إزدواجبة المعايير بين حظر السفن وخرق القانون الإنساني الدولي
مقالات
إزدواجبة المعايير بين حظر السفن وخرق القانون الإنساني الدولي
عدنان علامه
20 كانون الأول 2023 , 14:35 م


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

لم يحرك ضمير أمريكا ودول العالم أمس أعداد الشهداء الفلسطينيين ال 19667شهيد؛ أو أعداد الجرحى الذي تجاوز ال 52586 جريحًا، أو أعداد المفقودين الذين قاربوا ال 9000 مفقود علمًا بأن أكثر من 60% من الشهداء والجرحى والمفقود هم من الأطفال والنساء والشيوخ.

ولم يتحرك ضمير العالم عندما خرقت إسرائيل القانون الإنساني الدولي في 7 أكتوبر حين أعلن غالانت قطع الماء، والكهرباء والغذاء عن غزة.

وبدلًا من معالجة أسباب عملية طوفان الأقصى؛ استحضرت الحركة الصهيونية العالمية نصوص توراتية منذ 3000 عام مشكوك في صحتها عن العماليق وضرورة إبادتهم؛ وأمرت تلك الحركة بايدن بإدارة الأمور دفاعًا عن الغدة السرطانية المزروعة غصبًا في قلب الجسم العربي.

فبدأت أمريكا بإدارة عملية الإبادة الجماعية، ففتحت مخازنها من الصواريخ المدمرة ونقلتها عبر جسر جوي إلى إسرلئيل للحفاظ على المخزون العسكري المتخم بكافة أنواع أسلحة القتل الدمار والتدمير.

ولا بد من الإشارة إلى صوت الحق الذي صدَحَ به الأمين العام للأمم المتحدة في وجه المتآمرين حفاظًا على القانون الإنساني الدولي الذي داسته أمريكا وإسرائيل تحت أقدامهم وفعّلوا قانون القوة وارتكاب مجازر التطهير العرقي والإبادة الجماعية وليس العقاب الجماعي.

فبتاريخ الثلاثاء 24 تشرين الأول الماضي، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، يشارك فيها إضافة إلى أعضاء المجلس الخمسة عشر 90 شخصًا.

وفي كلمته قال غوتيريش: "من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة".

وأكد غوتيريش أن "الشعب الفلسطيني تحت احتلال خانق منذ 56 عاما"، مضيفا: " أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فورا".

وأعرب عن "قلق عميق بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الانساني الدولي التي نراها في غزة"، قائلا: "لنكن واضحين: كل طرف في أي نزاع مسلح ليس فوق القانون الإنساني الدولي".​​​​​​

وبتاريخ 6 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، وَتفعيلًا للمادة 99، أرسل غوتيريش خطابا لمجلس الأمن حول الوضع في فلسطين وإسرائيل باعتباره تهديدا للسلم والأمن الدوليين. والأمين العام في خطابه لرئيس مجلس الأمن الدولي، قال إن المدنيين في أنحاء غزة يواجهون خطرًا جسيمًا. وأشار إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، وفق التقارير، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، يمثل الأطفال أكثر من 40% منهم بالإضافة إلى إصابة الآلاف بجراح.

وأشار الأمين العام إلى تدمير أكثر من نصف جميع المنازل في غزة، والتهجير القسري لنحو 80% من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، إلى مناطق متقلصة في المساحة.

وأكد غوتيريش "عدم وجود مكان آمن في غزة"، وعدم وجود حماية فعالة للمدنيين. وتحدث عن انهيار نظام الرعاية الصحية، وتحول المستشفيات إلى ساحات للمعارك.

وأشار غوتيريش إلى قرار مجلس الأمن رقم 2712 الذي يدعو إلى توسيع نطاق توصيل الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان المدنيين وخاصة الأطفال. وقال إن الظروف الراهنة تجعل القيام بالعمليات الإنسانية ذات المغزى، أمرًا مستحيلًا.

وحذر الأمين العام في خطابه من الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني، وقال إن الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة بعواقب قد لا يمكن عكسها على جميع الفلسطينيين وعلى السلم والأمن في المنطقة.

وشدد على ضرورة تجنب مثل هذه النتيجة بكل السبل الممكنة. وقال إن على المجتمع الدولي مسؤولية استخدام نفوذه لمنع حدوث مزيد من التصعيد ولإنهاء الأزمة. وحث أعضاء مجلس الأمن الدولي على الضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية. وجدد مناشدته لإعلان الوقف الإنساني لإطلاق النار، مشددا على إلحاح ذلك الأمر.

وللأسف فإن مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة لم تجد آذانًا صاغية ولم تتحرك أية دولة لنجدة الحق والحفاظ على القانون الإنساني الدولي الذي يسمو على كل القوانين ولا يُسْمَى عليه. ولكن وللاسف حضر وزير الدفاع الأمريكي على عجلإلى فلسطين المحتلة للقاء القادة العسكريين لمعالجة الحصار الذي فرضه أنصار الله على كافة السفن المتوجهة إلى الكيان الغاصب.

