تقع منطقة الكفرة النائية في جنوب ليبيا في قلب الصحراء الكبرى، المليئة بالكثبان الرملية والهضاب الوعرة، ومعظم المنطقة قاحلة للغاية، لكنها لم تكن جافةً دائمًا، مدفونة تحت الكثبان الرملية المتحركة طبقة مياه جوفية ضخمة وبقايا أنهار أصبحت جافة الآن.
في 26 مايو/ أيار 2022، حصل القمر الصناعي "تيرا" التابع لـ"ناسا" على هذه الصورة لمنطقة الكفرة. وهي أكبر منطقة وأقلّها كثافة سكانية في البلاد. في الجزء العلوي الأيسر من الصورة، يلتقي بحر من الرمال غير المجمعة (ريبيانا) مع الهضاب على الحافة الشمالية لجبال تيبستي.
المنطقة القاحلة خالية في الغالب من النباتات، باستثناء مجموعة من اللون الأخضر، مرئية في الجزء العلوي الأيمن من الصورة. معظم هذه النباتات هي أراضٍ زراعية داخل مدينة الجوف. وتعطي أنماط المزارع أدلة حول كيفية ريها.
المزارع ذات أنماط ري مختلفة، ومن المحتمل أن تستخدم المزارع الشبكية طريقة الري بالأخدود، حيث يتم ضخ المياه إلى خنادق متباعدة بشكل متساوٍ بين صفوف المحاصيل. ومن المحتمل أن تستخدم الحقول الدائرية طريقة المحور المركزي، حيث يتم ضخ المياه من بئر في وسط الدائرة وتوزيعها عبر أنبوب يبلغ طوله مئات الياردات، ويدور حول نقطة مركزية.
ويتم ضخ المياه المستخدمة للري هنا من طبقة مياه جوفية كبيرة تحت الأرض تسمى طبقة الحجر الرملي النوبي، ويحتوي على المياه الأحفورية التي تسربت إلى الحجر الرملي في المنطقة منذ 10000 إلى مليون سنة مضت، عندما تلقت المنطقة المزيد من الأمطار وكان مناخها أكثر اعتدالاً، بحسب مقال نُشر في مجلة "سايتك ديلي" العلمية.
تنقل الأنابيب تحت الأرض المياه الأحفورية من طبقة المياه الجوفية من الحجر الرملي إلى المدن الأكثر اكتظاظًا بالسكان، على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في ليبيا. وتعتبر شبكة الأنابيب، المعروفة باسم النهر الصناعي العظيم، واحدة من أكبر مشاريع الري في العالم، وقد تم إنشاؤها في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي لنقل المياه من طبقة المياه الجوفية إلى المدن الكبرى بما في ذلك طرابلس وبنغازي. ووفقاً لأحد التقديرات، يوفر النهر الصناعي العظيم 70% من إجمالي المياه المستهلكة في ليبيا