كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: وحدة الساحات تتعمد بالشهادة
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: وحدة الساحات تتعمد بالشهادة
حليم الشيخ
7 كانون الثاني 2024 , 19:29 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد:

سأل (الملك/ الأمير /الرئيس) مقاتلاً من محور المقاومة باستهزاء بعد السابع من أكتوبر،

"طيب، وبالنسبة لبكرا شو؟"

بعين ثابتة، وروح واحدة، ومن ست جبهات قابلة للزيادة رد المجاهد:

"بدك تضل شرشوح، اسطفل،

انا عم اكتب التاريخ على الأرض"...

بينما يكتب محور المقاومة تاريخ المنطقة من جديد، أصر أمس فؤاد السنيورة أن يظل "شرشوحا" عبر مقالة في ال"واشنطن بوست" باسم عرب الاعتدال وجماعة أميركا أقل ما يقال فيها، أنها عوم من يغرق في "جورة بيت المي"...

حال السنيورة من حال عرب أميركا هذه الأيام...

جماعة من يملك بالحديد والنار، دون أن يمثل شيئا في وجدان الأمة...

وحدهم جماعة الإمارات والسعودية في اليمن ربما يشبهون السنيورة وسط غرق كل النظام الرسمي العربي في مزبلة التاريخ...

حتى أبو الغيط لم يعد له وجود...

لم يعد يؤذي أعيننا برؤيته، ولا آذاننا بسماع صوته...

ربما كانت "وحدة الساحات" قبل السابع من أكتوبر شعارا براقا...

ربما كانت مشروعاً على طاولة محور المقاومة...

سوف يسجل التاريخ أن أحد أهم إنجازات السابع من أكتوبر و"طوفان الأقصى"، هو هذا المخاض الذي انجب هذا الطفل العربي الشرعي الوحيد في زمن عهر الشرعية الدولية،

وحدة ساحات محور المقاومة...

رغم التمايزات، والاستقلالية بين قوى هذا المحور التي تحدث عنها السيد نصرالله في تأبين الاخ المجاهد محمد ياغي ( أبو سليم)، كانت كل كلمة من كلمات السيد تحمل معنى واحدا لا يمكن تجاوزه...

"لن نقبل باستفراد الشعب الفلسطيني"...

تماما كما لم يقبل حزب الله استفراد الامبريالية الأميركية وأدواتها بثورة أنصار الله في اليمن...

من أجل ذلك شنت حملات أهل السوء في لبنان والعالم العربي على حزب الله ولبنان...

ربما فرضت الواقعية والعقلانية دخولا متدرجا في تطبيق هذه الوحدة بعد انطلاق طوفان الأقصى، خاصة مع الشراسة الأميركية والغربية وعدم يقين قادة قوى المقاومة من استعداد الناس في الذهاب الى الأخير في هذه المعركة...

لكن كل يوم كان يمضي، كان يحمل معه دما يدفع باتجاه وحدة المصير...

ما أسماه السيد نصرالله بركات فلسطين على الأمة تعدى ذلك ليصبح محور عمالقة العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء...

جاءت اميركا تهدد، ومعها مركز الخبث الاستعماري في بريطانيا، ومركز العنصرية النازية في المانيا، ومعهم أحجار الشطرنج المزروعة في دول الغرب الآيلة للسقوط الأخلاقي... جاء كل هؤلاء يستفزون كل الشعوب حتى في قلب وكر الإمبريالية والاستعمار، فانقلب المشهد العالمي، وصارت فلسطين مرادفة للإنسانية والسمو، وأضحت كل دول الشر الغربية رمزا للقتل والإبادة والتطهير العرقي والتمييز العنصري...

بعد أكثر من تسعين يوما من انطلاق طوفان الأقصى نجحت فلسطين في إعادة وضع المظلومية الفلسطينية في الوجدان العالمي، ونجح محور المقاومة في تكريس وحدة المسار والمصير...

بغض النظر عن بركات هذه الوحدة التي تحدث عنها السيد نصرالله، وهي تشكل بالفعل رافعة لا غنى عنها في شحذ الهمم والعمل لبناء وحدة مقاومة تتكرس وتقوى كل يوم اكثر، في مقابل وحدة استعمارية تتفكك كل يوم أكثر رغم شراسة المحور الاستعماري الأميركي البريطاني الألماني في محاولة الحفاظ على شعوب هذه المنطقة داخل اقفاص العبودية...

