كتب الأستاذ عبد الحميد كتاكري: يوم القدس العالمي
مقالات
كتب الأستاذ عبد الحميد كتاكري: يوم القدس العالمي

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات

من الهدى والفرقان“ البقرة (185)

تأكيد صريح من الحق سبحانه أن القرآن الكريم قد أنزل في شهر رمضان المبارك...

” إنا أنرلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين“(الدخان3)

الليلة المباركة بالإجماع هي ليلة القدر العظيمة والتي

تبدأ في الأيام الأخيرة للأسبوع الرابع للشهر الفضيل

“ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة

فاسعوا إلى ذكر الله“ (سورة الجمعة 9)

إشارة أيضا على مكانة يوم الجمعة في القرآن الكريم..

الإهتمام الواسع الذي توليه إيران بالقدس وبالمسجد الأقصى المبارك لعله وعساه سببا يعود لتعبدها بألفاظ القرآن الكريم وامتثالها لأحكامه ولكلام الله الذي لا كلام فوقه وتطبيقها للشعائر الإسلامية بعد نجاح ثورتها الإسلامية سنة 1979.

فالتعبد في ألفاظ القرآن هو الخضوع والخشوع والتذلل... وبماذا يكون الخشوع والخضوع والتذلل؟ يكون بطاعة المعبود والإنقياد له مع المحبة... والتعبد في اللغة العربية (هو التذلل والخضوع والإنقياد)

قوله سبحانه في سورة المزمل (الآية 20)

“فاقرأوا ماتيسر من القرآن“ ذكرت في المقالات السابقة الآيات العطرات التي خص الله بها الأقصى المبارك بشكل صريح وبشكل غير صريح... فالذين أوتوا العلم يدركون الحقائق أكثر والدليل قوله تعالى في سورة (الزمر 9) (”قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون“) حيث يعلم العارفون كم للقدس وللمسجد الأقصى المبارك من مكانة عند الحق سبحانه هذا المسجد الذي يعتبر قبلة المسلمين الأولى وبالدلائل...

(يوم القدس العالمي) هو يوم أطلق صيحته حجة الإسلام الخميني بتاريخ السابع من أغسطس سنة 1979 أي بعد أربعة أشهر من إنتصار الثورة الإسلامية على نظام العمالة المتمثل بالشاه محمد رضا بهلوي... هذا الشاه الذي كان على علاقة وطيدة مع دولة الإحتلال الصهيوني...

لقد كان يوم الحادي عشر من شباط سنة 1979(يوم إنتصار الثورة) بمثابة عيد أدخل الفرح والسرور والبهجة على قلوب الإيرانيين.. اليوم الذي تم به تمزيق العلمين الأمريكي والسرطاني الصهيوني واستبدالهما بعلمي جمهورية إيران الإسلامية وفلسطين...السفارة الفلسطينية التي كانت في عهد الشاه المخلوع سفارة للكيان الغاصب واستبدلت بعد الإنتصار بسفارة لدولة فلسطين بأوامر وبتوجيهات مفجر الثورة الذي إقتلع المصالح الإستكبارية من جذورها...

هذه السفارةالجديدة التي إستلم مفتاحها الرئيس محمد ياسر عرفات أبو عمار من يد قائد الثورة شخصيا...

ومن خلال الوقائع والحقائق الملموسة منها والمحسوسة نستشعر مرة أخرى سببا لهذا الإهتمام بفلسطين والمسجد الأقصى سواء من جانب قائد الثورة الإسلامية حجة الإسلام (الخميني) أو من جانب رافع راية تلك الثورة حجة الإسلام السيد علي خامنئي لعله سببا يعكس إهتمام إيران بالشريعة الإسلامية وتعبدها بآيات الذكر الحكيم القرآن الكريم

فلسطين هذا الأرض التي ألبسها الله ثوب الهيبة وحباها بنعم كثيرة وجمال منقطع النظير .. عرجت عبر الأيات والنفحات الإيمانية مستنشقا عطرها وعبيرها الروحاني الذي يحمل بصمة هذه البقعة المباركة التي إختارها الله لتكون أرض الرسالات ليبعث عليها أغلب الأنبياء والرسل لتكون أيضا أرضا للمحشر آخر محطاتنا على كوكب الأرض كما انطلقت منها أعظم رحلة سجلت في تاريخنا البشري

(الإسراء والمعراج) متوجا الحق سبحانه هذا التكريم ليكون دليلا دامغا وشاهد أبديا على عظمة هذه البقعة الطاهرة من الأرض ورفعتها وسمو وعلو شأنها.

إن عملية طوفان الأقصى وما تشهده الأرض الفلسطينية المغتصبة من قبل العدو الصهيوني من إعتداءات إجرامية وحرب إبادة أعادت القرآن الكريم إلى الواجهة وإلى صدارة الأحداث العالمية وملأت عشرات الملايين من الآذان والأسماع والأبصار وأصبحت الشغل الشاغل لعقول الناس في معظم أصقاع الأرض مؤكدة قوله تعالى” يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون “. فبعد معاناة أهل غزة المظلومين والصامدين صمود الجبال الشامخات وبعد ماجرى ومازال يجري من عدوان همجي واعتداءات صارخة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل خاص وفي ربوع فلسطين بشكل عام لم يعد القرآن يتلى ويرتل ويجود فحسب بل أصبح معيارا يمكن الرجوع إليه حتى في التحليل السياسي وللتعريف عن إصطفافات دولية جديدة بدأ نجمها بالتوهج... ومن خلال قوله تعالى في افتتاح سورة الممتحنة” ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق”. حيث تشعرنا هذه الآيات القرآنيات وكأنها نزلت للتو بعدما تداول السواد الأعظم عبر منصات ومواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو يظهر من خلاله تعبير المحبة والمودة وتبادل القبلات بين بعض المسلمين وبعض الحاخامات في دولة خليجية كذلك الأمر الذي حدث أيضا في عاصمة مملكة مجاورة لبلد المليون ونصف المليون شهيد.. هذه المملكة التي لم تكتفي بتوقيع إتفاقية التطبيع مع هذا الكيان المحتل لفلسطين والمرتكب لأبشع المجازر التي يندى لها الجبين بحق الفلسطينيين والمدنس لمقدساتهم الدينية الإسلامية والمسيحية على حد سواء... بل ذهبت إلى أبعد من ذلك ومع الأسف الشديد إضافة لحكومة مملكة عربية أخرى جعلت من أراضيها مزارع خصبة للقواعد الأمريكية التي تمد طائرات وآليات ومدافع الجيش الإسرائيلي بالمؤن وبالأسلحة والذخائر التي تفتك بأبناء الشعب الفلسطيني وتقطع أوصاله حيث تعتبر أمريكا الشريك الأول بجرائم حرب الإبادة ضد خدج ورضع ونساء وشيوخ ورجال قطاع غزة..

أين هي مزاعم التمسك بالإسلام وقد رأى السواد الأعظم من المسلمين قبل غيرهم..

كيف يمد الأعراب أياديهم مصافحين يد هذا العدو الملطخة بدم أشقائهم في العروبة والإسلام عاقدين مع هذا العدو أيضا الصفقات بأنواعها ؟! أين الحرص أيضا على الأماكن الإسلامية المقدسة؟! حيث أضحوا ولو بطريقة غير مباشرة مشاركين للكيان المجرم في تدنيس الأقصى وغيره من الأماكن الإسلامية وفي قتل وذبح وإبادة وتشريد وتهجير وترويع وتجويع شعب هذا القطاع الصامد... لم يعد يخفى على السواد الأعظم من الشعوب العربية والمسلمة وغيرها أن الداعم الحقيقي للقضية المركزية هي طهران والجزائر ودمشق وبيروت وبغداد وصنعاء.. هذا الخط الذي يعود فضل دعمه وإنشائه وتأسيسه لطهران التي تتزعم هذا المحور... محور الخير ضد محور الشر....

ومن جانبها وإلتزاما منها بنهج زعيمها الراحل هواري بومدين ومقولته الخالدة” نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة“ لازالت الجزائر تبذل أقصى الجهود وبشتى الطرق لوقف المعاناة الكبيرة للفلسطينين..

كما رفع كلا البلدين الجزائر وطهران راية القضية الفلسطينية عاليا إلتزاما منهما بنهج القرآن والتعبد بألفاظه العطرة الأمر الذي كان سببا بتوهج جذوة المقاومة البطولية أكثر... تلك المقاومة البطولية التي تخوض وتسطر أروع أنواع الملاحم في سبيل إسترجاع الحقوق المغتصبة في فلسطين..

ومن باب الرد على أولائك الذين يحاولون الإساءة لسمعة طهران... عازفين على الوتر الطائفي قصد تشويه سمعة هذا البلد العريق الذي لم يعرف الكلل ولا الملل في دعم القضية التي إعتبرتها طهران قضية دينية ضميرية وجدانية وطنية وفرض وواجب على جميع الدول الإسلامية... أوضح وأبين كم للقرآن الكريم من مكانة عند الجانب الإيراني...

حيث دأبت الأبواق العميلة المأجورة وكعادتها وبتحريك وبأوامر من أسيادها أجهزة الإستخبارات الصهيوأمريكية غربية محاولين تلطيخ وتشويه سمعة طهران زاعمين أن إيران لاتلتزم بالإسلام ولا بالقرآن( على حد زعمهم) وما إلى ذلك من حجج واهية ودعايات زائفة نافثين سمومهم قصد الإساءة وبكافة الطرق التي تعبر عما تكنه صدورهم من حقد ضد هذا البلد بسبب مواقفه المشرفة تجاه قضايا التحرر المحقة والعادلة في العالم عموما وفي فلسطين بشكل على وجه الخصوص..

وفي معرض الرد على تلك الإفتراءات والمزاعم والإدعاءات المفبركة أركز على هذا الجانب الخاص بالقرآن الكريم ومكانته في إيران.. هذا البلد الذي يلتزم ويراعي مختلف الجوانب المتعلقة بالحياة القرآنية والذي يعتبر القرآن الكريم مرجعه الدائم... تلك الرعاية المتمثلة باستضافة مقرئي ومرتلي ومجودي القرآن من معظم الدول العربية الإفريقية الأسيوية والعالمية ودعوتهم واستضافتهم في إيران وعقد مسابقات أجمل التلاوات والقراءات وتكريم المتحصلين منهم على المراكز الأولى من حيث القراءة والتجويد والترتيل.. إضافة إلى اللقاء السنوي الخاص بأولائك المتفوقين والفائزين مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي واستضافتهم في سهرة رمضانية وتحفيزيه لتحفيظ كتاب الله...وبالرغم أن لغتهم ليست عربية لكن مع ذلك هناك الآلاف من الحفاظ من جمهورية إيران التي أدرجت تعلم القرآن الكريم ضمن مواد منظومتها الدراسية بالإضافة لنشاط علمي كبير للجامعات والكليات والمعاهد العليا للدراسات والأبحاث المتخصصة بعلوم القرأن ونشر عدة مجلات وكتب قرآنية في أنحاء البلاد كما أن للقرآن حضور دائم في نمط العيش وحياة الناس العاديين فمن التلاوه اليومية والمستمرة للقرآن في المساجد قبل وبعد الصلوات إلى تعليق آياته على الجدران في البيوت...

إضافة لطباعة أعداد كبيرة من المصحف الشريف

حيث يبرز دور القرآن الكريم في المجتمع الإيراني

وبفوز القراء الإيرانيين في المسابقات الدولية للقرآن الكريم وبمراتب عليا على مستوى العالم ماهو سوى دليل وبرهان على ذلك... أيضا للعلماء الإيرانيين كانت المساهمة الكبيرة في العلوم القرآنية والتفسير علما أن كبار أئمة الدين كالإمام البخاري ومسلم وعلماء النحو كسيبويه والإمام محمد الغزالي والشيخ عبد القادر الجيلاني وغيرهم كانوا من الفرس حيث لهذه الخلفية دورا في تمسك المجتمع الإيراني بالقرآن الكريم ولعل هذا التوجه القرآني كان سببا لوقوف هذا البلد مع القضية الفلسطينية... تلك القضية التي خذلها العديد من المتربعين على العروش وتخلوا عنها وأداروا لها ظهورهم وعلى مرأى ومشهد من العالم أجمع في الوقت التي إفتتحت فيه طهران ذراعيها واحتضنتها منذ إنتصار ثورتها الإسلامية إلى وقت كتابة هذه الأسطر. أخذة على عاتقها جانب الدفاع عن الفلسطينيين وأرضهم وحقوقهم المشروعة وعن القدس والمسجد الأقصى المبارك حيث سلكت هذا الدرب بالرغم من حجم التكالب والهجمة الشرسة التي تنال منها خصيصا من قبل حكومتي الشيطانين الأكبر والأصغر وبعض حكومات الغرب المنافق... تلك الضغوطات المتمثلة بالحصار الجائر المضروب عليها منذ أزيد من أربعين عاما ومن محاولات تحريكهم للفتن الداخلية بذرائع شتى محاولة من أولائك الحاقدين بتأجيح الصراعات والإضطرابات الداخلية وزعزعة إستقرارها وجر البلاد إلى دوامة وفوضى ربيعهم الشيطاني المدمر وبالرغم من كل ذلك أبت طهران أن تتخلى عن مبادئها وسياستها السديدة والشجاعة الداعمة والمؤازرة للقضية الفلسطينية. كما كان لهذه الوقفات المشرفة الدور البارز في صنع الإنتصارات فوق تراب قطاع غزة دون الدخول بتفصيلات واسعة مراعاة للوقت..

إيران التي أخذت على عاتقها دعم تلك القضية تعبيرا منها أن ذلك بمثابة واجب ديني وقرآني لما يتمتع به المسجد الأقصى والقدس الشريف بمكانة عالية في القرآن الكريم...

معظمنا يذكر مواقف الرئيس الإيراني رئيسي عند قيامه برفع القرآن من منبره في مجمع الأمم المتحدة على مشهد ومرأى معظم دول العالم ردا على جريمة إحراق القرآن في السويد العام الماضي إضافة لإرتدائه للكوفية وللعلم الفلسطيني خلال مشاركته للقمة العربية التي جرت أعمالها فوق أرض الحجاز. تلك القمة الطارئة الخاصة بالوضع في غزة... أيضا إنسحاب الوفد الإيراني المشارك في مؤتمر كاب 28 للبيئة الذي إنعقد في دولة الإمارات العربية.. بسبب حضور رئيس دولة الإحتلال الصهيوني... هذا الإنسحاب الإيراني الذي كان بمثابة صفعة قوية على وجه حكام تل أبيب...

تلك الخطوة المشرفة التي حاولت إيران من خلالها أيضا أن تلفت أنظار وانتباه العالم أجمع للقضية الفلسطينية بهدف حشد وتجيش الرأي الدولي مناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم...

منذ فجر ثورتها الإسلامية وانتصارها سنة 1979 إتخذت إيران شعارا ” بالعلم نجذب العقول وبالأخلاق نجذب القلوب“

وفي كل مرة يساء بها للقرآن الكريم في أية دولة.. تكون إيران السباقة بالإستنكار والتنديد والرد على الجهة المسيئة بما تجده من وسائل قانونية مناسبة..

يجب عدم الإنفصال عن الواقع كما يجب تجنب مايخرج من أفواه الكثير من أبواق المحطات والمنصات المأجورة التي كثرت في الآونة الأخيرة محاولة منها لتلطيخ وتشويه صورة إيران...

ألا يستحي أو يخجل من يصافح أياد تلطخت بدماء أطفال ورضع وركع وخدج غزة ويعقد معهم الصفقات؟!!! هذا العدو المجرم القاتل والمدنس للمسجد الأقصى..

لقد دفعت إيران أثمان باهظة من دم أبناءها لقاء إصطفافها مع القضية ومناصرتها للمسجد الأقصى المبارك حيث أصبحت بين مطرقة الحصار الجائر المفروض عليها وبين سندان التنظيمات الإرهابية والخلايا الإجرامية النائمة التي تقف خلفها وتحركها أصابع أجهزة الموساد وإستخبارات الشيطان الأكبر..

وبالرغم من كل ذلك تمكنت من الصمود والخروج منتصرة بسبب إلتزامها بنهج القرآن وبسبب وحدة ووعي شعبها وإدراك هذا الشعب الحضاري العظيم لما يدور حوله ولما يحاك ضده من مؤامرات وحيل شيطانية خبيثة... كما بقيت إيران من أوائل الدول التي تأخذ على عاتقها واجب الدفاع عن الإسلام من خلال دفاعها الدائم عن القرآن الكريم حين الإساءة إليه ومناصرتها للقضايا الإسلامية المحقة والعادلة...

َأعود قليلا إلى الوراء أستذكر مشهد جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع سماحة السيد علي خامنئي المرشد الإسلامي الأعلى خلال زيارة هامة للرئيس الروسي إلى طهران... طلب من خلالها القيصر الروسي من حجة الإسلام خامنئي أن يتكفله ويعتبره إبنا له مقدما له نسخة أثرية قديمة من القرآن الكريم من المكتبة الروسية نسخة طبق الأصل للمصحف الشريف (فاكسي ميل) حيث قام هذا القيصر الروسي من بعدها بتقبيل سماحته من رأسه...

ومن خلال الوقوف عند كلمة للسيد خامنئي قال من خلالها : ” أنا لاأصر عليكم أن تقبلوا رؤيتي عن الإسلام ولا أية رؤية أخرى لكن أدعوكم أن لاتسمحوا أن يستفيد هؤلاء من الإدعاءات المرائية للإرهابيين العملاء لهم وتقديمهم لكم باعتبارهم مندوبي الإسلام عليكم أن تعرفوا الإسلام من مصادره الأصيلة ومنابعه الأولى تعرفوا على الإسلام عبر القرآن الكريم وسيرة الرسول الأعظم “.

هاهو المرشد الأعلى السيد خامنئي يؤكد أيضا إلتزام

إيران بنهج القرآن الكريم من خلال جلسة تقام في شهر رمضان (الذي نعيش في أجوائه وأيامه المباركة) تلك الجلسة التي أقيمت لتلاوة القرآن الكريم في أول أيام هذا الشهر الفضيل في حسينية حجة الإسلام الخميني بحضور المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد خامنئي الذي أكد أن تلاوة القرآن في فلسطين تمنحهم الصمود حيث في غزة مدنيون لايملكون سلاحا... يعمل العدو على قتلهم جوعا مشددا على أن المقاومة جعلت العدو يعجز عن النيل منهم.. تلك الجلسة التي أقيمت في يوم الثلاثاء أول أيام الشهر الفضيل الذي نحن بصدده... تلك الجلسة التي خصصت أيضا لتلاوة القرآن الكريم بحضور المرشد الأعلى السيد خامنئي مع عدد من القراء والحفظة والأساتذة المميزين وغيرهم هذه المراسم التي تقام كل يوم من أيام الشهر الفضيل من كل عام بحضور المرشد الأعلى... وفيما يلي أستعرض أهم ماجاء في كلمة سماحته في جلسة تلاوة القرآن الكريم في أول يوم من أيام هذا الشهر الفضيل حيث قال:

” لايمر يوم إلا ويوفقني الله لنعمة مواصلة تلاوة القران الكريم... إن عدد القراء للقرآن في هذا البلد بشكل صحيح لايدانيه بلد في العالم.. ماتتلونه في هذا الكتاب العظيم القرآن هو أحد الثقلين والثقل الأكبر...

إن ماتتلونه من قرآن هو رسالة العرش الإلهي التي

تحملونها إلينا.. القرآن ثمين وقيمه وقراءته ثمينة أيضا... الله تعالى يأمر رسوله أن يتلو ماتيسر من القرآن... القرآن يجب أن يتلى على قدر ماتيسر منه ولو صفحة واحدة... الذين يتلون القرآن للناس يقومون بعمل كبير جدا... بقراءة القرآن تظهر معارفه

من خلال التدبر... القرآن الكريم نزل لكي نتدبره...

تلاوة القرآن اليوم كانت جيدة جدا وظهر فيها تفنن

القارئ بالتلاوة.... في التلاوة وكل مايتعلق به من

جماليات هي آليات لنقل معانيه...

القراء الكبار للقرآن المعروفين في العالم يعرفون كم مرة ينبغي أن تكرر الآية في التلاوة... القرآن بحد ذاته إبداع إلهي...القرآن يقدم تصويره للأبعاد التي ينبغي أن ينقلها القارئ إلى المستمع.. .يجب أن يكون القراء مصداقا لقوله تعالى”الذين يبلغون رسالات الله

قراءة القرآن بخشوع يجعل المستمع يخشع هو الآخر...قراءة القرآن ليست غناء ولها قواعدها ولاينبغي الخروج عن قواعدها...كما لاينبغي الخروج عن الإطار الصحيح لتلاوة القرآن... نمو قراءة القرأن في هذا العام يفوق الوصف... يجب زيادة حلق القرآن في المساجد والمنازل أيضا... الإستعانة بكتب التفسير يساعد على صحة التدبر... القرآن يتلى أولا ثم ينبغي فهم المعنى ومن بعده يجب التدبر...تلاوة القرآن في غزة وفلسطين حيث مدنيون لايملكون سلاحا ويعمل العدو على قتلهم جوعا... تعسا للحضارة التي يدعونها وهم يقتلون الأطفال الرضع..

المقاومة كقوة حماس وفي غزة جعلت العدو يعجز عن النيل منهم...

المجاهدون ومجاهدوا المقاومة أرسلوا رسالة لنا بأن لاتقلقوا علينا فإننا لازلنا نمتلك أكثر من 90% من

الطاقات... العالم الإسلامي من واجبه الديني أن يساعد الشعب الفلسطيني بكل مايملك...المقاومة لازالت صامدة باقتدار ومرغت أنف الصهاينة في التراب... إن القرآن الكريم سيجسد ذروة الصمود في

غزة للعالم... هناك دول في العالم الإسلامي تقدم دعما لأعداء الشعب الفلسطيني المظلوم... إن شاء الله سترتد هذه الخيانة عليهم“.

مشيرا في هذا اللقاءإلى إقتران رمضان المبارك كالربيع للروح مع ربيع الطبيعة قائلا:” اليوم يمكن للمؤمنين والصالحين الإستفادة من نسيم ربيع الروح وربيع الطبيعة متزامنا“. مضيفا : ” إن النسيم المعنوي لربيعالقرآن يمنح الإنسان النور والنضارة والمؤمن يسير في شهر رمضان نحو الصلاح والرقي المعنوي“

كما أشار إلى أن الكيان الصهيوني وقع في مستنقع

غزة الذي لايمكن الخروج منه... متابعا حديثه عن الشأن الفلسطيني...

” إن قضية غزة أظهرت حجم الظلم. فهناك أكثر من

30000 ألف شهيد في فترة وجيزة والمجتمع المتحضر يقف مكتوف الأيدي “. لافتا إلى أن الألاف

قتلوا وشردوا من مساكنهم في قطاع غزة أمام مرأى ومسمع العالم لكن العالم المتحضر الذي لم يقف مكتوف الأيدي بشأن غزة فحسب بل أرسل الأسلحة إلى إسرائيل... متابعا حديثه أن قضية فلسطين أبرزت الحق في تشكيل جبهة المقاومة في غرب آسيا ويجب تعزيز هذه الجبهة... متابعا: "البعض قال مافائدة تشكل محور المقاومة واليوم أثبتت غزة أهمية هذا المحور الواجب تقويته أكثر وأكثر...يجب على الجميع التفكير في المقاومة لمواجهة الظلم والمحور هنا هو لمحاربة الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن الجبهة المقاومة أظهرت حقيقتها وقدراتها خلال الهجوم الأخير على غزة...متابعا” إنظروا إلى المقاومة لدى حماس وفصائل المقاومة في العراق واليمن ولبنان التي كشفت عن قدراتها وأربكت أمريكا... الأمريكيون كانوا يسعون للسيطرة على سوريا والعراق لكن حساباتهم خاطئة حيث لا يمكنهم البقاء في المنطقة“. مضيفا: ” إن أمريكا إتخذت أسوأ القرارات بشأن غزة وباتت غير مقبولة على مستوى العالم“. معتبرا أن دخول الكيان الصهيوني إلى غزة أوقعه في مستنقع لايمكنه الخروج منه وإذا خرج سيخرج مهزوما مؤكدا أيضا” نحن نؤيد وندعم فصائل المقاومة الإسلامية لكن التحركات والقرارات تعود إلى تلك الفصائل“. خاتما حديثه...

وبهذا أختم بدوري أيضا كتاباتي لمقالب هذا الخاص (بيوم القدس العالمي) إكراما لهذه المناسبة القريبة ولما يتمتع به هذا اليوم من أهمية راجيا منه سبحانه التوفيق والسداد وأن يتغمد بواسع رحمته جميع من سقطوا شهداء فوق ثرى فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران وسورية في سبيل الدفاع عن شرف وكرامة الأمة العربية والإسلامية راجيا أيضا أن تبقى يد المقاومة هي الطولة وأن يتحقق النصر المبين على قوى الشر والإستكبار... 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري