عدنان علامه: راقت لي من صفحة الأستاذة هيام وهبي ظ فاستعرتها ووددت مشاركتها معكم.
مقالات
عدنان علامه: راقت لي من صفحة الأستاذة هيام وهبي ظ فاستعرتها ووددت مشاركتها معكم.
عدنان علامه
27 شباط 2024 , 19:47 م


ولأنّ المجازر في غزّة ما زالت مستمرّة والجوع يهدد حياة نصف مليون أنسان ولأن العرب ماتوا وينتظرون دفنهم أعيد نشر مقالتي ...

دم غزّة يعلن موت الضمير الإنساني ...

دم الأبرياء الطاهر في غزّة يعلن موت كل القوانين الدولية وكل القيَم والمبادئ الأخلاقية والدينية...

من غزّة الشهيدة نعلن وفاة كل الهيئات الدولية بمحاكمها ومجالسها ومجلس أمنها وموت الأمم المتحدة ... وشرعة حقوق الإنسان ...!!!

من غزّة المقاوِمة حتى النصر ...نعلن تنكٌرَكُم للعدالة وخذلانكم للحق الضائع منذ سبعة عقود في أروقة الأمم المتحدّة ، وفي دهاليز مجلس الأمن ...

ومن لم يمُت تحت القصف يموت جوعاً وعطشاً في خطّة ممنهجة لإبادة كل شيء حي ...

رُكام غزّة هاشم يُعلن

موت الغرب ...بكل قيَمهِ الكاذبة وكل شعاراته البراقة وديموقراطيته المزعومة ...تحت الردم في غزّة وتحت ابنيتها المنهارة جرّاء القصف الوحشي للكيان الغاصب ،إندثرت العدالة والمبادئ وكل القوانين الدولية والهيئات الأممية والمواثيق الحقوقية ...

ومن فوق أشلاء الطفولة الممزقة الغارقة في بحر ٍ من دماءٍ وعظام ... نعلن لكم موت الإنسان ...وظهور الوحش !!! المخلوق الجديد الذي يحكم العالم ... النموذج الذي تعمل أميركا على تعميمه وتكريس مبادئه الوحشية اللا إنسانية ليكون المثال للكائن الجديد ...

أيتها الهيئات الأممية التي تأسست لحماية حقوق الإنسان في العالم كله .. بصمتكم الإجرامي عن سفك دماء غزّة واغتيالها تقتلون الإنسان بكل صفاته النبيلة وتطلقون يدالوحش رمز (العولمة ) والمثل الأعلى للفكر البراغماتي الذي بنَت عليه أمريكا إمبراطوريتها القائمة على النهب والقتل واغتصاب ارض لا تملكها ...وإبادة الهنود الحمر ..اصحاب الأرض .

من غزّة الشهيدة ... نعلن موت الضمير ...

في دماء غزّة سقطت كل المعايير الإنسانية، والأصول الدولية... وسقط الإنسان وسقط الغرب بديموقراطيته الكاذبة وشعارات ثورته الفرنسية التي صدقناها وآمنّا بها ... هذا الغرب المنافق الذي يدّعي الحضارة وهو بدائي وهمجي وبربري... ينصر الظلم ويتنكّر للحق والعدل ...الغرب الذي يصدِّر لنا نظرياته عن الحريات .. حرية الرأي وحرية التعبير ولا يسمح لشعوبه بالتعبير عن التعاطف مع غزّة وفلسطين ... ولا يلتفت للغضب الشعبي الذي يعٌم العالم وهو يشاهد الجرائم الوحشية التي تُرتكب في غزّة ...!!! فأين الحرية التي تنادون بها ؟؟؟

وأين الديموقراطية التي تحت لوائها دمّرتم العراق وخرّبتم سورية وقسمتم السودان واستبحتم ليبيا ، وحاصرتم اليمن ...

والآن تسفكون دم الأبرياء في غزّة !!! تشنوٌن حرباً ظالمة ، حرب إبادة على شعب صاحب حق بالدفاع عن أرضه وعن مظلوميته وعن عدالة قضيّتِه ...

تنصرون الظالم وتظلمون المظلوم ...!!! تتمتّعون برؤية المجازر الأنسانية وتعينون المرتكِب وتدعمونه بالسلاح والطائرات الحربية والقنابل الفوسفورية الممنوعة في كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية ...!!!

وتتبجّحون بالديموقراطية والحضارة وحقوق الإنسان ...!!!

أيها المنافقون ... يا أعداء الحق والعدل والإيمان ... منذ نكبة فلسطين، ومنذ تأسيسكم لهذا الكيان الغاصب وشعب فلسطين يُذبح ويُشرَّد ويُباد في مجازر دموية يندى لها جبين الإنسانية ... إبادة عرقية لم يشهد التاريخ الدموي للحروب أبشع منها ...

مذابح ضد الفلسطينيين ممتدّة منذ بداية القرن الماضي وحتى اليوم ...فمن مذبحة بلدة الشيخ إلى مجزرة دير ياسين وبعدها مجزرة قرية أبو شوشة ومجزرة الطنطورة الرهيبة ثم مذبحة قبيّة ومذبحة قلقيلية ومجزرة كفر قاسم ، وخان يونس وتل الزعتر وصولاً إلى المجزرة التي توجّت حقارة وقذارة المجتمع الدولي الشاهد على الجريمة الكبرى .. صبرا وشاتيلا ..وبعدها مذبحة المسجد الأقصى ومذبحة الحرم الإبراهيمي .. ومذبحة مخيّم جنين ...

تاريخ صهيون حافل بالإجرام والإبادة العرقية .. وتاريخكم حافل بالصمت عن الحق والتغاضي عن القاتل ...

واليوم وأمام اكبر جريمة تحدث في التاريخ أمام ( الهولوكست الحقيقي) في غزّة الصامدة تتضامنون لدعم المجرم ...وتتكالبون على الضحية ...!!!

أنتم جئتم لحماية أداتكم في الشرق هذه الأداة التي تحفظ مصالحكم، ولترمموا هيبة الآلة العسكرية الصهيونية التي هشمتها البطولات الأسطورية للمقاومين في غزّة ...

أتيتم لتقدِّموا الدعم للحثالة التي تخلصتم منها برميها في فلسطين مهد الأديان ... جئتم لتحقنوها بالأوكسجين قبل أن تلفظ أنفاسها بفعل المقاومة المؤمنة بحقِّها في الأرض وفي دفاعها عن هذا الحق ...وتستخدمون إعلامكم المتصهين لتزييف الحقائق وتبرئة المجرم وإتهّام الضحيّة...

ما اوقحكم ...!!! وما أبعدكم عن الدين والقيّم الإنسانية ... ألم تهتزّ مشاعركم أمام سفك دماء أهل غزة بهذه الوحشية المستمرّة...!! ألم تدمع أعينكم أمام مشهد الطفولة المُغتالة ..؟؟

أصلا لا طفولة في غزّة فالطفل يولد مقاوماً ومشروع شهيد..

في غزّة ألآن لا يوجد إلّا الشهادة، وكما قال عنها محمود درويش:بها شهيد يسعفه شهيد ..يصوّره شهيد يصلِّي عليه شهيد...

في غزّة يدمّر الصهاينة الكنائس ... والجوامع وبيوت الله ويصلبون المسيح من جديد ...

أعداء الحياة ..قتلة الأنبياء !!! وقدِمتم لتباركوا المجازر الهمجية التي أرتكبوها بحق الأطفال والنساء والشيوخ ...

أنتم يا من تؤمنون بالمسيح عليه السلام رسول المحبّة، جئتم لنُصرة من صلبه !!!ومن قطع رأس الرسول

يوحنا المعمدان ...تنصرون هيرودس هذا العصر ...!!!

في غزّة ما زالت المحرقة مستمرة والمجازر يومية والمجاعة تهدد نصف مليون إنسان بالموت ...ولا من يوقف هذه الإبادة...الكيان الغاصب ينتهك كل القوانين والأعراف والأديان والمقدسات ويلقّى التبريكات من بايدن الذي يراهن على دعم اللوبي اليهودي له في الإنتخابات الأميركية ،ووزير خارجيته المتباهي بإسرائيليته بكل وقاحة ، ورئيس فرنسا المنتهية الصلاحية ،ماكرون الفاشل ...والمانيا وإيطاليا وبريطانيا صاحبة وعد بلفور الإجرامي ،ومعظم دول أوروبا ... فيا أوروبا...سقط القناع عن وجوهكم المتوحشة ... أيها الغرب المتغطرس المزهو بتاريخك الإستعماري البشع ايها الأميركي المتفاخر بدعمك للمحتل الغاصب ... غزّة لن تركع ... غزّة وطأت الموت بالشهادة .. ووهبت الحياة لفلسطين كل فلسطين ... غزّة ستقلب كل المعادلات وتغيّر الموازين وستزعزع نظامكم العالمي وخططكم لشرق أوسط جديد وستزيل كيانكم المغروس في أرضنا وستتحرر فلسطين ... على أيدي مقاومتها التي تقاوم ضمن منظومة قيم إنسانية ودينية وأخلاقية وشرعية .. وبدعم من كل الشرفاء وأحرار العالم ...

وبدماء شهدائها ستنتصر ...وسينتصر الدم على السيف...

فآخر الليل نهار...نهار...

هيام وهبي 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري