السيد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
القى كلمة متلفزة قبل اتفاق الهدنة الانسانية التي دخلت حيز التنفيذ صباح يوم الجمعة الموافق ٢٠٢٣/١١/٢٤ قال: لقد خضنا برعاية الاشقاء في قطر ومصر مفاوضات صعبة وشاقة على مدار الاسابيع الماضية ، وبالتشاور مع فصائل المقاومة ، سعيا منا لحماية ابناء شعبنا ، وتحقيق احتياجاته في مواجهة سياسة التجويع والحصار والخنق، وادرنا هذه المفاوضات بمسؤولية عالية، وبتوازن دقيق جمع بين الحرص على التخفيف عن شعبنا ، ووقف الة القتل والمجازر الوحشية، وبين ان لا نسمح للعدو بفرض اجندته ، او الهروب من استحقاقات هذه الهدنة .بل وفرض رؤيتنا واولوياتنا
لقد بذل الاشقاء في مصر وقطر على مدار الفترة السابقة جهودا حثيثة ودبلوماسية نشطة الى ان تم التوصل الى هذا الاتفاق.ونحن بدورنا نعبر عن شكرنا الجزيل للدولتين الكريمتين، ونؤكد على الاستعداد لاستمرار العمل معهما لتحقيق الوقف الشامل للعدوان على غزة ، واغاثتها العاجلة بكل حاجاتها المعيشية والطبية ، وحماية شعبنا في القدس والضفة.......الخ.
في كلمته المتلفزة الاخيرة قدم ديباجة عن احوال الشعب المأساوية في غزة وتضحيات وصمود اهلها ، وترحم على ارواح الشهداء ، واشاد ببطولات المقاومين .كل هذا ظاهره مناسبة انطلاق حركة حماس.لكن الجوهر والمهم هو الرسالة التي اراد ان يبعثها لمن يهمه الامر في رام الله والمطبعين في الاقليم والكيان والبيت الابيض.رسالة واضحة لا لبس فيها ولا تحتمل التأويل حيث قال: نحن منفتحون على نقاش او افكار او مبادرات يمكن ان تفضي الى وقف العدوان، وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة والقطاع ، وكافة المرجعيات الوطنية وصولا الى المسار السياسي الذي يؤمن حق الشعب الفلسطيني في دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ان قراءة تحليلية لمضمون الكلمتين واخذها كمقدمات ستقودنا الى استنتاجات صحيحة وواقعيةلها.يجب تسليط الضوء عليها وابرازها، وعدم تاجيل التطرق لها بذريعة ان ما يجري في ميادين غزة لا يسمح بذلك.ان اهمية البحث في الاستنتاج تكشف لنا ما يعتمل في القاع والكواليس غير الذي يجري على السطح والمكشوف.اعرف ان الصدق مقلق هناك مقولة(( ان الشعوب تطمئن الى كذب يريحها اكثر مما تطمئن الى صدق يقلقها)) .لحركة حماس رأسين الرأس الاول السيد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة.والرأس الثاني خالد مشعل رئيس مكتب العلاقات الخارجية للحركة.ما زال مشعل قلبا وقالبا ، قولا وعملا مع تنظيم الاخوان المسلمين العالمي، ويقف راسخا على ارضيته هذا التنظيم اخر اهتماماته فلسطين.انخرط خالد مشعل في مشروع الاخوان واداته تجمع اصدقاء سورية الذي شكلته هيلاري كلينتون مع اردوغان لتدمير واسقاط الدولة السورية واختاروا يوسف القرضاوي مفتيا عاما له يحلل سفك دم الليبين والسوريين ولا يفتي للنضال في فلسطين.
بما ان مشعل هو المسؤول عن العلاقات الخارجية يصبح لزاما عليه بحكم موقعه ان يتولى ادارة السياسة الخارجية للحركة وان يعكس وجهة نظرها.كانت له اطلالة غير موفقة في بداية طوفان الاقصى ثم صمت وتوارى.شارك مع هنية في المفاوضات في القاهرة وقطر.
بعد انتخاب اسماعيل هنية لرأسة المكتب السياسي وانتخاب السنوار لقيادة حماس في غزة نقل احدى قدميه من ارض البور" الاخوان المسلمين" الى ارض الحقل " فلسطين" وبقي على هذا الحال وكلما هم بنقل قدمه الاخرى الى الحقل تشده القوى الاخوانية وتردعه.
