هل يضحي بايدن بنتنياهو..؟؟؟؟
مقالات
هل يضحي بايدن بنتنياهو..؟؟؟؟
راسم عبيدات
5 نيسان 2024 , 11:18 ص


بقلم :- راسم عبيدات

بايدن مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ،ومخاطر كبيرة بسقوطه المدوي في هذه الإنتخابات،إرتباطاً بالإلتصاق الأمريكي بالموقف "الإسرائيلي" والتماهي معه،في الحرب العدوانية التي تشن على قطاع غزة،ولعل حجم واكلاف " التوحش" الإسرائيلي،خاصة بعد عملية القتل التي استهدفت سبعة من عمال الإغاثة العاملين في " المطبخ المركزي العالمي"،وما رافق ذلك من سخط عالمي ضد حكومة الإحتلال...سخط تجلى في احتجاجات شعبية واسعة عالمياً، وتململ على صعيد صناع القرار في الدول الداعمة لدولة الإحتلال،وخاصة التهديد البريطاني لحكومة نتنياهو، بأنه سيتم نشر تقرير بريطاني،بأن " اسرائيل" دولة منتهكة للقانون الدولي...

بايدن بات يدرك أنه اذا لم يقفز من اعلى الشجرة ويترك نتنياهو يغرق، فإن مصيره سيكون سقوط مدوي في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية،كما حصل مع حزب" العدالة والتنمية " التركي،الذي مني بخسارة قاسية في الإنتخابات المحلية التركية،على خلفية الموقف التركي من الحرب العدوانية على قطاع غزة...وهناك خشية أمريكية،بأن حالة التمرد الشعبي والمسيرات والمظاهرات المستمرة والمتواصلة في الدول الأوروبية،قد تدفع الى سقوط حلفاء بايدن من اليمين المتطرف في تلك الدول.....بايدن تقارير المخابرات المركزية الأمريكية "السي اي أيه" تقول له بشكل واضح التصاقك بنتنياهو سيدفع بالولايات المتأرجحة التي تقطنها اغلبية عربية - اسلامية والمهاجرين والأفارقة والشبان الأمريكان واليهود الى عدم التصويت لك وللحزب الديمقراطي ...

ولذلك بايدن الذي ضاق ذرعاً من صبيانية نتنياهو السياسية وتهوره،والتي كان اخرها اقدام نتنياهو على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني،هذه العملية التي ارادها نتنياهو في هروب الى الأمام،لكي يخلط الأوراق ويعوض عن المأزق الذي يعيشه في حرب الإستنزاف المستمرة التي يغرق فيها جيشه في مستنقع القطاع، فمع دخول هذه الحرب لشهرها السابع ،لم تستطع تحقيق اي هدف او انجاز عسكري وميداني،غير ارتكاب المزيد من عمليات القتل بحق المدنيين...فلا نصر تحقق ولا صورة نصر ولا قضاء على المقاومة وقادتها ولا استعادة اسرى ....

نتنياهو اراد ان يستجلب رد ايراني يقود الى حرب شاملة،تتدخل فيها امريكا وحلف " الناتو" الى جانب " اسرائيل"،وهنا يتم خلط الأوراق وتشتيت الأنظار العالمية عن جرائمه في قطاع غزة....ايران حسمت قرارها بالرد على العملية العسكرية،وغرد المرجع الديني الأعلى فيها والقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية الإمام علي خامينئي على موقع "اكس" بالعبرية "الرد قادم وستندمون على فعلتكم" ...وهذا الرد الإيراني الذي يبدو بأنه بات محسوماً،خلق حالة من الهلع والإرباك الشديدين في داخل " اسرائيل"،سواء لجهة استنفار الجبهة الداخلية وفتح الملاجئ، أو استدعاء الاحتياط في سلاح الجو والدفاع الجوي، وإعلان بدء التشويش على نظام تحديد المواقع،وحشد المزيد من بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ والطائرات المسيّرة نحو جبهة الشمال والشرق وهي الجبهات المتوقع مجيء الاستهداف منها، ولاحقًا قيام الناطق العسكري الإسرائيلي بمخاطبة جمهور المستوطنين مناشدًا عدم التهافت على الصرافات الآلية لسحب النقود، والتوقف عن الهلع في تخزين المواد التموينية، وتأكيد أن لا حاجة لشراء المولدات الكهربائية، بعدما فرغت الاستهلاكيات من المواد التموينية ونفدت المولدات من نقاط البيع، وجفّت الأموال النقدية من الصرافات الآليّة، بسبب حالة الهلع التي أصابت المستوطنين، مع مناخ الاستنفار السياسي والعسكري تحسباً لردٍ آت، كما نقلت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية عن رسائل أميركية وصلت لقادة الكيان.

