إحتلال اليمن كان بتخطيط إسرائيلي وتنفيذ سعودي إماراتي
مقالات
إحتلال اليمن كان بتخطيط إسرائيلي وتنفيذ سعودي إماراتي
عدنان علامه
25 آذار 2024 , 07:48 ص


*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*

*أنتهت أمس السنة التاسعة للإحتلال الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي لليمن وتبدأ اليوم السنة العاشرة لهذا العدوان الكوني.*

*فالحركة الصهيونية تخطط على المدى البعيد بشكل دقيق جدًا وتعد مراحل الهدف المنوي تحقيقه؛ وتزيل كافة العقبات التي تهدد تنفيذه بشتي الوسائل.*

*وسأعالج في مقالي مثال على التخطيط الطويل الأمد، والأطماع التاريخية في باب المندب، كيفية إغراء السعودية بإعطائها جزيرتي تيران وصنافير وسرقة ثروات اليمن ومد إنبوب نفط للتصدير عبر بحر العرب. ومن ثم نفي شرعية هادي والأمر كله يتعلق بحرية ملاحة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب.*

*1- تخطيط الحركة الصهيونية العالمية الطويلة الأمد.*

*بتاريخ 30 آب/أغسطس 2022 وعلى مدار 3 أيام أحيا قرابة 1400 شخص من قادة الحركة الصهيونية والنخب السياسية تقدمهم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في العاصمة السويسرية بازل الذكرى الـ125 لانطلاق المؤتمر الأول للحركة الصهيونية، حيث تزامن ذلك مع ما يزيد على 74 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني وإقامة ما يسمى دولة إسرائيل.*

*ومع احتدام الصراع في فلسطين التاريخية وعجز قادة الدولة العبرية عن حسمه لصالح المشروع الصهيوني، وعودة مشروع التحرر الفلسطيني للواجهة مجددا وتصاعد وتيرة المقاومة الفلسطينية المسلحة اختار قادة إسرائيل العودة إلى قاعة "شتاتكاسينو" في بازل، حيث أطلق تيودور هرتزل الحركة الصهيونية ورؤيتها لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين.*

*فإسرائيل تركز كثيرا على الرمزية ولذا عادوا بعد 125 عاما إلى نفس الفندق وهذه المرة لإنقاذ إسرائيل من خطر الزوال.*

*2- الأطماع الإسرائيلية التاريخية في باب المندب والمؤمرات الإسرائيلية لإبقاء المضيق بأيدي حلفائها*

*1-2 خشية إسرائيل من رحيل المستعمر*

*وبينما كانت بريطانيا تستعد لمغادرة جنوب اليمن، بما في ذلك الجزر المحتلة ومنها ميون وسقطرى وكمران، سرعان ما تحركت تل أبيب مطالبةً لندن بالابقاء على احتلالها لجزيرة ميون/ بريم، المشرفة على مضيق باب المندب. وتذكر مصادر تاريخية أن بريطانيا استجابت للطلب الإسرائيلي الذي قدم مطلع العام 1967م، ورأت الإحتفاظ ببعض قواتها في جزيرة بريم، بحجة حماية عدن من أي إحتلال خارجي. وبحسب المصادر، فإن الكيان الصهيوني أبدى خشيته من تعرض الملاحة الإسرائيلية للخطر في حال خروج القوات البريطانية ورحيلها عن جنوب اليمن.*

*وجاء على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي، في 29 يونيو 1966م، القول: إذا سقطت جزيرة بريم (ميون) في أيد غير صديقة، فقد ينجم موقف خطير كما حدث في خليج العقبة وعلى نطاق أخطر، مطالباً بريطانيا بعدم الإنسحاب من الجزيرة والاحتفاظ بها حتى وضعها تحت الإدارة الدولية.*

*2-2محاولات تدويل باب المندب*

*شهدت تلك الفترة تحركات للدبلوماسية الغربية، وعلى رأسها البريطانية، تحاول تدويل قضية باب المندب، وتضغط في أروقة الأمم المتحدة بتحويل المضيق إلى مضيق دولي ووضعه تحت الإدارة الدولية. وفي تلك الأثناء، كانت بريطانيا تتفاوض مع الثوار في جنوب اليمن من أجل ترتيب خروجها من عدن، الأمر الذي دفع اليمن إلى رفض التحركات البريطانية الهادفة إلى وضع المضيق وجزيرة بريم تحت الإدارة الدولية، واعتبرت اليمن الشمالي وقتها أن تلك المحاولات تمثل انتهاكاً صريحاً لمبادئ القانون الدولي وخرقاً لميثاق الأمم المتحدة. وجاء في تصريح الحكومة اليمنية (22 يوليو 1967م) أنها تؤكد للرأي العالم العربي والعالمي أنها ستقاوم بشدة وصلابة كل محاولة تهدف إلى تدويل جزيرة بريم، وتستخدم حقها المطلق في الدفاع الشرعي عن أراضيها وسلامتها من التجزؤ والانتقاص.*

*3-2 تعاون إسرلئلي إماراتي لإطالة عمر الإحتلال الإماراتي لليمن.*

*تناولت تقارير إعلامية ما زعمه موقع استخباراتي دولي “Intel Lab” بأن الإمارات أكملت هذه الأيام، إنشاء قاعدة عسكرية وعدد من مدارج هبوط الطائرات في جزيرة “عبد الكوري” بالقرب من جزيرة “سقطرى” التي تقع في خليج عدن، القريبة من مضيق باب المندب."*

*3- الضغط الإسرائيلي لتحويل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية.*

*"احتلت إسرائيل جزيرة تيران عام 1956 ضمن الأحداث المرتبطة بالعدوان الثلاثي ومرة أخرى في الأحداث المرتبطة بحرب 1967 وانسحبت منها عام 1982 ضمن اتفاقية كامب ديفيد. بعد الانسحاب الإسرائيلي عادت الجزيرة إلى الحماية والإدارة المصرية ويتواجد بها حالياً قوات دولية متعددة الجنسيات بحسب إتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ووقوعها في المنطقة ج.*

*وهذا يثبت ملكية مصر لجزيرتي تيران وصنافير*

*1-3 تنفيذ الوعد الإسرائيلي بنقل ملكية الجزيرتين إلى السعودية كهدية بعد عدة أيام من تنفيذ العدوان على اليمن وإحتلال إجزاء واسعة من أراضيه.*

*"تيران وصنافير هما جزيرتان تقعان في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وهما في خضم انتقالهما من التبعية لمصر لتصير للمملكة العربية السعودية بناءً على اتفاقية تعيين الحدود البحرية الموقعة بين البلدين في 8 أبريل 2016 والتي أقرت بتبعية الجزيرتان للمملكة العربية السعودية. وذلك بالتوازي مع جدل واسع حول السيادة على الجزيرتين بين البلدين ومعارضة شعبية في الشارع المصري وأمام القضاء. وبإتمام التصديق على الاتفاقية ونشرها يتبقى فقط تبادل كلا البلدين رسائل التصديق، ومن ثم تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ، ثم يتم إخطار الأمين العام للأمم المتحدة وفقاً لأحكام المادة 102 من ميثاق الأمم المتحدة. ولم يعلن حتى اليوم تاريخ تسليم الجزر من مصر إلى السعودية وكانت مصادر لم تكشف عن هويتها قالت لصحيفة مصرية أن التسليم لن يكون بمراسيم"*

*وبإنتقال الملكية من مصر إلى السعودية حققت إسرائيل هدفين في آن واحد؛ اولًا :أصبحت المياه في خليج تيران مياهًا دولية وبالتالي ألغت التفتيش المصري لسفنها.*

*ثانيا: كسبت إسرائيل ثقة السعودية لأنها تفي بإلتزاماتها.*

*وأدّعت السعودية بأن الجزيرتين كانتا أمانة بيد مصر منذ 1950.*

*لا يوجد أي شرعية لعبد ربه منصور هادي بعد تاريخ 26 شباط/فبراير 2014.*

*إقتطفت لكم المقطع الأخير من خطاب عبد ربه منصور هادي في مراسم التسلم والتسليم بينه وبين الرئيس السابق علي عبد الله صالح بتاريخ 27 شباط/فبراير 2012 : "وكل ما أتمناه أننا ننفذ كل ما ورد في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وأن نجتمع بعد عامين في هذه القاعة نودع قيادة ونستقبل قيادة".*

*أنا اليوم بهذا الشكل الذي يعتمل أتمنى أنه بعد عامين أوقف في مكان علي عبدالله صالح ويوقف الرئيس الجديد مكاني وكل طرف يودع الثاني وهذه هي سنة الحياة في التغيير."*

*وقد إتخذت إسرائيل قرار العدوان على اليمن بذريعة دعم شرعية لا وجود لها؛ وقد نفذت السعودية والإمارات بالإستعانة مع دول تحالف العدوان بإحتلال اليمن خدمة لإسرائيل ونيابة عنها لتلافي مقاومتها من معظم شعوب الدول العربية لو نفذت إسرائيل العدوان علي اليمن بنفسها. وكل ذلك مقابل نهب الإمارات والسعودية ثروات اليمن من نفط وذهب ومهتلف المعادن؛ ووصلت سرقة الإمارات اَإلى سرقة الكثير من انواع الثروات الحرشية والطيور والأسماك من جزيرة سقطرى.*

*4- الخطط البديلة في حال منعت حرية الملاحة في باب المندب*

*1-4 إسرائيل تسوق نفسها بمشروع سكة حديد إقليمية*

*وصل وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 مباشرة بعد زيارة نتنياهَو المفاجئة لسلطنة عمان؛ وعرض في سلطنة عمان تفاصيل مشروع الربط عبر سكك الحديد مع دول الخليج (رويترز).*

*وعرض وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس في سلطنة عمان، مشروعا لخط سكة حديد يربط بلاده والبحر المتوسط بالدول الخليجية ومنها السعودية، بحسب تأكيدات صدرت من مكتبه.*

*وألقى الوزير الإسرائيلي كلمة خلال مؤتمر للاتحاد الدولي للنقل البري الذي بدأ أعماله في عمان، وعرض خلالها خطته "لإرساء السلام الإقليمي" الذي سيسمح -بحسب الإعلام الإسرائيلي- للسعودية مثلا بأن تحصل على منفذ مباشر على البحر المتوسط بالقطار.*

*وينطلق الخط من ميناء حيفا مرورا بمدينة بيسان في الأغوار، ومنها عبر معبر الشيخ حسين إلى مدينة إربد الأردنية، وصولا إلى السعودية والخليج.*

*وكان الوزير الإسرائيلي ذكر الشهر الماضي أنه عرض مشروعه على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقاءات حكومية، مؤكدا أن الحكومة الألمانية تدرس باهتمام مشاركتها في المشروع.*

*وقد إعتمدت قيادة تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات المعايير الإسرائيلية المعتمدة في إحتلالها لأي بقعة جغرافية :-*

*1- قصف وتدمير وحشي للبنى التحتية ( تفجير قنبلة "أم القنابل" في جبل عطان .*

*2- إرتكاب المجازر بدم بارد وهناك معلومات بأن المنفذين كانوا من الطيارين السابقين الذين خدموا في سلاح جو الكيان المؤقت ( الصالة الكبرى، باص سوق ضحيان، المدارس، ودور الأيتام…… وألخ).*

*3- فرض الحصار المطبق على كافة المتافذ البرية البحرية والجوية*

*4- تدمير ممنهج للمستشفيات ومحطات الماء والكهرباء والإتصالات.*

*5- إستعمال سياسة التجويع ومنع الغذاء والدواء عن السعب اليمن وقد عانى أكثر من 40 مليون يمني الجوع.*

*وقد كشف العدوان على اليمن العلاقات السرية بين الإمارات والسعودية وإسرائيل.*

*ولا يوجد شخص أدرى بهذه العلاقات السرية أكثر من الرئيس ترامب؛ ولأول مرة يعترف الرئيس ترامب بوجود علاقات متينة بين السعودية و"إسرائيل"، وليس هذا فحسب؛ بل فجَّر مفاجأة مدوية حين صرح بشكل رسمي، الثلاثاء (23 أكتوبر 2018 )، بأن "السعودية ساعدتنا كثيراً على الصعيد الإسرائيلي"، دون أن يُدلي بمزيدٍ من التفاصيل.*

*وبحسب موقع "كان" العبري، الذي أورد الخبر صباح الأربعاء (24 تشرين الأول/ أكتوبر 2018)، قال ترامب، تعليقاً على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي: "إن السعودية حليف عظيم بالنسبة للولايات المتحدة وأحد أكبر المستثمرين، وربما الأكبر، وساعدتنا كثيراً في دعم إسرائيل".*

*وعاد ترامب ليصرح للصحافيين، اليوم الخميس 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، في نفس السياق بالقول إنه "لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة كبيرة"، دون مزيد من التفاصيل.*

*فهذه التصريحات كشفت فعلياً تعاظم كرة العلاقات المتدحرجة بين "إسرائيل" والمملكة في عهد ولي العهد محمد بن سلمان، لكنها أثارت معها الكثير من ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة، خاصة أن الفلسطينيين ينظرون إلى بن سلمان باعتباره عراب "صفقة القرن" الأمريكية، ودائماً ما توجَّه إليه أصابع الاتهام بلعب "دور مشبوه لتصفية القضية الفلسطينية".*

*وقد اثبتت الأحداث وخاصة في مجلس الأمن بأن الإمارات أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم؛ وخاصة في صياغة القوانين لصالح دول العدوان.*

*وقد تفاخرت الإمارات بأنها أول دولة "عربية" كسرت الحصار لتأمين المواد الغذائية والفواكه لإسرائيل بالرغم من الحصار الذي فرضه اليمن.*

*بينما تفاخر اليمنيون بفرض الحصار على كافة السفن التي تحمل الجنسية الإسرائيلية أو السفن الأجنبية التي تحمل بضائع إلى إسرائيل بالوصول إلى الموانئ الإسرائيلية عبر باب المندب والبحر الأحمر ختى ترفع إسرائيل الحصار عن شعب غزة وتوقف عدوانها عليه.*

*فحاولت السفن الإسرائيلية والسفن الأجنبية التي تحمل بضائع إلى الموانئ الإسرائيلية الإلتفاف والإبحار نحو المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح؛ فجاء القرار التاريخي َللقيادة اليمنية بإستهداف تلك السفن في المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح بالرغم من المسافة الي تفصل بين اليمن ورأس الرجاء الصالح والتي تيلغ مسافة 6391 كلم وقد تم إصابة عدة سفن سفن تجاهلت التحذيرات اليمنية.*

*فهذا الإعلان يؤكد حيازة اليمن على صواريخ دقيقية فرط صوتية؛ وهو تطور ملفت ومفاجئ. وننتظر الموقف الحاسم من قائد المسيرة والثورة في خطبتة لنعرف الموقف الفصل وخاصة في إعلان نتنياهو الواضح في إستمراره في تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية ونيته على إقتحام رفح.*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*25 آذار/مارس 2024*

المصدر: موقع إضاءات الإخباري