كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: أميركا،الغرب، وعقيدة ارتحششتا
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: أميركا،الغرب، وعقيدة ارتحششتا
حليم الشيخ
5 كانون الثاني 2024 , 19:45 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد:

يجب أن لا يستهين اي كان بذكاء قوى الاستعمار والامبريالية...

لم يعد غزو الشرق يمر حصرا بالدعاية الدينية، ودعوة البابا ملوك أوروبا لتسيير الجيوش و"تحرير" "أورشليم" من أيدي المسلمين كما كان يجري في الحملات الصليبية قبل ألف عام...

لدى أميركا والغرب الآن وسائل أخرى كثيرة...

ليست إسرائيل هي القاعدة المتقدمة الوحيدة في تثبيت السيطرة الامبريالية على هذا الشرق وتحديدا، على بلاد الشام...

هناك نظام رسمى عربي ينفذ الأوامر حتى لو كانت على حسابه...

مصر وقناة بن غوريون...

مصر والتخلي عن تيران...

مصر وعملية وضع غزة بين سندان الابادة، ومطرقة التهجير باتجاه سيناء الذي يجري على قدم وساق...

الاردن قصة أخرى ...

السعودية، الامارات، البحرين... حتى قطر، ومن وراء قطر تركيا ومنظمة الاخوان المسلمين الدولية...

كل هؤلاء ومعهم أيضا نظام رسمي فلسطيني يعمل حارسا للمستوطنات...

كل هؤلاء أمام مشهد حرب لن تبقي منهم مبشرا... إذا ما...

لا يقتصر الأمر على حصار غزة او ضبط الضفة... ولا على ردع حزب الله في لبنان... ولا تسليط داعش والنصرة وغيرها على النظام السوري المسجون في رعب الحرب الكونية التي شنت عليه...

جحافل هولاكو لا تزال تعيش في كنف الاميركيين وقسد واردوغان، وتحتل حوالي ثلث مساحة الوطن القُطري السوري...

في وقت الحاجة، أربيل التي انقذها سليماني! من داعش موجودة لدعم محور الشر...

تماما كما كوسوفو والبوسنة اللتان تلعبان اليوم دور الخنجر في يد حلف الأطلسي...

اما أذربيجان وبعض عرب واكراد إيران... فتلك قصة ألعن...

نعود إلى محور المقاومة...

هو محور وضع نفسه في حالة لا يحسد عليها...

شاطر جدا في مراكمة القوة...

كان عبقريا الى أبعد الحدود في عملية طوفان الأقصى...

لكنه يقترب من حرب حافة الهاوية ولا يخوضها... حتى اليوم على الأقل...

تلميح السيد نصرالله إلى حروب بلا سقوف في كلمته منذ يومين وضع الوصفة السحرية على السكة دون أن يسلكها... حتى اليوم على الأقل...

ربما يتكل حزب الله على هزيمة إسرائيل واميركا في المرحلتين السابقتين، ويعمل على هزيمة في المرحلة الثالثة التي بدأت باغتيال الايراني رضي الموسوي، ثم الفلسطيني الشيخ صالح العاروري وصولا إلى أبا التقوى في العراق...

نحن في بلاد الشام عندنا وصفات جاهزة...

اخذ منا العدو وصفة خيار هنيبعل وان كان قد طبقها بالمقلوب...

هنبيعل هو القائد القرطاجي الذي فضل تجرع السم والانتحار على الوقوع في الأسر...

هنيبعل هو النموذج الذي يفرض علينا عقيدة القتال حتى الموت...

لأن الذين ساوموا من زعماء قرطاجة الآخرين، ورفضوا القتال إلى جانب هنيبعل، وسلموا المدينة لروما انتهوا جميعا إلى الذبح حتى زالت قرطاجة العظمى من الوجود...

يخرج بعض المحللين من أعداء محور المقاومة يحملون عقيدة هول الخسائر...

تارة يتحدثون عن سقوط غزة على حد وصف أحدهم، وتارة أخرى يبشرون بهزيمة حزب الله ومحور المقاومة...

بل يخرج من داخل بيئة المقاومة من "يرفض" الحرب تجنبا للدمار...

وصل الأمر بداوود رمال في المقابلة الأخيرة على ال OTV إلى تحميل تيار الصمود في بلاد الشام مسؤولية الجرائم التي ترتكب بحق بلاد الشام... تحت شعار عدم العقلانية طبعا...

العقلانية التي تستند إلى ما يسمى الواقعية في النظر الى ميزان القوة النارية والقدرة التدميرية بين محور المقاومة من جهة، والمحور الأميركي الغربي من جهة أخرى يفرض من وجهة نظر هؤلاء التعقل والتراجع...

ربما يصل هؤلاء الى إعادة تسليم فلسطين إلى صفقات ما قبل السابع من أكتوبر...

بماذا يختلف هؤلاء عن محمد بن سلمان أو أبناء زايد او السيسي او محمد السادس أو... أو...

كاد داوود رمال يدافع عن كل سقطات السلطة ومحمود عباس...

لم يصل الصحافي رفيق نصرالله إلى هذا المستوى...

لكنه، بكل أسف، وهو إبن الشهداء وحفيد الشهداء نسي أمرا مهما واحدا...

اننا نملك قرار التخلي عن العقلانية وعن الواقعية التي تطلب منا البقاء عبيدا في نظام وشنطن والغرب...

كما رفض هنيبعل الوقوع أسيرا في أيدي الرومان وفضل الانتحار...

وكما رفضت صيدا ان يستبيح ارتحششتا المدينة وفضلت إغلاق الاسوار واضرام النار...

نحن أيضا نملك خيارا أقوى بكثير...

نحن نملك قرار إحراق المنطقة بكاملها واغراق العالم بكامله في حرب لن تنتهي الا بهزيمة محور الشر الاميركي الغربي...

كما ملكت غزة قرار القتال من موقع صفر...

يملك محور المقاومة قتال محور الشر أيضا من مواقع صفر...

أميركا والغرب يعرفون جيدا اننا نستطيع تحويل كل حياتهم الى جحيم اذا أصروا على حياة هذا الكيان الذي انتهت مدة صلاحيته...

بحر العرب والبحر الأحمر لن يكونا وحدهما في زلزلة أسس النظام العالمي...

الذي يجب ان ينظر إلى الأمور بعقلانية وواقعية هو قطعا أميركا والغرب والكلاب الداشرة التي تسير معهم...

نحن سوف نخسر الكثير بكل تأكيد...

ملايين... ربما عشرات الملايين من الشهداء...

لكن هذا سوف يحمل سقوط إمبراطورية الشر الأميركية والغربية إلى الأبد...

ومعهم كل كلاب المنطقة...

في الحرب معنا، لن تخرج أميركا بخير... كذلك الغرب...

الخيار لهم...

هذا باختصار معنى كلمة السيد نصرالله عن حرب بلا سقوف...

واللبيب من الإشارة يفهم...

حليم الشيخ محمد

المصدر: موقع إضاءات الإخباري