كتب الأستاذ حليم الشيخ: لن يعيد التاريخ نفسه..؟
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ: لن يعيد التاريخ نفسه..؟
21 آذار 2024 , 21:07 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ: 

لن تكون هناك نكبة أخرى...

في بلادي ما يكفي من قبضات الثوار لإعادة كتابة التاريخ...

سوف يذكر هذا التاريخ أن رجالاً خرجوا وهزموا الإمبريالية في سوريا والعراق واليمن ولبنان...

كما قطع هؤلاء أذناب الإمبريالية من الرجعية العربية وأهل التكفير والنفاق في تلك البلاد، سوف يقطعون الذَنَبَ الأخير لهذه الإمبريالية في فلسطين، فتعود تلك الأرض إلى قداستها...

يقول كارل ماركس ان التاريخ لا يعيد نفسه...

أما إن فعل ذلك، تكون هذه الإعادة على شكل مهزلة او مأساة...

لذلك، نحن من سوف يكتب التاريخ من جديد...

عندما يصف كارل ماركس أحد أهم رهبان الحركة الإصلاحية في الكنيسة بالخنزير، هو لا يبتعد كثيرا في صحة التوصيف بعد هذا الكم الهائل من رجال دين ودنيا ظهروا في عصر الهولوكوست الفلسطيني...

بل يمكن اعتبار نعت هؤلاء ب"الخنزرة"، أقل ما يمكن؛ رغم أن هذا الأمر يمكن أن يشكل إهانة لجنس الخنازير...

الخنزير بالمعنى السياسي للكلمة، هو ما يشبه عالم رجال السياسة والدين في قصة مزرعة الحيوانات لجورج أورويل...

الخنزير هو الذي يحتل مركزا بين الناس وبدل أن يدعو إلى إلى الشرف والكرامة والعزة، يطرح العبودية مخرجا...

مات هؤلاء في الحياة دون أن يفهموا رسالة السيد المسيح،

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان...

لم يفهموا رسائل الفداء...

لم يفهموا كيف ينتصر الدم على السيف، ولا كيف ينصر الله حقاََ وراءه زنود، وسلاح، وعقيدة...

ذهب وفيق صفا إلى الإمارات، فرأى يوسف دياب في هذا الأمر تراجعا من حزب الله عن "أفعال (شنيعة!) ارتكبها لبنانيون كانوا يعيشون بسلام في الإمارات، ثم قرروا تخريب تلك "الجنة" حقدا وانتقاما"...

"هيك، قرر حزب الله التعدي على الإمارات، والسعودية والخليج في ليلة ما فيها ضو قمر...!!!"

تصرفات حزب الله لا تعجب الاستاذ دياب الذي يدعو دائما إلى العروبة المعاصرة، عروبة أميركا، عروبة البعد عن فلسطين وهم فلسطين...

هذا التحليل العبقري ليوسف دياب، احتل مساحة زمنية على شبكة بالمباشر، كان ربما من الأفضل ترسيخها لما فيه فائدة لهذه الأمة...

كل هذا، وفقاً لتخريفات جماعة (لحس حذاء الإمبريالية) في لبنان...

هم كثر عندنا؛

هم كثر في العالمين العربي والإسلامي، من كل الأجناس، من كل الطوائف...

بل حتى من كل الشعوب في العالم...

وصلت المأساة /المهزلة في هؤلاء أن يحملوا صلبانا أو يعتمر أحدهم لفة شيخ وأكبر أكبرهم لا يساوي فجلة في سوق عبيد المخابرات الغربية على أشكالها...

من هؤلاء مثلاً رئيس مخفر بلدة حولا الجنوبية سنة ٤٩، حين منع الأهالي من تشييع ضحايا المجازر الصهيونية متهما إياهم باستفزاز "اليهود وإلا ما كان صار اللي صار"...

على شاكلة رئيس المخفر هذا، يقرأ المرء أحياناً جريدة النهار أو نداء الوطن فيرى صفحات صفراء تقف على يمين يمين يمين جرائد اسرائيل إلى درجة أن كتّاب هآرتس أكثر رحمة منهم بالفلسطينيين وأكثر فهما لعدوانية اسرائيل وشراكة أميركا في مأساة المنطقة وفي هذه العدوانية...

باسم شعار لبنان أولا، لا يريد هؤلاء رؤية الإبادة الجارية...

في كافة القوانين، يجب تجريم عدم مساعدة من يستغيث؛ فكيف الحال، ونحن نعرف أن المستغيث أخ لنا، واننا التالي على برنامج الإبادة الصهيونية...

"If that is not a Genocide, then what is a Genocide for God's sake!!"

"إذا لم تكن هذه إبادة، فما هي الإبادة، بحق السماء!!!"

صرخ الناشط الإسرائيلي ميكو پيليد في وجه أحد الصهاينة على إحدى الشاشات البريطانية التي لا تزال تدافع عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها...

لا يظن أحد أن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها هو منتج غربي خالص...

عندنا في لبنان من يجاهر بهذا أمثال مكرم رباح أو سامي الجميل الذي لا يستطيع أن يجد عند الفلسطينيين شريكا جديراً للسلام...

ليت أمين الجميل أصيب بوعكة أو استعمل الواقي قبل تسعة أشهر من ولادة هذا الرجل "العبقري" المدعو سامي الجميل...

من يعتقد أن في الطائفة المسيحية لا يوجد آلاف مؤلفة من أمثال سامي الجميل وبشارة الراعي والياس عودة، أو أن الطائفة الشيعية لا تحوي الكثيرين من أمثال مكرم رباح أو علي الامين أو أن كلاب الطائفة السنية تقتصر على أشرف ريفي وفؤاد مخزومي وفؤاد السنيورة، هو مخطئ تماما...

الحمدلله، لبنان غني جدا بهؤلاء إلى درجة يتساءل المرء ماذا فعلنا نحن شعب لبنان حتى نبتلي بهذا الكم الهائل ممن يبيع المسيح بسبعة من الفضة قبل صياح الديك...

نعود إلى الموضوع الشاغل لكل العالم لأنه صار يشكل مفترق طرق بين الصواب والخطيئة، بين الحق والباطل...

ماذا يعني تجميد السعودية للتطبيع؟

ماذا يعني "لفتة" الإمارات مع حزب الله وفقا لتوصيف أكثر من عبقري من عباقرة لبنان الخائفين أن تنتهي الأمور بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً...

صار التيار العوني ينام ويصحو على فوبيا وصول فرنجية إلى الرئاسة...

اختزل جبران باسيل وجماعة الباسيليين في التيار حركة الكون بخيانة الجميع لهذا التيار النظيف الذي يتآمر الجميع عليه كما تآمر كهنة المعبد على السيد المسيح، بينما هو ملاك نازل من السما...

يا جماعة مللنا، والله مللنا...

والله قرفنا من صغر عقولكم ومن تلك النرجسية التي تمنع كل واحد فيكم أن يرى ماذا يحصل في العالم ويحاول أن يكون إنسانا ويفعل شيئا بدل النباح والنباح ثم النباح في الفراغ...

الله يقرفكم وينتقم منكم...

تعيشون جميعا في واقع لا علاقة له بما يدور على هذا الكوكب...

يا جماعة،

يا هووو...

على مرمى حجر من بيوتنا ومن أرضنا تجري اكبر عملية إبادة في التاريخ البشري بعد إبادة سكان اميركا واستراليا الأصليين...

ربما بشارة الراعي غير مقتنع بذلك...

ربما يعتقد الياس عودة أن في القصة تلفيقة من تلفيقات حزب الله...

يا جماعة...

افتحوا أعينكم، وانصتوا إلى صوت الضمير إذا ما كان هناك من ضمير غير ما نعرفه عنكم من غباء وصل حد العمالة...

النكبة التي حصلت قبل ٧٥ سنة لن تتكرر...

لكن الأهوال تجاوزت الهزل الذي ميز صمت العالم...

هي تقترب من مأساة إنسانية تتجاوز الهولوكوست الذي عرفناه في أوشفيتز...

في أوشفيتز؛ في غيتوات أوروبا، جرى حشر اليهود في مخيمات جوع وعطش وحياة يسودها رجال المافيا...

مافيا التجارة في السوق السوداء؛ مافيا الرذيلة، مافيا الدعارة...

مافيا النخاسة...

في فلسطين، يجري كل هذا بالإضافة إلى قصف جوي بحري بري في غزة، وغارات المستوطنين على الناس في البيوت بالمسيرات واقتحام المدرعات والمستعربين في الضفة...

أكثر من مئة ألف إم ١٦ تحملها مجموعات متوحشة وهدف بن غفير الوصول إلى ٣٠٠,٠٠٠...

لا يسألهم الأميركي كيف خرجت رصاصات ال إم ١٦ على أجساد الفلسطينيين في البيوت أو أثناء قطف الزيتون أو زراعة الأرض، كما سئل الجندي في الجيش اللبناني يوم قضية شجرة العديسة...

ثم يخرج علينا عبقري يتحدث عن العيش بسلام مع اسرائيل...

في مقابلة غدي فرنسيس مع أحد الصحافيين اليهود الأميركيين على "بالمباشر"، يرى اي كان كيف يريد الصهاينة سحق الفلسطينيين ثم اللبنانيين ثم وثم وثم إلى أن تتحقق نبوءة الشعب المختار على أرض الميعاد الذي أعطاه ذلك الاله المجنون لمجموعة من المجانين وفقا لل LBC...

لكن هذا الجنون ينحصر بهؤلاء يا جماعة وليس كما تتحفنا ال LBC، حين تتحدث عن جنون محمد الضيف ويحي السنوار ومروان عيسى...

المقاومة اعقل بكثر...

عباقرة التخاذل اللبناني العربي، يريدون من الفلسطينيين أن يركضوا في البراري بينما يتمتع جماعة الاستيطان بلعبة صيد كل فلسطيني سواء حكى أم خرس، سواء وقف ام جلس...

الفلسطيني هو مشروع إبادة عند الصهاينة، سواء كانوا يهودا أو مسيحيين أو مسلمين...

ما ترونه على شاشتي الجزيرة العربية والإنكليزية؛ وما ترونه على شاشة الميادين على كل الأهوال التي تظهر ليس أكثر من نقطة في بحر الآلام والعذابات التي يغرق فيها الفلسطيني...

يخرج علينا الاستاذ ناصر شرارة يقول إن السابع من أكتوبر لا يشكل خطراً وجوديا على الكيان، وأن ما حصل في ذلك اليوم أضر بالتحضيرات العظيمة للمعركة الكبرى ضد هذا الكيان، ثم ينسب هذا بشكل غير مباشر إلى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي...

إذا كان ما قاله الأستاذ ناصر معلومات صحيحة عن المحادثة بين المرشد والاخ إسماعيل هنية فبئس تلك المعلومات لأن ليس على الضحية أن تسكت في انتظار أن يعد النشامى العدة...

٧٥ عاماً والشعب الفلسطيني يُذبح...

٧٥ عاماً وكرامة الفلسطيني في الحضيض...

٧٥ عاما من التآمر العربي والعالمي لتصفية القضية الفلسطينية...

ثم حين يرفع الفلسطيني قبضته لتلقي الضربة والتخفيف من حدة وقعها يخرج من يقول إنه كان على الفلسطيني أن يصبر أكثر واكثر واكثر...

ما تنقله شاشات اليسار الأميركي وبعض الافلام الوثائقيه التي صورها تقدميون يهود امثال زيمرمان عن الفظائع التي ترتكب بحق الفلسطيني تذكر بما قاله الامام علي في خطبة الجهاد حول تردد بعض الناس عن نصرة الحق...

لم يتطور العرب...

لا يزالون كما ايام الإعلام البائس...

لولا جرأة بعض اليهود وبعض التقدميين من أهل الغرب، لما كنا علمنا باغتصاب النساء والبنات الفلسطينيات...

لولا هؤلاء ما كنا علمنا بأن المستوطن موسى شاريت وزوجته وأصحابه يغيرون كل يوم على بيوت الفلسطينيين وعلى الحقول...

يقتلون، يحرقون وينهبون وقادة العالم العربي ينتظرون ما سوف يقوله بايدن...

عندما تنتفض الضحية لا تُسأل لماذا انتفضت، بل تُسأل لماذا تأخرت في الانتفاضة...

لقد صبر الفلسطيني حتى فاق صبره صبر أيوب، وصبر كل الانبياء...

لقد تحمل الفلسطيني حتى خلت المعاجم من كلمة تصف ما وصل إليه صبر الفلسطيني وقدرة البشر على التحمل...

إذا كان الإمام علي استغرب أن لا يخرج جائع على الناس شاهرا سيفه، فما الذي يمكن قوله عن مغتصبة تئن منذ ٧٥ عاماً ثم يطلب منها أشقاؤها وشقيقاتها الصبر ثم الصبر حتى... التطبيع الكامل

لم يفهم هؤلاء أن فلسطين عروسة الآلهة وليست مومسا لشذاذ الآفاق...

خرج بيان عن سلطنة عمان هو أضعف الإيمان، في حال صحته حين ينتقد ما فعله الأعراب في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق...

خطوة الإمارات في الإفراج عن المظلومين اللبنانيين في السجون هو خطوة في اتجاه الإقلاع عن أفعال السوء الكثيرة التي ارتكبها أبناء زايد...

تجميد السعودية لخطوات التطبيع ليست إلا النهاية التي كتبتها قبضات ثوار السابع من أكتوبر...

النظام الرسمي العربي خذل الفلسطينيين سنة ٤٨...

فكانت الانقلابات والثورات التي لم تنجح في فرملة الإنحطاط...

هذه المرة...

لن تسكت المغتصبة...

هذه المرة خرج الفلسطيني يقول للعالم أنه إما أن نعيش بكرامة أو إلى الجحيم بكل النظام العالمي...

في الستينيات والسبعينيات قام الفلسطينيون بخطوات ارعبت الغرب والعرب...

فقام هؤلاء لترويض البعض واغتيال البعض الآخر حتى كادت فلسطين أن تضيع...

هذه المرة،

قامت فلسطين...

هذه المرة، اليمن ينصر...

حزب الله ينصر...

إيران تنصر حتى لو لم ير بعضهم

كل هذه المناصرة...

لقد تجاوزنا مرحلة الخوف من أميركا...

العين بالعين والسن بالسن والتدمير بالتدمير...

من لا يصدق، فليجرب...

هذه المرة،

رجال بلادي قاموا...

"أولاد القحبة, لن تسكت مغتصبة..."


المصدر: موقع إضاءات الإخباري