بعد مقتل عمال الإغاثة السبعة ،تصاعدت حدة الخلاف التكتيكي بين امريكا و"اسرائيل" ،وبدا واضحاً بأن بايدن بات يضيق ذرعاً بنتنياهو واعماله الصبيانية وفهلوياته ،وبأن تلك السلوكيات،قد تعرضة لهزيمة قاسية في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية،ولذلك جاءت المكالمة التوبيخية بين بايدن ونتنياهو،التي تجرعها نتنياهو،على خلفية الموقف الأمريكي الذي لخصه،كبير مستشاري الأمن القومي الأمريكي جون كيربي ووزير خارجيتها انتوني بلينكن،"جزء من الفريق المتصهين في الإدارة الأمريكية"،بأن السلوك الإسرائيلي قد يدفع نحو تغيير السياسة الأمريكية تجاه "اسرائيل" ،وقد جرى تلخيص الموقف الأمريكي في اربع نقاط هي:- لا نقاش في معركة رفح، وغضب من جريمة اغتيال فريق المطبخ العالميّ، وإصرار على فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وتفويض مفتوح لرئيس الموساد ورئيس الشاباك للتوصل الى حل تفاوضيّ حول وقف النار وتبادل الأسرى.

نتنياهو المرتعد من تخلي الإدارة الأمريكية عنه،في ظل التهديدات الإيرانية بالرد على العملية التي نفذها ضد قنصليتها في دمشق وما نتج عنها من قتل لعدد من قادة الحرس الثوري الإيراني فيها،حيث الإدارة الأمريكية لا تستطيع أن تقول لإيران بعدم التصعيد وتوسع دائرة الحرب،عملاً بالإتفاق بين الطرفين في المفاوضات التي جرت في عُمان بينهما،وهي لم تستطع ان تلجم حليفتها وشريكتها عن تنفيذ غارة على قنصليتها في دمشق.

وايران تدرك تماماً بأن عملية نتنياهو ،تعبر عن مأزقه المتواصل في حربه العدوانية المستمرة في قطاع غزة،وما يواجه من ازمات داخلية وخارجية،أراد ان يصدرها نحو الخارج،وبأن يقنع الجمهور "الإسرائيلي" ،بأنه قادر ان يحقق انجازات عبر قتل العديد من قادة حرس الثورة الإيراني،وبأنه يسعى لفرض قواعد اشتباك جديدة،وان يستعيد جزء من هيبة الردع العسكرية،وهي لن تمكنه من تحقيق ذلك لأنه يمس بهيبتها وسمعتها في الداخل الإيراني وعند الحلفاء والأصدقاء،ويشكل تراجع أمام قوة الردع "الإسرائيلي"،ولذلك قرار الرد اتخذ من قبل أعلى مرجع ديني والقائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية الإمام على خامينئي.

هذا الموقف الأمريكي أصاب نتنياهو بالذعر،حيث دعا مجلس حربه للإنعقاد والمصادقة على المطالب الأمريكية،والتي بررها بأنها ضرورية من أجل استمرار العملية العسكرية واجتياح رفح وتحقيق ما يسميه ب" الإنتصار الساحق"،حيث جرى المصادقة على توسيع إدخال المساعدات الإنسانية ،غذائية وطبية والمحروقات من أكثر من معبر، بفتح معبر " ايرز" وكرم ابو سالم أمام المساعدات الأردنية،واستخدام ميناء اسدود لإدخال تلك المساعدات الإنسانية أيضاً،وزيادة تلك المساعدات بما يصل الى 500 شاحنة يومياً،وكذلك جرى اتخاذ اجراءات عقابية بحق عدد من القادة العسكريين على خلفية قتل عمال الإغاثة السبعة،منها،

إقالة قائد لواء الناحال،وقائد المساعدة اللوائية ،وتوبيخ قائد المنطقة الجنوبية وقائدي الفرقة 162 ولواء الناحال.،وكذلك اعطاء قائدي "الموساد" و" الشاباك" صلاحيات اوسع للوصول الى صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية ووقف إطلاق نار مؤقت لمدة 42يوماً.

بايدن يدرك تماماً بأن نتنياهو يحاول ان يستمر في تقطيع الوقت والخداع والتضليل، لكي يقترب من إجراء الإنتخابات الأمريكية الرئاسية،وهو ينتظر عودة صديقه الجمهوري ترامب،وبأن الإدارة الأمريكية لا تستطيع ان تمارس ضغوط خشنة عليه،ولذلك بايدن في إطار المفاضلة في المصالح والأولويات، لن يكون متأسف على رحيل نتنياهو، إن كان ثمن ذلك ان يلج للبيت الأبيض مرة ثانية ،ولسان حاله بات يقول، بعد كل هذه التطورات المتلاحقة " انجو سعد فقد هلك سعيد".

فلسطين – القدس المحلتة

5/4/2024

[email protected]

المصدر: موقع إضاءات الإخباري