ونظرًا لتعليمات بايدن الصهيونية، يجب العمل على إرضاء إسرائيل فتسرّع بالإعلان عن "حارس الإزدهار":

أعلنت الولايات المتحدة الاثنين، 19 كانون الأول/ ديسمبر 2023 عن إطلاق مبادرة أمنية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر، تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شنها الحوثيون، على سفن تجارية.

وتشارك في المبادرة الجديدة التي أطلق عليها "حامي الازدهار"، دول المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، بحسب بيان للبنتاغون.

وأضاف أن "الدول يجب أن تتحد معا لمواجهة التحدي الذي تمثله الجهة غير الحكومية التي تطلق الصواريخ الباليستية والمسيرات على السفن التجارية للعديد من الدول التي تعبر المياه الدولية بشكل قانوني. "

وقد أكد الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام، أمس الاثنين، أن جميع السفن آمنة فالقوات الحرية اليمنية لا تستهدف سوى السفن التابعة لكيان العدو الصهيوني والمتجهة إلى موانئه.

وجدد محمد عبدالسلام في منشور له على منصة ” إكس” التأكيد على أن الممرات الملاحية في البحر الأحمر والبحر العربي في أمان ولا خطر على سفن أي دولة باستثناء السفن التابعة لكيان العدو الإسرائيلي أو تلك المتوجهة إلى موانئه.

وأوضح أن هذا الاجراء مرتبط بالعدوان الصهيوني الغاشم وحصاره الظالم لقطاع غزة.

ولفت إلى أن التخويف باستهداف السفن الغير متجهة للكيان الصهيوني هو دعاية أمريكية مغرضة ومجافية للواقع تسعى إلى بناء جدار دولي يحمي “إسرائيل” في البحر بعد سقوط جدرانها الاسمنتية أمام طوفان الأقصى.

ويبدو أن التسرع الأمريكي لإرضاء الرغبات الصهيونية قد أوقعها في تناقض؛ فهناك قوة عسكرية موجودة فعليًا مؤلفة من 38 دولة وهذه هي تفاصيل مهامها:-

الفرقة 153

تعد فرقة العمل المشتركة (CTF 153)، والتي أعلن عن أنها ستنسق المبادرة الأمنية الجديدة بالبحر الأحمر، واحدة من فرق العمل الخمس التي تديرها القوات البحرية المشتركة.

وتتمثل مهمة "CTF 153" في العمل على ضمان الأمن البحري الدولي وجهود بناء القدرات في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

وأنشئت هذه الفرقة في 17 أبريل 2022. ويضم طاقم عملها ما يصل إلى 15 عسكريا أميركيا ودوليا من الدول الأعضاء في القوات المشتركة.

وعند إعلان تأسيسها، كشفت قيادة القوات البحرية المشتركة، أن القوة ستضم ما بين سفينتين إلى ثماني سفن، بالإضافة إلى طائرات دورية بحرية، حسب الحاجة.

وفي تصريحات صحفية سابقة، قال قائد الأسطول الخامس في البحرية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، إن CTF-153 ستعمل من قناة السويس عبر مضيق باب المندب وإلى الحدود اليمنية العمانية وستتصدى للاتجار بالبشر وأنشطة التهريب والأسلحة غير المشروعة والمخدرات.

وأكد كوبر، أن إنشاء الفرقة "سيعزز القوة البحرية المشتركة، التي تعد أكبر شراكة بحرية متعددة الجنسيات في العالم، ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في البحر الأحمر والمنطقة".

وبالتالي فإن أمريكا أعلنت عن لزوم ما لا يلزم وبالتالي لن يكون له أي مفعول لأن الإعلان يشترط بالخضوع للفرقة ال 153 الموجودة أصلًا.

إن أمريكا والصهيونية المسيحية الجديدة يريدون تحويل الأنظار عن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يجري في غزة نحو أنصار الله اليمن بحجةَ الحفاظ على حركة التجارة الدولية في باب المندب.

ومع كتابة هذه. السطور تقوم قوات العدو بشن أعنف الغارات على مخيم جباليا منذ 7 اكتوبر في محاولات لتسويته بالأرض.

وبالرغم. من ذلك فقد إعترف جيش العدو بإستمرار الإشتباكات في الشجاعية بالرغم من مرور 75 يومًا على بدء العدوان.

العدو لا يزال يطبق سياسة الأرض المحروقة؛ ققطع كل سبل الحياة في غزة بعد تدمير معظم المستشفيات وتحويل مستشفى كمال عدوان إلى معتقل وبالرغم من كل هذا، فقد إعترف قادة العدو بمقتل من 11 من ضباطه وجنوده في شمال جنوده أمس في شمال قطاع غزة المدمر.

إن ضمير العالم لا يعوّل عليه، فقد مات في 7 أكتوبر؛ وبايدن ونتنياهو ومعاونيهم قد إرتكبوا أبشع أشكال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في القرن الحالي في غزة ويجب محاكمتهم في محكمة خاصة لأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تموت بالتقادم.

وإن غدًا لناظره قريب

20 كانون الأول/ديسمبر 2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري