كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: إيران - أميركا، الضرب فوق الزنار
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد: إيران - أميركا، الضرب فوق الزنار
حليم الشيح
4 شباط 2024 , 16:45 م
كتب الأستاذ حليم الشيخ محمد:
٣-٢-٢٤
لم ينفع البيان الفضيحة لحزب الله العراق في تجنب الرد الأميركي...

كما لم تنفع كل الإشارات المخزية  في إقناع الأميركي بعدم هذا الرد...

لكن شيئا واحدا على الأقل تحقق: 
لم تخرج الضربة الأميركية عن المألوف بشكل عام، وان كان الإعلان عن انطلاق القاذفات الأميركية الضخمة من الولايات المتحدة مباشرة يحمل رسالة لا يزال فك الشيفرة فيها يحتاج إلى بعض الوقت...

هنا تجدر الإشارة إلى أن هذه القاذفات تستطيع التحليق بدون توقف وفق الخبراء مسافة ١٤ ألف كلم...
المسافة من أميركا إلى الشرق الأوسط هي قرابة ال ١٠ آلاف كلم، ما يعني أن هذه الطائرات لا تستطيع العودة من حيث أتت وقد حطت حتما في مطارات عربية مما يعني أن لهذا العدوان على سوريا والعراق شركاء عرب يتوجب تحويل ابنيتهم الزجاجية إلى ركام...

لكن الاكيد أن الذل الذي ربط به حزب الله العراق نفسه عبر البيان الفضيحة أثبت أنه لزوم ما لا يلزم...
الضربة كانت سوف تأتي في كل الأحوال...

لقد كان اشرف لهذا الحزب ولبعض من مشى على هدى بيانه الصمت وتلقي الضربة ومن ثم الرد عليها...

يختلف المحللون في تقدير موقف الولايات المتحدة الأمريكية...

منهم من يقول انها تسعى فعلاً إلى عدم توسيع الحرب والدليل أن الرد لم يكن داخل إيران أو على قوى إيرانية في رسالة مؤداها أن الأميركيين يريدون التوقف عند حدود ما حققته الضربة...

يرد محللون آخرون بالعكس تماما...
الولايات المتحدة تعلن عن سعيها لعدم توسيع الحرب من أجل عدم إضعاف اسرائيل عبر تعدد الجبهات...

كل هم الأميركيين هو السماح للجيش الاسرائيلي بعدم تشتيت قواه خارج غزة والضفة...

لذلك هو يحاول جاهدا، وبكل الطرق، لجم الحرب الدائرة على الحدود اللبنانية الفلسطينية...

كل الوفود الأوروبية التي تأتي إلى لبنان حاولت ايقاف هذه الحرب؛ وعندما عجزت، عملت على وضع سقوف لها بانتظار ايجاد حل للمأزق الأميركي الاسرائيلي ليس فقط بسبب فضيحة السابع من أكتوبر، بل للعجز الكامل الذي وقع فيه العدوان الاسرائيلي الغربي طيلة ما بعد السابع من أكتوبر...

بعد مئة وعشرين يوماً من القتال والتدخل الغربي شبه المباشر في الحرب على غزة والضفة، أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها عصية على الكسر رغم الحصار الكامل الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة وال ٤٨...

هنا يتسائل المرء لماذا انكسر الجيش المصري خلال ستة أيام في غزة سنة ٦٧، وكيف هُزم الجيش الأردني وسلم الضفة للإسرائيليين رغم انتهاء زمن غلوب باشا بعد ال ٤٨...

تساؤل يشي بالكثير...

يبدو أن الجيوش العربية لم تبن لكي تقاتل، بل فقط للمراسم، والحفلات، وخدمة الأنظمة...

خدمة الأنظمة...
هنا تكمن الفضيحة التي ذقنا مع الجيوش العربية الرسمية، وهنا تكمن فضيحة بيان حزب الله العراق الذي لم يفكر في ذلك اليوم كحركة مقاومة شعبية أو كحركة تحرير وطني، بقدر ما فكر في خدمة النظام القائم في العراق الذي لا يملك أية بوصلة عن كيفية القيام بحرب تحرير، أو على الأقل، حرب إسناد لغزة...

ما أن يواجه الأميركي حالة تهديد لاسرائيل حتى يقوم هو نفسه بدور الإسناد لدولة الكيان...

هذا ما فعله مع أنصار الله، وهذا ما يفعله عبر التواجد في سوريا والعراق...

لذلك كان من الحماقة محاولة تحييد القواعد الأميركية والحديث عن إسناد الفلسطينيين لأن الأمرين متكاملان...

إن اي إسناد للمقاومة الفلسطينية يمر حكما في التصدي للوجود الأميركي، سواء اتفق الاميركيون  مع الايرانيين أم لم يتفقوا...

بغض النظر عما يدور في مفاوضات وقف النار في غزة، إسناد المقاومة الفلسطينية يجب أن يكون بالنار لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة لتقوية موقف الفلسطينيين المحاصرين في أية مفاوضات يجرونها...

مرة أخرى، نعود إلى نظرية الدكتور جورج حبش عن الاعتماد على "وطنية" أعدائنا...

الحمدلله أن الأميركيين لم يبتلعوا الضربة التي وجهت إليهم، ولم يهتموا لبيان الاعتذار الضمني الذي حمله حزب الله العراق وقاموا بالرد...

هذا ما سيجعل قوى الحشد الشعبي الأخرى ترد على الأميركيين...

ليت الإخوة في الحشد يتعلمون قليلا من مواقف أنصار الله في اليمن الذين يدفعون الأميركيين والغرب إلى درجة الجنون بسبب العجز عن إيقاف الموقف المشرف الواضح لأنصار الله...

لقد وصل الأمر بالمفكر التقدمي الأميركي من أصول يهودية، نورمان فينكلشتاين إلى ترشيح ثلاثة أطراف لنيل جائزة نوبل للسلام:
١- جمهورية جنوب إفريقيا...
٢- الأطباء المتطوعين في غزة...
٣- أنصار الله في اليمن...

رغم النقد القوي لحزب الله العراق إلا أن هذا لا يمنع أن محور المقاومة يعمل ألف مرة افضل من كل العرب الآخرين، سواءً في مصر أو الأردن، دون الحديث عن الخليج ومملكة المغرب... هناك، لا مجال للمقارنة...

البحرين قاعدة من قواعد الاعتداء على الشعبين الفلسطيني واليمني...

الإمارات والسعودية تقومان بكسر حصار أنصار الله للعدو عبر خط بري من مئات، وربما حتى الآلاف من الشاحنات التي تحمل ما تفرغه السفن في ميناء دبي ثم تعبر السعودية إلى الأردن قبل أن تدخل الى فلسطين المحتلة...

كل هذا يجري في وقت يتلهى بعض الأردنيين بإطلاق تسمية ٧ اكتوبر أو طوفان الأقصى على دكان أو مطعم بدل أن يتم الهجوم على تلك القوافل وحرقها قبل أن تدخل الأرض المحتلة...

أما الشعب المصري، فقد نسي واجبه القومي وكون مصر كبرى الدول العربية...

بل حتى اسرائيل ردت في محكمة العدل الدولية بالقول إنها ليست من يقوم بتجويع الفلسطينيين لأن معبر رفح في أيدي المصريين...

لقد أعلن الاخ إسماعيل هنية والاخ زياد نخالة أن المقاومة لن تتوقف إلا بعد وقف العدوان الكامل، وفك الحصار، وإعادة الإعمار و مبادلة كل الأسرى من الجانبين...

المقاومة الفلسطينية محاصرة منذ عشرات السنين...

محاصرة من قبل العدو والأخوة على حد سواء...

تعمل اسرائيل على الاستفادة من نفاذ الذخيرة لكي تقوم بالمجزرة ومن ثم التهجير الجماعي...

وحده محور المقاومة من يستطيع منع هذا الأمر...

هذا لا يتم عبر اتفاقيات مع الأميركيين على تبريد الجبهات...
على النقيض تماماً...
يجب شن الضربات دون هوادة على العدو، وعلى كل من يسانده...

أي كلام اخر كما حدث قبل الامس مع حزب الله العراق يؤدي إلى نشر الإحباط في شعوب المقاومة، ويسمح لبقية الشعوب العربية التي تغط في سبات أهل الكهف على الخنوع وعدم القيام ابدا بأكثر من حركات استعراضية مخجلة في زمن الإبادة...
              
المصدر: موقع إضاءات الإخباري