شتان ما بين الإتهام بدون أدلة والإدانة والأدلة كثيرة أولها الإعتراف
مقالات
شتان ما بين الإتهام بدون أدلة والإدانة والأدلة كثيرة أولها الإعتراف
عدنان علامه
14 كانون الثاني 2024 , 04:42 ص


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

بايدن وبلينكن يخترعان كل الأدلة في أي قضية لا تتعلق بالكيان الغاصب، ولكنهما ينسفان كل الأدلة الدامغة التي تدين أمريكا وإسرائيل.

وننتقل سويًا إلى التفاصيل؛ فبتاریخ 10 كانون الثاني/ يناير 2023 نشرت وكالة FRANCE 24 مقالًا حول إتهام أمريكي لإيران بإمكانية المساهمة في ارتكاب "جرائم حرب" وقد اقتطفت منه التالي :

إتهمت الولايات المتحدة إيران بإمكانية المساهمة في ارتكاب "جرائم حرب" بأوكرانيا

ووجه مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان الإثنين 09 كانون الثاني/يناير 2023، أصابع الإتهام الاتهام لإيران بإمكانية مساهمتها في جرائم حرب بأوكرانيا واسعة النطاق من خلال تزويدها روسيا بطائرات مسيرة، مؤكدا أن الأسلحة الإيرانية تستخدم لقتل المدنيين.

ولم تستطيع أمريكا وأذنابها تقديم أي دليل حسي يثبت زيف إدعاءاتهم.

وأما في غزة فالأمر مختلف تمامًا ففي اليوم الأول لبدء عمليات التطهير العرقي في غزة أعلن نتنياهو عن هدفين أساسيين:-

1- القضاء على حماس قادة وأفراد

2- تحرير الأسرى.

وأما وزير دفاع الإحتلال فقد إرتكب أولى الجرائم ضد الإنسانية وخرق القانون الدولي بقوله لا ماء، لا غذاء ولا كهرباء لغزة.

وأما نتنياهو فقد إعلن الحرب التوراتية للإنتقام من العماليق، وفعَّل بروتَكول هانيبال ليبرر قتل المحتفلين بعيد العُرش في حفل نوفا الموسيقي في مستوطنة رعيم بدم بارد. ونشرت صحيفة هآرتز بتاريخ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 بأن 374 مستوطن قتلوا في مهرجان نوفا بنيران صديقة. وهذا أمر مستحيل أن يحصل عرضيًا؛ بل حصل سابق ترصد وتصميم.

فنحن في اليوم 100 لبدء الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين في غزة؛ ومع ذلك لم يتم القضاء على حماس ولم يتم تحرير أي أسير؛ بل على العكس فقد أمر نتنياهو بالتحرك على محور فيلادلفيا على الحدود المصرية وأعتبر المحور ثغرة.

وقد زودت أمريكا إسرائيل أكثر من 150,000 طن من المتفجرات بما فيها الصواريخ وقذائف الدبابات ومدافع َ الهاوتزر؛ وقد تم إستعمالها في الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة؛وأسفرت عن أستشهاد 23893 شخص، وجرح60317 شخص وفقدان أكثر من 10,000 شخص حرى الآن؛ ويمثل نسبة عدد الأطفال والنساء وكبار السن أكثر من 70% من الشهداء والجرحى والأسرى.

وقد شكك بايدن سابقًا بالأعداد؛ وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية بأنه لا يوجد اي دليل على أستهداف إسرائيل للأطفال بصورة مباشرة؛ وقمة الإنكار لأكثر من 95,000 شهيد وجريح ومفقود كانت بتاريخ الأربعاء، 10 كانون الثاني/يناير 2024 لوزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى تصريحات صحفية أدلى بها فى تل أبيب بعد مقابلته عدد من القادة الإسرائيليين، إن دعوى الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل فى المحكمة الجنائية الدولية لا أساس لها.