على الرغم من طوفان الاقصى وتداعياته الاقليمية والدولية ، وفظاعة العدوان الصهيوني ، والمجازر التي يرتكبها بحق المدنيين العزل وحرب الابادة والاقتلاع.لم يتطرق السيد هنية لمحور المقاومة وعلى راسه حزب الله اللبناني الذي دخل الحرب وفتح النار على العدو في اليوم الثاني من طوفان الاقصى، ولا الى دور المقاومة العراقية التي امطرت القواعد الامريكية في العراق وسورية بالمسيرات المتفجرة والصواريخ.لم ينبس ببنت شفة عن اليمن حكومة وشعبا الذي ضرب ام الرشراش ( ايلات) بالمسيرات والصواريخ، وقام بمصادرة واحتجاز السفينة الصهيونية .اغلق اليمن مضيق باب المندب في وجه السفن المتجهة الى موانئ الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة .قام اليمن بتخريج عشرات الاف المقاتلين المتطوعين من دورات تدريبية للقتال الى جانب الشعب الفلسطيني.هل يريد هنية ان يرسخ في اذهان شعبنا مقولة ياسر عرفات من جديد: يا وحدنا ؟.بينما كال المديح للكرم الحاتمي لدولتي المطبعين مع الكيان مصر وقطر ! واكد على استمرار العمل معهما لتحقيق الوقف الشامل للعدوان على غزة واغاثتها العاجلة بكل حاجاتها المعيشية والطبية.هل بتجاهله لدور محور المقاومة يريد ان يقطع تذكرة للعبور الى الضفة الاخرى؟ ضفة التسويات.
بعد التأكد من صحة المعلومات التي طلبت فيها الولايات المتحدة الامريكية من قطر عدم السماح لاي من قيادي حماس المقيمين فيها بالادلاء باية تصريحات.فما الدافع وراء سماح قطر لاسماعيل هنية باطلالته المتلفزة الاخيرة ؟ ان الديباجة التي صور فيها احوال الشعب المأساوية في غزة ، وتضحياته وصموده ، والترحم على الشهداء الابرار، والاشادة ببطولات المقاومين والثوار الخ.السبب الظاهر للاطلالة هو مناسبة انطلاق حركة حماس لكن الجوهر هو توجيه رسالة لمن يعنيه الامر في رام الله والمطبعين العرب والكيان الصهيوني والبيت الابيض.الرسالة واضحة حيث قال: (( نحن منفتحون على نقاش او افكار او مبادرات يمكن ان تفضي الى وقف العدوان ، وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة والقطاع، وكافة المرجعيات الوطنية وصولا الى المسار السياسي الذي يؤمن حق الشعب الفلسطيني في دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس)).
انها دعوة صريحة للعودة الى ثنائية " عباس-حماس" واللقاء على ارضية اوسلو والتعويذة السحرية (( حل الدولتين)) التي تنفخ في نجمة داود التي افلت.قالها مظفر النواب في سبعينيات القرن الماضي
فان النداء لاوضح من مشرق الشمس
وقد اخبرتني سنونوة ان نجمة داود قد افلت
وهو يحتضر الان فوق عصاه
وتنعشه مواكب الوساطات والانتظار
وان الوساطة في اخر الامر عهر
تقاعد بعض على نصف ثورية
ونظر التقاعد مرحلة قلت كفر
وان عر درب الى دولة اوحياد يعر
اذا كان يلتمس العذر بعض فنقص الكرامة عذر.
ان قصر الوعي لدى قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية على دور الكيان كقاعدة متقدمة للغرب الاستعماري ودوره الوظيفي الى جانب وجوده ككيان استيطاني عنصري واجلائي يقوم على التوسع والتطهير العرقي.وان جوهر ولب هذا المشروع (( يهودا والسامرة)) اي الضفة الغربية برمتها.فاي سراب هذا الذي تجرون وراءه وتدعون له تحت مسمى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.ان المظاهرات في اوروبا وامريكا رفعت شعارات فلسطين حرة من البحر الى النهر.ان سراب الدولة الفلسطينية يفتقد للاسس القانونية ولا يلزم احدا .اما اذا ضاقت بكم السبل ولم يبق امامكم الا اللجوء الى المراحل .الاجدر ان تعودوا الى قرار التقسيم الذي اقره مجلس الامن الدولي والذي على اساسه قامت دولة الكيان ونص على اقامة دولة فلسطينية مستقلة.ان هذا القرار لايسقط بالتقادم مهما طال الزمن.هل يجرؤ النظام العربي وجامعته العربية العتيدة ان يقف الى جانبكم؟ في العودة الى قرارات الامم المتحدة.اما ان الاوان يا يعقوب الفلسطيني ان تراقب بني امتك العرب
اه يعقوب
راقب بنيك
فما افترس الذئب يوسف
لكنه الجب
اه من الجب في الامة العربية اه
واوقف في العراء ادونهم
حطموا رقما في الخيانة
اجمعهم واحاسبهم باسم عشرين الف دم
ان علم الشوارع علم عظيم.
في هذه المعركة المجيدة التي يقودها الجنرال المقاوم وصحبه من غرفة عمليات غزة ستنسف كل مشاريع التسوية واوهام الدولة وعلى قيادات الخارج المقيمة في الفنادق والمنتجعات والشعراء القابعين في بلاط المطبعين ان يستقيلوا جماعيا .اجلالا واحتراما لارواح الشهداء وللشعب الصابر على البلاء والمعاناة والقتل والدمار
ان الله لا يقبل بغير البواريد السلاما
في البدء كانت الكلمة
في الفاتح من كانون الثاني كانت الطلقة الاولى
في ايار كان فرار قوات الكيان تحت النار
في السابع من تشرين الاول كان الاعصار
وطوفان الاقصى العارم
وسفينتنا القسام والسرايا وكل مقاوم.
م/ زياد ابو الرجا