أصدر جيش الاحتلال، ظهر يوم السابع من اكتوبر "عملية طوفان الأقصى"، أوامر لجميع الوحدات بتنفيذ "نظام حنبعل"، الذي يعني إطلاق القوات النار على جندي تم أسره وقتله كي لا يقع حيا في الأسر، حسبما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الخميس.
وأفادت الصحيفة بأن هذه الأوامر لم تذكر "نظام حنبعل" بصورة واضحة، وإنما طالبت جيش الاحتلال أن يوقف "بأي ثمن" أي محاولة لمقاتلي المقاومة للعودة إلى غزة، "رغم التخوف من أنه برفقة بعضهم يوجد رهائن".
وحسب الصحيفة، فإنه في المنطقة الواقعة بين بلدات "غلاف غزة" وقطاع غزة استشهد قرابة ألف مقاتل ومواطن فلسطيني، ولم يكن واضحا حينها عدد الإسرائيليين الذين تم أسرهم "بسبب ممارسة هذا النظام".
وفي الأسبوع التالي بعد عملية "طوفان الأقصى" فحص جنود من وحدات خاصة من جيش الاحتلال حوالي 70 مركبة بقيت في المنطقة الواقعة بين "غلاف غزة" والقطاع، وتبين أنها تعرضت لإطلاق نار من مروحيات قتالية، طائرات بدون طيار أو دبابات، وفي بعض الحالات على الأقل قُتل كل من تواجد في المركبة، وفقا للصحيفة.
وأضافت الصحيفة، التي ستنشر تحقيقها، غدا، أن حجم إخفاق جيش الاحتلال كبير، وأنه في ذلك اليوم "أصيبت منظومة القيادة التي فشلت تقريبا بعمى كامل؛ واضطر جيش الاحتلال، بسبب انعدام الاتصال فيما بينهم، إلى توجيه دعم من الجو بواسطة هواتف خليوية.
ووفقا للتحقيق الصحافي، فإنه بعد دقائق معدودة من بدء عملية "طوفان الأقصى" تم إطلاق طائرتين مقاتلتين من طراز F-16 وطائرتين من طراز F-35، "لكن بسبب الارتباك وضباب المعركة، لم يطلعهما أحد حول ما يحدث على الأرض ويوجههما نحو أهداف. ولذلك، عملت طائرتا F-16 بموجب الأنظمة المتبعة واتجهتا لحماية أهداف إستراتيجية، رغم أنها لم تكن تتعرض للخطر".
وقال ضابط كبير في سلاح الجو إنه "كان بإمكانهما أن تحلقا على ارتفاع منخفض على الأقل، وإخافة مقاتلي حماس بإحداث ضجيج فوق رؤوسهم، لكن الطيارين لم يكونا على علم بما يحدث بكل بساطة"، حسبما نقلت عنه الصحيفة.
ما بروتوكول "هانيبال"؟
تختلف الآراء بشأن تسمية هذا البروتوكول العسكري باسم "هانيبال"، وبشأن من صاغ المصطلح تحديدا. فهناك من يرى أن المصطلح يطلق على الطريقة التي أنهى بها قائد قرطاج التاريخي "حنبعل برقا" حياته، حين اختار تسميم نفسه بدلا من الوقوع أسيرا في أيدي الرومان.
في حين يرى آخرون أن اسم النظام -الذي ظل سرا عسكريا حتى عام 2006- تم اختياره عشوائيا من قبل جهاز حاسوب تابع لجيش الاحتلال قبل نحو 3 عقود، وتم تطويره بواسطة 3 من كبار ضباط الجيش.
ويعتبر جيش الاحتلال، الوحيد الذي يستخدم هذا الإجراء في العالم، رغم الانتقادات الداخلية المتكررة التي تطاله، وترى أنه لا يوفر الحماية لقواته في الميدان.