لا تتعجبوا من عدم إعتراف بلينكن بالإبادة الجماعية للفلسطينيين؛ لإنه كيهودي يؤمن ويتبع النصوص التوراتية في الإنتقام وهذا التعصب العنصري يجعله أعمى البصر والبصيرة. وهذا النص التوراتي من كتاب شريعة الملك:-

"يجب عدم استثناء أحد عند قيام إسرائيل بالانتقام، فجميع الفلسطينيّين معرّضون للانتقام.

وأمام الانتقام لا أحد بريء: الكبار والصغار والأطفال، الرجال والنساء، ومهْما كانت حالتهم، ينبغي الانتقام منهم". ويبرّر المؤلّفان قتْل الأطفال، ولاسيّما الرُّضَّع منهم والذين وُلدوا لتوِّهم، باستنادهما إلى قيام "أبناء إسرائيل" بقتل صغار أطفال "مدين" في الزّمن الغابر. ولا يأتي قتل الأطفال بالجملة، لخلق ميزان رعب فحسب، ولا لأنّ هؤلاء الأطفال ينتمون إلى "الأشرار" فحسب، وإنّما "لوجود حاجة داخليّة للانتقام".

ولقد تدخلت أمريكا في مجلس الأمن؛ فصدر القرار 2720 بدون إقرار وقف إطلاق النار؛ فأعطت نتياهو الوقت الذي يحتاجه لتحقيق أي نصر، علمًا أن ذلك يحتم قتل المزيد من الفلسطينيين بمعدل 250 شهيدًا و 600 جريح.

وأما بالنسبة للمصطلح الذي يكرره بلينكن في كل زيارة هو ذو بُعْدٍ توراتي للإنتقام من العماليق لعدم تكرار ما فعلوه في 7 اكتوبر.وكان آخرها بتاريخ 09 كانون الثاني/يناير 2024: "أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ومنع تكرار هجوم 7 أكتوبر؛ وأضاف بلينكن الاسبوع الماضي شرطًا جديدًا بالنيابة عن نتنياهو بضرورة أن تضمن تل أبيب"منع تكرار هجوم 7 أكتوبر".

وهذا هو النص التوراتي الإنتقامي الذي يقصده بلينكن لكي لا يتكرر مهاجمة الذات المقدسة:-

أدت كراهية عماليق لليهود، ومحاولاتهم المتكررة للقضاء على شعب الله، إلى القضاء عليهم في النهاية. ويجب أن يكون مصيرهم بمثابة تحذير لكل من يحاول أن يفسد خطة الله أو من يلعن ما باركه الله. (أنظر تكوين 12: 3).

إن أمريكا هي شريك كامل لإسرائيل في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني لأن أمريكا أمنت أدوات الإبادة الجماعيةكما أَمنت الدعم السياسي لإسرائيل.

وينفذ نتنياهو، غالانت وهاليفي الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني بوحشية ونرجسية وسادية لا مثيل لها في التاريخ.

وإن أنكر بلينكن حصول إبادة جماعية فإن تدمير المستشفيات وقصف مدارس الأونروا وقصف تجمعات السكان أمام الأفران وفي كافة باحات المستشفيات ومدارس الأونروا مع قطع المياه والكهرباء ومنع وصول السولار والدواء هي أدلة إثبات بيد الإدعاء الجنوب أفريقي.

قد تكون محكمة العدل الدولية لينزل نتنياهو عن الشجرة ويبدأ التفاوض بشروط حماس، لأن دولة إحتلال تصنف نفسها من أقوى الجيوش في العالم تعجز عن تحقيق اهدافها خلال 100يوم ،عليها أن تذعن لشروط حماس.

فهذا الصمود الأسطوري لحماس وفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني فرض نفسه عالميًا، ودعوى جنوب افريقيا بإتهام إسرائيل بإرتكاب إبادة جماعية للشعب الفلسطيني فرض تصدر أخبار فلسطين لكافة نشرات الأخبار المحلية، الإقليمية والدولية.

وإن غدًا لناظره قريب

14 كانون الثاني/يناير 2024

المصدر: موقع إضاءات الإخباري