بغض النظر عن كل هذا...

عادت أمة ال ٤٥٠ مليونا تجد نفسها على سكة الحرية والسيادة من بوابة فلسطين...

لقد بنى الغرب في منطقتنا، كما في كل العالم، مجتمعا استهلاكيا بالمعنين المادي والروحي...

فبات حتى الفلسطيني في رام الله وبيت لحم يفكر في رغد العيش على حساب الحرية والهوية، فما بالك بابن معراب أو بكفيا أو القاهرة أو بيروت او عمان...

ربما يجب رفع شعار شكرا أميركا لأن سلاحك الذي يقتل اهلنا ساهم ويساهم ليس في إزالة الغشاوة عن أعين شعوبنا فحسب، بل ساهم ويساهم كل يوم في إتمام دفن من ماتت ضمائرهم من متزعمين لم يكونوا سوى خدما للإمبريالية في كافة أقطار العالم العربي...

المعركة ليست سهلة على الإطلاق...

لا يزال يعيش بين ظهرانينا الكثير من الخونة...

كلماتهم تدينهم قبل أن تدينهم الشعوب...

لا تزال نسبة من السوريين والعراقيين وحتى اليمنيين تلعب ادوار داعش والنصرة وقسد وجماعة البارزاني...

لا يزال طارق صالح يحاول لبس عباءة عمه علي عبدالله صالح رغم بهتانها وبهتان بقايا الحزب الاشتراكي اليمني الذي حول هؤلاء الناس من قادة إلى عبيد تتبع السيد الأميركي الذي يرضي ذلك الهيام الخادع بمتاع الدنيا...

أمس حقق حزب الله نقلة نوعية في تكريس وحدة الساحات عبر قصف وكر الاستخبارات في جبل الجرمق...

قبل الامس كان أنصار الله قد رفعوا مستوى المواجهة مع الاستكبار العالمي إلى مستويات محمودة ومطلوبة من كل الشعوب التواقة للحرية...

منذ أيام والوضع العراقي يغلي وتزداد الحشود الرافضة للاحتلال الأميركي في العراق...

اميركا والغرب اليوم في وضع لا يحسدون عليه...

إن هم تخلوا وانسحبوا، يسقط الكيان وإن ليس بالضربة القاضية...

وإن هم استمروا سوف يغرقون مع الكيان وتكون الهزيمة الكبرى ونهاية الوجود الأطلسي في هذا الشرق...

لكن، ورغم كل هذا...

لا يزال على محور المقاومة الكثير لفعله...

كما يملك العدو بنك اهداف ينتقي منها عند الضرورة ما يلزم فيقوم باغتيال هذا القائد أو ذاك...

على محور المقاومة أن يمتلك هو أيضا بنك اهداف كما حصل مع قصف جبل الاستخبارات في الجرمق...

صحيح أن كل قوى محور المقاومة قامت على عقيدة الدفاع ولذلك تأتي معظم أفعالها في إطار رد الفعل على أفعال اميركا والصهيونية والرجعية العربية...

لكن الأوان آن لتطوير وضعية الدفاع تلك من منطلق أن أفضل وسيلة للدفاع تقوم على الهجوم...

كأن يكون الرد الأولي مثلا على اغتيال الشيخ صالح مباشرا دون انتظار أيام، ثم تأتي خطبة لأحد قيادات المقاومة تكرس شرعية هذا الرد...

في كل الأحوال... بعثت ضربة الجرمق الطمأنينة في قلوب جماهير المقاومة وهذه الجماهير تطلب المزيد...

الذي لا يصدق، كان عليه أن يتجول ويسأل أهالي الضاحية يوم استشهاد الشيخ صالح...

ومن لا يصدق، عليه سماع ردود اطفال فلسطين على المذابح الأميركية...

لكن على هذه البيئة أن ترفع صوتها أكثر وأكثر، مطالبة بالمزيد حتى يقتنع القادة أن شعبنا يريد فعلا إحدى الحسنيين، الشهادة أو النصر...

حليم الشيخ محمد

المصدر: موقع إضاءات الإخباري