تجميد أموال روسية في البنوك الأوروبية
مقالات
تجميد أموال روسية في البنوك الأوروبية
جورج حدادين
21 آذار 2024 , 14:54 م


جورج حدادين

تحصد ما تزرع

مطروح على جدول أعمال الإتحاد الأوروبي مشروع " الإستيلاء على فوائد الأموال الروسية المجمدة في البنوك الأوربية والبالغ قيمتها ، بحسب الأرقام المعلنة من قبلهم "حوالي 200 مليار يورو" لوضعها في تصرف الحكومة الأوكرانية لمتابعة حربها على روسيا، وكذلك لتصنيع قاذفات تخدم الحرب على روسيا وتخدم مصانع السلاح الغربية، لا نعلم الأرقام الحقيقية، غير المعلن عنها، وكذلك الأموال الروسية المحتجزة لدى البنوك في الولايات المتحدة.

كيف وصلت هذه الأموال الى البنوك الغربية؟ ومن وراء هذا القرار؟

دار وما زال تدور صراع بين توجهين داخل الحكم الروسي:

طرف لبرالي ذات توجه غربي رأسمالي يعمل على إذابة المجتمع الروسي داخل النظام الرأسمالي العالمي، ويعمل على غرس القيم اللبرالية في صفوف المجتمع الروسي، أي تغريبه عن بيئته وتاريخه وحضارته الممتدة في التاريخ، هي مجموعة تخضع تماماً لقرارات الطغمة المالية العالمية.

وطرف وطني يعمل على بناء دولة وطنية تحافظ على منظومة القيم الأخلاقية للمجتمع الروسي، وعلى بناء اقتصاد وطني مستقل منتج، وهو الطرف المعادي للرأسمالية.

العودة الى سؤال، كيف وصلت الأموال الروسية الى البنوك الغربية؟

دار الصراع بين هاتين المجموعتين حول التصرف بفائض رأسمال متراكم لدى الحكومة الروسية

طرح الطرف الوطني استثمار هذه الأموال في قطاعات الإنتاج الوطني، إنطلاقاً من وظيفة الدولة في تنمية قطاعات الإنتاج، وتعميم الخير على كافة شرائح المجتمع من مردود التنمية، وهو الطريق المؤدي حتماً الى بناء دولة وطنية مستقلة عن السوق الرأسمالي العالمي، ومما يضمن بناء الدولة العظمى كما كان حال الاتحاد السوفيتي سابقاً.

في حين أصر الطرف اللبرالي على وضع هذه الأموال في البنوك الغربية، تحت حجة أرباح فوائد، لكن الهدف الحقيقي كان فرض عملية الإندماج في السوق الرأسمالي العالمي.

في الوقت ذاته عمل الإعلام الغربي على تمجيد دور محافظة البنك المركزي الروسي، ووصفها بأنها بطلة ومنقذة الاقتصاد الروسي، علما بأنها أحد أبرز رموز مجموعة اللبرالية، مع وزير الدفاع والناطق الرسمي بأسم الحكومة الروسية ومجموعة تابعة للمركز غرزت في الجسد الروسي بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي، وهم من فرضوا هذا المسار، وضع الأموال الروسية في قبضة الطغمة المالية العالمية.

الأخطر في هذا المسار، إعلان الرئيس الروسي عن حملة خصخصة مؤسسات من القطاع العام ووضعها في يد مجموعات اللبرالية التابعة للغرب، وتمجيده الرأسمالين الروس في خطابه الأخير.

وفي مقابلته قبل فترة قصيرة، عبر الرئيس الروسي بوتين، عن حيرته من " إعلان المعسكر الرأسمالي الحرب على روسيا، علماً بأن روسيا اصبحت دولة رأسمالية"

المصدر: موقع إضاءات الإخباري