كتب الأستاذ عبد الحميد كناكري خوجة: ستبقى إيران الرقم الصعب
مقالات
كتب الأستاذ عبد الحميد كناكري خوجة: ستبقى إيران الرقم الصعب

العزاء للأمة العربية والإسلامية ولجميع أحرار العالم

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

”ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتا بل أحياء عند ربهم يرزقون.... (آل عمران 169)

”ولاتقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لاتشعرون“. (البقرة 154)

” ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون (آل عمران)

صدق الله العظيم

لقد أخبرنا الحق سبحانه عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم

من خلفهم ويستبشرون بنعمة من الله وفضل وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه أحدها أنهم عند ربهم يرزقون وإذا كانوا أحياء فهم يتلاقون.

(كلما إزداد التكالب والتآمر على إيران كلما إرتفع مؤشر إحترامها وتقديرها والإصطفاف بجانبها وازداد اليقين لدى عشرات الملايين بأنها صاحبة الخطوات المشرفة والمواقف المشرقة وأنها تسير على النهج القويم الشيء الذي بدأت تدركه معظم الشعوب العربية والإسلامية وعلى الرغم من لوعة ومرارة الآسى برحيل تلك الكوكبة من الشهداء الأبرار الذين ساروا على نهج وخطى من سبقهم على هذا الدرب من جبال شامخة كالحاج قاسم سليماني وغيره من أولائك القادة)

إن العدوان الغادر الذي إستهدف مبنى قنصلية جمهورية إيران الإسلامية في دمشق عصر يوم الإثنين 1/4/2024 الموافق ل 22 رمضان الشهر المبارك الذي نعيش أيامه وأجواءه.. هذا العمل الإجرامي الذي يحمل بصمة الشيطان الأكبر والذي نجم عنه إرتقاء كوكبة من الشهداء إلى الملأ الأعلى...

أولائك الشهداء الأبرار الذين إجتمعوا على مأدبة إفطار في هذا اليوم الفضيل الموافق للعشر الأواخر من رمضان

وجمعته الأخيرة المصادفة لليلة خير من ألف شهر...

إن هذا العمل الإجرامي التي قام به طيران

الإحتلال الصهيوني ضد منشأة ذات سيادة وحصانة دولية

يعبر عن إنتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداء سافر

على سيادة البلدين سورية وإيران.. حيث يأتي سببا للهزائم المتلاحقة والخسائر الفادحة التي تكبدها و يتكبدها هذا المحتل فوق تراب غزة كما يأتي ليؤكد محاولة المتربعين على كراسي تل أبيب الحصول على صورة نصر وكبرهان قاطع على فشل قوات هذا العدو أمام العزيمة والإصرار وصمود المقاومة بكافة

جهاتها وجبهاتها...

(محمد رضا زاهدي.. محمد هادي حاجي رحيم..

حسين أمان..مهدي جلالاتي.. علي آغا بابائي..

سيد علي صالحي روز بهاني.. محسن صدقات).

كوكبة من شهداء أبرار إرتقوا إلى العلى فاحت رائحة عطر دمائهم الذكية بمكان إستشهادهم وهم صائمون وفي هذه الأيام المباركة العشر الأواخر من شهر الرحمة والغفران رمضان...

كيان متغطرس لايعترف بأية قوانين دولية يقوم بكل شيء مناف للإنسانية لتحقيق مايريد..

إن الهدف من هذا العمل الإجرامي الغادر هو المحاولة لجر المنطقة إلى أتون حرب إقليمية لاتحمد عقباها وسيخرج منها هذا الكيان الخاسر الأول دون أدنى شك.. ويجب على إسرائيل أن تتحمل تبعات إجرامها وعربدتها عاجلا أم آجلا..

إنتهاك صارخ لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية

وفعل مجرم ضمن القوانين الدولية كافة..

وتأكيد على أن إسرائيل دولة إرهابية لاتقيم أية

وزن للقانون الدولي.. إرهاب دولة منظم.. كما يأتي هذا العمل الغادر أيضا

لتوسيع دائرة عدوانها والهروب من فشلها في غزة..

لقد أكد موقع دزون الروسي” أن رد طهران على إستهداف قنصليتها في دمشق سيكون مبتكرا وعمليا

ومتوازنا حيث أن طهران ستستغل ثغرات في دفاع الإحتلال ونقاط ضعفه الكثيرة التي باتت معلومة..

كما نقل الموقع أن دويلة الإحتلال قد تجاوزت كل

الخطوط بل أنها تنتحر“. خاتما تصريحه.

إن دماء الشهداء الأبرار الذكية ستزيد المقاومة إصرارا على مواجهة هذا العدو المتغطرس.. حيث بات لزاما على مجلس الأمن الدولي عقد جلسة عاجلة طارئة لمناقشة هذا الهجوم الإرهابي الشنيع الذي طال المنشآت الدبلوماسية الإيرانية في دمشق..

إنتهاك سافر لأمن وسلامة تلك البعثات وتعريضها للخطر..وبات حق مشروع لطهران وكأية دولة أن تحتفظ بحق الرد في المكان والزمان الذي تجده مناسبا فالعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.. ولن تمر تلك الجريمة النكراء دون عقاب ودون أن ينال هذا الكيان اللقيط جزاء ما اقترفت يداه...

عدوان يتماهى أيضا مع المجازر الصهيونية في قطاع غزة والعدوان على لبنان واليمن وبغداد.. ومهما إرتكب هذا الكيان من إجرام مدعوما من حكومة الشيطان الأكبر وبعض حكومات الغرب فمن غير المستطاع حماية هذا المسخ والورم السرطاني من المصير الأسود الذي ينتظره وهو زواله من الوجود..

حيث يسعى العدو للخروج من مأزقه الداخلي والعزلة العربية والإسلامية والدولية آخذا الأمور نحو تصعيد

غير مسبوق تسقط معه جميع المحرمات.. يجب أن تفهم حكومة تل أبيب أنها تضع هذا الكيان المؤقت

على حافة الهاوية فلن تجلب له وللمنطقة سوى حرب

مفتوحة لن يخرج منها بأي إنتصار..

لم تكتفي حكومتا الشيطانين الأكبر والأصغر من محاولة تسريب عناصر وإيديولوجيات الفوضى الخلاقة والعبث بأمن إيران تلك المحاولات التي باءت بالفشل بفضل وعي وتماسك الشعب الإيراني وإدراكه لما يحاك ضده من مكائد ومؤامرات.. بل تحاول تلك الحكومات أيضا التسبب في فوضى أكبر وأشمل على امتداد الوطن العربي...

ومنذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي المطالب بوقف

فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان ورغم مثولها

أمام محكمة العدل الدولية بتهمة إرتكاب إبادة

جماعية بحق خدج ورضع وركع ورتع غزة لم ترتدع

ولم تنصاع حكومة تل أبيب تلك الحكومة النازية الفاشية لتلك القرارات..

كما بات واضحا ضلوع أزلام وعملاء أجهزة إستخبارات الشيطانين الأكبر والأصغر في سلسلة

الجرائم المتتالية كغتيال الشهيد سليماني في مطار بغداد وعماد مغنية وغيرهم من قادة ناصروا ودافعوا

عن راية الحق والعدل مرورا بجريمة كرمان الإرهابية واستهداف حفل تخرج ضباط الجيش العربي السوري وذويهم من قبل الجيش السوري الحر المعارض.. هذا الجيش العميل وتوابعه من تنظيمات تكفيرية إرهابية بشتى مسمياتها.. وعملية كروكوس الدموية في صالة أفراح في العاصمة الروسية (موسكو) التي أودت بحياة أزيد من 130 مواطنا بريئا جلهم نساء وأطفال... وغيرها من عمليات إرهابية وماشهدته القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق مؤخرا من عمل إجرامي شنيع منبوذ من كافة الأعراف والمواثيق الدولية الدينية الإجتماعية والقانونية... حيث بات واضحا جليا

تواطؤ وعمالة التنطيمات التكفيرية الدموية التي تستهدف الأراضي السورية والإيرانية...

وارتباطها بأجهزة الإستخبارات الصهيو أمريكية غربية التي تشرف عليها وتدربها وتغدق عليها الأموال وتحركها وقت وكيف وأين تشاء... لقد أتت تلك

العمليات القذرة كعملية كروكوس وحمص وحلب ودمشق متزامنة...ومهما حاول هذا العدو الخسيس وبكيده الخبيث أن يضرب هنا وهناك فلن تألوا معظم دول وشعوب العالم العربي والإسلامي وحتى غير الإسلامي جهدا للوقوف بجانب طهران ودمشق ولو كره المعتدون والمنافقون والشامتون.. فكلما إزداد الحديد طرقا كلما إزداد صلابة... ولن يثني هذا العدوان وما سبقه من عدوان تلك الدول على المضي قدما في مسيرتها ونهضتها ولن تغير مواقفها المشرفة المناصرة للقضايا العادلة...

سيبقى سيف الحق قاطعا ناحرا بتار متصديا للقتلة

للمحتلين وعملائهم من خونة ومرتزقة خبثاء وأشرار... ولن تزيد تلك العمليات الإجرامية القذرة سوى التزاحم والتراحم والتلاحم بين قيادتي وجيشي وشعبي البلدين إيران وسوريا..

بات واضحا أيضا أن كل من يعادي دول المحور والتصدي والممانعة... يكون عميلا للكيان الغاصب بشكل مباشر أو غير مباشر... وستبقى دمشق وطهران شقيقتان وبمثابة توأمان متلاحمتان متكاتفتان في كل وقت وفي كل زمان وستبقى العزيمة وسيزداد الإصرار والإيمان..وستبقى حادة كالفولاذ مخالب ومناقير النسور والصقور ضد الخفافيش والغربان...وسيبقى حب كلا البلدين يسري كالدم في الشريان برغم أنف بعض المتآمرين العربان..كما سقط وسيسقط الرهان وآن الآوان لرحيل هذا الكيان وإن إستغرق بعض الوقت والزمان وسيبقى الوطن مصان وعلى الرغم من كثرة الشهداء الملفوفين بالأكفان فلا مكان للجبناء والعملاء بائعي النخوة والشرف في الجنان... سيدفع الثمن أولائك الخونة الذين أدخلوا المحتلين لوطنهما لمدعومين من الصهاينة والأمريكان ولامكان لشرخ أو شق بين الشقيقتان دمشق وطهران... مهما حاول المجرمون الحاقدون توجيه سلاح الغدر والعدوان...

ونهاية لمقالي هذا وكما فعلت معظم الدول العربية والإسلامية والدولية أتقدم إلى قيادة الجمهورية الإيرانية ولشعبها ولذوي الشهداء الأبرار بأحر التعازي بإرتقاء تلك الكوكبة المباركة..

من شهداء إرتقوا إلى العلا نتيجة العمل الإرهابي الغادر التي قامت به طائرات هذا الكيان اللقيط..

هذه الغدة الخبيثة وهذا الورم السرطاني المحتل لفلسطين والمدنس للمسجد الأقصى المبارك... سائلا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين الذين سقطوا في طريق تحرير أرض الرياحين فلسطين من دنس ورجس الإحتلال راجيا أيضا أن يمن الله على هذه البقعة المباركة بالحرية والتحرير...

كاتب قاص مجاز دوليا وفنان وطني شامل  

المصدر: موقع إضاءات الإخباري