنامل .

تضرب وتوجع ولا تنحني الأقلام

يا ماسك السوط

سياطك ترسم خيوطاً في العقل الوجدان

تظنّ أنّك تكسر العزم وإرادة الشجعان

لا ، فأنت لا تكسر سوى صورتك ، ورسوم الشيطان

تدّعي حضارةً ،حريّةً ، حقوقَ الطفل والحيوان

كاذب أنت ، حقيرٌ عتلٌّ وجبان .

بل أنت جاهل

كانّك لم تقرأ سِيرَ من سَحلوا وعَذّبوا وقَتلوا أهل الفكر ، أصحاب الرأي. روّاد الأدب، بواسل الحرب في الميدان. ميدان الكلمة الشجعان .

يا حامل السوط ألا تعلم أن الفكر لا لا يُصفّد ،ولا يقيّد ولا يحدّد ، وكلّ الزنازين عاجزة عن إخماد جذوته المشتعلة كالبركان.

يا ماسك السوط ، أُنبيك، قصير النظر أنت ، لا ترى سوى بعين واحدة مفتوحة ترعى شذاذ الآفاق ، أمّا الثانية فلا ترى دماء الطفولة البريئة المراقة في الدور ، في الطرقات في المشافي ، في الكنائس ،في المساجد في كلّ مكان....

أحقّاً انّك لا ترى سوى الأطفال الخدّج أهدافاً محقّقةً،فتريق منهم البراءة، تخطف الأرواح، تدمي قلوب الأهل والخلّان؟ .

سنكتب كثيراً ، والأيّام شاهدة أنّك مهزوم ، مهزوم ، ومعك شلّة الأعراب في الميدان ، وسنرفع في نهاية الحرب شارة ثباتنا، تعلّقنا ، في التراب ، في الصخر ، في جذوع الزيتون ،وأزهار اللوز والبيلسان.

سنرفع شارة نصرنا الجديدة، أصابعنا الموتودة في الأرض رايات عزّ، تبني، تزرع الأرض، تغرس الأشجار التي صوّحتها ، و سنعيد البنيان

شارتنا نصرنا الجديدة إصبعان ، مصوّبتان إلى الأرض، تكتب همجيتك ، وبطشك ، وشهوتك لإراقة الدم ، والقتل والخذلان .

حبرنا دم مراق في الربوع والسيول والوديان ، فتحسّس رأسك ، وارحل قبل فوات الأوان قبل فوات الأوان .

ويسألني الأطفال الناجون رغماً عنك ، وتسأل الثكالى متى هذا الوعد ؟ فأجيب : قريباً جدّاً سيفور التنّور الكبير الكبير ، وينفجر من أعماقنا من حناجرنا من أرواحنا البركان، ومن غضبنا المتراكم طويلاً، قديماًوحديثاً سينفجر الطوفان.

ليس الصبح ببعيد ،ولكلّ آن اوان ، ولكلّ آن أوان .

بيروت في اليوم الستين على تفجّر الطوفان

ملحوظة:

هذا الكيان اللقيط وأعوانه يفرضون قيوداً على حريّة الفكر. يحظرون حسابات ، ويقيّدون اخرى، ويهدّدون ويتوعدون كلّ صوت يتضامن مع الأطفال والنساء الضحايا العزّل في فلسطين ولبنان ،وكلّ مكان تطوله بالأذى أيدي هذا الكيان الجبان.

د. علي حجازي.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري