كتب الأستاذ حليم الشيخ: رغم الثقل، غزة تسقط غربان الكون
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ: رغم الثقل، غزة تسقط غربان الكون
حليم الشيح
14 آذار 2024 , 17:35 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ:

١٤-٢-٢٤

نقلاً عن الاستاذ شفيق الموسوي أن "الغراب هو الطائر الوحيد الذي يتجرأ على النسر؛ يجلس على النسر ويعض رقبته؛ إلا ان النسر لا يتجاوب معه، ولا يشاجره، فلا يضيع وقتاً ولا طاقة عليه، بل يفرد جناحيه، وينطلق إلى أعلى الفضاء؛ وكلما زاد ارتفاعه عالياً، صعب على الغراب التنفس بسبب قلة الأوكسيجين فيهوي الغراب إلى الأرض ميتا..."

منذ السابع من أكتوبر تنطلق أرواح شهداء غزة إلى السماء كما النسور؛ ترتفع إلى الأعلى...

قد لا يرى الكثيرون تلك الغربان التي تقع إلى الأرض ميتة...

لكن تلك الغربان تقع فعلا إلى قعر جهنم...

ربما يخيل إلى المرء انها تمشي وليست ميتة...

لكن الحقيقة هي أنها جيَف تتحرك لا اكثر ولا أقل...

كم من العرب سقط منذ اللحظات الأولى للصعود...؟

كم من المسلمين...؟

كم من المسيحيين...؟

كم من المحسوبين على البشر من الوحوش المفترسة...

ملوك؛أمراء؛ رؤساء؛وزراء؛ نواب وقضاة.. جنرالات؛ صحافيون وفنانون...

مخلوقات من كل الانواع والأحجام...

صور تتوالى من البيض والصفر والسمر والسود...

كما تقع الغربان النتنة عن أظهر النسور، يتساقط عن أظهر شهداء فلسطين كل نتن العالم الذي ادعى الحضارة يوماً...

الديمقراطية صارت في الحضيض...

العدالة، الإنسانية، حقوق الإنسان، بل حتى حقوق الحيوان...

كل ذلك سقط...

كم كانت معبرة صورة ذلك الفنان اليهودي وهو يستلم جائزة أوسكار الغالية على قلوب الكثير من الفنانين...

تسلم الأوسكار عن فيلم يروي مأساة اليهود في الهولوكوست...

هو ابن أبوين خرجا من تلك الإبادة أحياء...

قال لاسرائيل:

لا تسرقوا مأساة و عذابات من عايش الهولوكوست لكي ترتكبوا الإبادة باسمهم...

يخرج في العالم عشرات، وربما مئات الآلاف من اليهود في مظاهرات تطلب وقف إطلاق النار في غزة، و قف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وقد كتبوا على القمصان:

Not in my name!

ليس باسمي..

لا ترتكبوا الإبادة باسم اليهود...

رؤساء العالم الغربي سقطوا جميعاً حتى دخلت رؤوسهم في المؤخرات...

تتكرر على الشاشات كيف هرول زعماء "العالم المتحضر!!!" الى نتنياهو يعطي الوحش رخصة قتل الفلسطينيين بحجة الدفاع عن النفس...

رجال ونساء بلغت بهم البشاعة درجة التحلل...

لكن الذي فاق كل هؤلاء بشاعة ونتن، هو ذلك المسلم الكذاب الذي يدعي الإسلام ثم يذهب إلى اميركا لقبض ثمن تخليه عن غزة...

ملك عربي هو أقرب إلى خنزير...

أمير عربي لا تختلف ملامحه عن ملامح ابليس المرسومة في أيقونات الكنائس قبل عشرات ومئات السنين...

رئيس عربي لا يكتفي بعضّ رقاب الشهداء، بل يطعن ويطعن ويطعن ثم يلتفت لتسقط من بين أسنانه دماء اطفال غزة...

منهم من يقفل البوابات لمنع الماء والغذاء والدواء، ومنهم من يفتح بوابات الجحيم لحرق الفلسطينيين...

يخرج من عندهم كل ما تريده دولة الكيان الغاصب...

تمر في مطاراتهم شحنات القنابل التي تقتل الفلسطينيين...

لم يخجل أحدهم عن مصادرة كوفية الفلسطيني في تلك المطارات حين عجز سوناك و بايدن وشولتز و ماكرون عن ذلك...

أمس أعلن إبن زايد أنه سوف يقفل بابه المفتوح للقاتل الاسرائيلي إذا لم يتم عبور المساعدات إلى غزة...

طبل البعض... وصدق البعض الآخر...

لو كان فيه خير لما وصلت به الوقاحة إلى ذلك الدرك...

هل هي صحوة ضمير؟

عن اي ضمير عند من ليس عنده لا عقل ولا روح ولا كرامة ولا شرف...

أردوغان، إبن سلمان، عبدالله الثاني، محمد السادس...

اللائحة تطول ولكن كلما دخل واحدهم إلى النار صرخت جهنم، "هل من مزيد؟"

يرتقي الشهيد تلو الشهيد...

تعلو أرواح الشهداء إلى أعلى السماوات؛ تهوي الأوساخ و القذارات من على الظهور...

نم يا أيوب...

نامي يا غزة...

ليس الصبح ببعيد...

ليس الصبح ببعيد...

حليم الشيخ

المصدر: موقع إضاءات الإخباري