اعذرونا يا أبناء غزة .. إن دماءكم رخيصة في زمن العرب الأسود!!!
مقالات
اعذرونا يا أبناء غزة .. إن دماءكم رخيصة في زمن العرب الأسود!!!
حسين المير
5 نيسان 2024 , 05:53 ص


شاءت الأقدار وللأسف أن لا تقع غزة على حدود سوريا

لتكون بجوار مصر وعلى حدودها وهيٍَّ البوابة الوحيدة

والطريق العربي المفتوح على قطاع غزة .

وذلك بفعل وتخطيط من المستعمر الذي قسّم سوريا الكبرى الطبيعية إلى دويلات صغيرة بعد أن كانت دولة

كبيرة تسمى بلاد الشام لكن قدر فلسطين وغزة أن تقع

على حدود مصر أكبر دولة عربية ولها وزنها وثقلها في زمن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ولو كان موجود

في زمننا هذا لما تجرأ أحد أن يمس بسوريا أو يقوم بحصار غزة ويشارك في اكبر عدوان ينفذه جيش الاحتلال الصهيوني بحق أبناء غزة ويساهم بموت أبناءها جوعاً وحصاراً فيمنع عنهم الهواء والدواء والغذاء .!!!

هذا مايفعله النظام الحاكم فى مصر إرضاءً لأسياده في

واشنطن وتل أبيب وحكام التطبيع في الخليج .

ولو كانت حدود غزة مع سوريا الجريحة لما حل فيها

ماحل فسوريا ما كانت لتتركها وحيدة في الميدان تمدها بالسلاح والغذاء والمواد التي تساعدها على الاستمرار في الصمود والنصر حتى نهاية الحرب والعدوان لذلك نقول لغزة اعذرونا يا أبناء غزة فهذا قدركم .

سوريا التي تدفع ثمن وقوفها مع فلسطين والقضايا العربية المحقة وتدفع ثمن وقوفها مع محور المقاومة والانتصار الذي يدافع عن فلسطين ويتبنى مشروع تحرير القدس والأقصى وكل حبة تراب من أرض فلسطين العربية ويقدم الدماء والتضحيات والشهداء

كرمى لعيون القدس والأقصى الذي وعد سيد المقاومة

السيد حسن نصر الله أن يصلي في القدس بعد التحرير

القادم بعون الله .

سوريا ظهر المقاومة وسند المقاومين لم تتخلى يوماً عن لبنان ومقاومته الباسلة التي تدفع الأثمان الغالية

منذ ستة اشهر وتقدم الشهداء على طريق القدس ومازالت قوافل الشهداء مستمرة حتى تتوقف الحرب والعدوان على غزة .

سوريا التي قدمت كل الدعم للمقاومة اللبنانية أثناء

المعارك التي خاضها رجال الله المقاومين وتمكنوا من طرد الجيش الصهيوني من جنوب لبنان وتحرير الأرض

وهيَّ كذلك وقفت إلى جانب المقاومة والشعب اللبناني

في حرب وعدوان تموز عام ٢٠٠٦ وشاركت في الإنتصار وهزيمة العدو .

فكل ذلك الثبات والقوة التي تمتلكها المقاومة في لبنان

بفضل وقوف سوريا إلى جانبها ومازالت لحد الآن .

لذلك نقول لأهل غزة اعذرونا فأنتم محاصرون من أقرب الناس إليكم .. مصر التي كان العرب يتغنى بعروبتها ويفتخر برجالها وقادتها ومواقفها الثابتة والقوية حيال القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين .

أما الآن فمصر تشارك بالحصار ومتورطة بسفك

دماء أطفال غزة ونساءها وشيوخها .

أين الشعب المصري الذي كان يتظاهر وينزل إلى الشوارع ويغضب للقضايا العربية ؟؟

أين الناصريين ودورهم في هذه المعركة والقتل والإبادة الجماعية بحق الأطفال والشعب الفلسطيني في غزة .

وكأن الشعب فقد الإحساس والوطنية والعروبة منذ

اتفاقية كامب ديفيد التي ابرمها السادات مع كيان الإحتلال الصهيوني ومنذ وطأت قدميه أرض فلسطين المحتلة .

أين ذلك الشعب الذي نزل إلى شوارع مصر بالملايين

زمن جمال عبد الناصر يدافع عن الأمة العربية !!!

هذا الشعب الذي كنا نفتخر برجولته وقوته وصوته العالي وإنتمائه العروبي والقومي .

أين الملايين التي تظاهرت في الساحات لإسقاط محمد حسني مبارك وأسقطته .؟؟

أين الملايين التي نزلت إلى الشوارع وأسقطت محمد مرسي .. لماذا لا يخرجون الآن نصرةً لأطفال غزة

التي تقتلهم صواريخ الحقد الأمريكية .

لماذا لا يتظاهرون دفاعاً عن فلسطين وفتح معبر رفح

وفك الحصار عن الشعب المحاصر الذي يموت جوعاً .

اعذرونا يا أبناء غزة .. فسوريا وشعبها ماكانوا يتخلون

عنكم لو كنتم على حدودها ولن يتركوكم محاصرين

تموتون جوعاً ومرضاً وقصفاً بطائرات العدو .

أكثر من ستة أشهر والعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي يشاهدون المذابح وجرائم القتل والإبادة التي يتعرض لها أبناء غزة ويشاهدون البيوت السكنية كيف تدمر على رؤوس ساكنيها يرون ويسمعون ولا يحركون ساكناً .!!

فهل ماتت النخوة العربية وأين الغيرة والحمية ..

هل بات الدم الفلسطيني رخيصاً حتى ينزف بهذا الشكل

التاريخ سيسجل أن العرب تخلوا عن غزة وتركوها لمصيرها تقتل نساءها وتذبح أطفالها وتدمر بيوتها

التاريخ سيذكر كل المتخاذلين والمتآمرين والخونة ومن باع غزة وفلسطين كرمى لعيون سيده الأمريكي وبقاءه

في الحكم .

لكن محور المقاومة المتمثل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق وسوريا واليمن ولبنان .

لن يتخلوا عنها مهما كانت التضحيات والدماء والشهداء إن كان على جبهة اليمن المحاصر من دول التطبيع الخليجي أو حتى سوريا الجريحة المحاصرة التي تتعرض يومياً لإعتداءات صهيونية مستمرة .

لوقوفها مع فلسطين وشعب فلسطين .

سوريا الأبية التي لن تتخلى عن دورها في المنطقة ومواقفها الثابتة تجاه كل القضايا المحقة لا سيما القضية الفلسطينية والتي بسببها تدفع سوريا كل هذه الأثمان من حصار ودمار وقدمت الكثير من الشهداء ومازالت تمضي على طريق الحق الذي اختارته ولن تتخلى عنه ولو تخلى عنه العالم كله ولمن يريد من سوريا ترك فلسطين والأقصى والقدس واللحاق بمحور

التطبيع والعمالة والخيانة تقول له .. هيهات .

حسين المير

سوريا  

المصدر: موقع إضاءات الإخباري