كتب الأستاذ سامح عسكر عن أهمية العمل الصالح في الإسلام
ثقافة
كتب الأستاذ سامح عسكر عن أهمية العمل الصالح في الإسلام
سامح عسكر
16 آذار 2024 , 14:28 م

في إحصائية بالقرآن وجدنا أن الله حض على (العمل الصالح) أكثر من 120 مرة فأثنى الله على الذين يعملون الصالحات 58 مرة، والذين عملوا الصالحات 52 مرة، وأمر بالعمل الصالخ 8 مرات..غير الأمر بالخير والتقوى الذي يندرج تحت نفس الموضوع عشرات المرات..

طب لماذا العمل الصالح وليس القول الصالح؟

القول الصالح هو تصور الخير في الذهن، وليس بالضرورة أن يكون صائبا، فالإنسان عندما يؤدلَج أو يُحشَد أو يُموّل من طرف ما يفقد حاسته الواقعية ويصبح مشبعا بصور وهمية عن الحياة هي مرتبطة حصريا بخيال ومصالح المُموّل والمُحرّض..

لذلك أمرنا الله بالتفكر والتدبر والتعقل أكثر من 120 مرة أخرى لفرز العمل الصالح من الطالح، ولفصل الخير عن الشر، وألفاظ (يتفكرون + يتدبرون + يعقلون + يدبرون..وغيرها) مكررة عشرات المرت

أمر آخر: الله أمرنا في القرآن بالعمل الصالح وليس بالقول الصالح، لأن العمل وحده هو المعيار الذي من خلاله يمكنك التفريق بين الخير والشر..

القول الصالح مهم ولكنه يندرج تحت فعل الصالحات، مثل قوله تعالى "وقولوا للناس حسنا" فالذي سبق هذا الأمر عمل ( لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين) والذي أعقبه أيضا عمل (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )..

إذن فالعمل الصالح هو الأساس للتميز بين الخير والشر

طب كيف نعرف أن هذا العمل صالح من طالح؟

بالنفع ياسيدي، قال تعالى "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " [الرعد : 17]

"إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس" [البقرة : 164]

وآيات كثيرة على هذا النحو بأن السبب الأساسي لترك عبادة غير الله هو (المنفعة) فطريق الله هو النافع،

قال تعالى "ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين " [يونس : 106]

"قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم " [الأنبياء : 66]

فالدين يقوم على النفع ولو تحقق الضرر لن يكون دينا، والمنفعة هنا قد تفسر بشكل معنوي وآخر مادي، لكنها في النهاية تسعد الإنسان ولا تُحزنه، وتحقق معنى العدل في الحياة..

قال تعالى "ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم " [النحل : 76]

"إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " [النحل : 90]

"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا" [النساء : 58]

إذن فالعمل الصالح هو الذي ينفع الناس ويحقق العدل، ولا تميز بين الناس على أساس الدين واللغة والعرق..إلخ، فالعدل شامل كل البشر والأمر القرآني نزل للعدل والصلاح والبناء ولخير الناس جميعا دون تمييز..

أي انحراف عن هذه القواعد هو الذي يأتي بالإرهاب والعنصرية والطائفية والظلم، ومن يفعل ذلك هو شرير حتى لو سماه الناس وليا من أولياء الله الصالحين.. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري