*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*أغارت طائرات مسيرة إسرائيلية على قافلة منظمة "ورلد سنترال كيتشن"*
*"WORLD CENTRAL KITCHEN"*
*مكونة من ثلاث سيارات وقتلت سبعة أشخاص. وقالت المنظمة إن عمالها الذين قتلوا كانوا بريطانيين وبولنديين وأستراليين و كذلك فلسطينيين، من بينهم مواطن مزدوج الجنسية، يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية.*
*وقال شيف الطهاة الشهير، خوسيه أندريس، مؤسس المنظمة لرويترز بتاريخ 03 نيسان/ أبريل 2024 إن الضربة الإسرائيلية استهدفتهم "بشكل منهجي وعربة وراء عربة"، وفق تصريحاته.*
*وأضاف أندريس في مقابلة مصورة مع الوكالة، الأربعاء الماضي، أن المنظمة كانت على اتصال واضح مع الجيش الإسرائيلي الذي قال إنه على علم بتحركات موظفيها.*
*وتابع قائلا إن هذا لم يكن "موقفا ينم عن سوء الحظ (لنقول) "يا لسوء الحظ، لقد أسقطنا القنبلة في المكان الخطأ"... حتى لو لم نكن ننسق معهم (الجيش الإسرائيلي)، فلا يمكن لأي دولة ديمقراطية أو جيش أن يستهدف مدنيين وموظفين في الإغاثة الإنسانية".*
*وكعادته قال نتنياهو في رسالة مسجلة بالفيديو: "للأسف، خلال الـ 24 ساعة الماضية، كانت هناك حالة مأساوية إذ ضربت قواتنا الأبرياء دون قصد في قطاع غزة". فنتنياهو نرجسي، سادي، مصاب بجنون العظمة ولا احد يتوقع تصرفاته؛ فهو يقتل القتيل ويمشي بجنازته وحتى أنه يقوم بتعزية عائلته.*
*وحاول الجيش الإسزائيلي أن يكذب في أسبباب إستهداف ثلاث سيارات من القافلة فقال :" خلص تحقيق إسرائيلي في مقتل سبعة من موظفي الإغاثة في غارة جوية على غزة هذا الأسبوع إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقدت خطأ أنها كانت تقصف مركبات تقل مسلحين من حركة حماس.*
*فرأفة بعقولنا؛ فمسؤولو حماس في الأيام العادية لا يخرجون. في مواكب فكيف في أيام الإبادة الجماعية؟*
*ونتيجة للضغط الدولي الذي مارسته الدول التي ينتمي إليها الضحايا بالإضافة إلى مدير الحملة فقد إنقلب الوضع داخل الكيان المؤقت رأسًا على عقب. وأنقلبت الوحوش الكاسرة وآلة الإبادة الجماعية بين ليلة وضحاها إلى حملان وديعة.*
*فقد أقال رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الخميس الماضي، قائد لواء "ناحال" ضمن سلسلة إجراءات في أعقاب قتل قواته 7 من موظفي لجنة دولية إغاثية الاثنين الماضي.*
*وقالت القناة 14 الإسرائيلية الخاصة إن هاليفي قرر إقالة ضابط كبير آخر في اللواء، كما سيوبخ قائد المنطقة الجنوبية في الجيش وقائد الفرقة 162 المدرعة.*
*وتأتي هذه الإجراءات بعد مكالمة هاتفية بين نتنياهو وبايدن، بحثا خلالها مقتل عمال الإغاثة السبعة بنيران الجيش الإسرائيلي، وفق هيئة البث الرسمية.*
*وأما نتنياهو الذي تفاخر بأنه قتل 200 شخص من المعتقلين في مجمع الشفاء الطبي والذي حوله إلى أسوأ من معتقل اوشفيتز بالآف المرات وتم دفن عشرات المعتقلين فيه أحياء؛ إحتار كيف يزيد المعابر لإيصال المواد الغذائية حتى إلى شمال غزة.*
*فقال مكتب نتنياهو أمس إن الحكومة وافقت على إعادة فتح معبر إيريز المؤدي إلى شمال غزة والاستخدام المؤقت لميناء أسدود لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتوسيع دخول المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم.*
*لا بد من نظرة بانوراميةَ سريعة للأحداث في غزة خلال هذا الإسبوع لمعرفة هذا التغيير المفاجئ في الموقفين الأمريكي والإسرائيلي. ويمكن تلخيصها كالتالي:*
*1-إستمرت عمليات الأبادة الجماعية والتطهير العرقي لليوم 181 في غزة يوم الخميس الماضي وبلغت الحصيلة 33037 شهيد و 7000 مفقود و 75668 مصاب دون أن نسمع من المجتمع الأممي والدولي أية إدانة؛ ولا تزال أمريكا تزود إسرائيل بأسلحة وصواريخ وذخائر لتنفيذ المزيد من أعمال الإبادة الجماعية.*
*2- تدمير ممنهج لجميع أقسام مجمع الشفاء وتدمير كافة أجهزته وحتى تدمير كافة غرفه. وقد تم تحويله إلى مركز إعتقال وتحقيق وتم تصفية أكثر من 200 شخص بدم بارد وخارج أية محاكمة وافادت بعض الشهادات أنه تم دفن العشرات أحياء بعد تكبيلهم. ووجدت لاحقًا الجثث مكبلة اليدين برباطات بلاستيكية. ولم نسمع بأية إدانة أممية أو دولية عربية بتدمير منشأة صحية مشمولة بحماية القانون الإنساني الدولي الذي نسفته إسرائيل وفَعَّلت النص التوراتي المتعلق بإبادة العماليق طفلًا وشيخًا، رجلًا وامرأة، كبيرًا وصغيرًا وحتى كل حيواناتهم.*
*3- نشرت قناة الجزيرة مشهدًا قاسيًا لإستهداف مُسَيَّرة لأربعة مدنيين لا يشكلون أي خطر بوحشية وسادية لا مثيل لها؛ حيث تم قتل الأشخاص بصواريخ موجهة بالليزر.*
*كما بثت قناة الجزيرة فيديو لإطلاق النار من الجنود الصهاينة على أحد الفلسطينيين أثناء عودته ببعض الطعام وإردوه قتيلًا.*
*ولم يسجل أية ردة فعل أممية أو دولية للإنتهاك الصارخ للقانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين.*
*4- الإغارة بمُسَيَّرة أو أكثر وبعدة صواريخ موجهة باللايزر على 3 سيارات من قافلة منظمة المطبخ المركزي الدولي فقتل 7 موظفين علمًا بأن خط مسارهم منسق مع القوات الإسرائيلية ويضعون شعار المنظمة على سياراتهم؛ َوخرق أحد الصواريخ سطح إحدى السيارات بالقرب من شعار المنظمة.*
*قامت الدنيا ولم تقعد بشأن إستهداف منظمة إغاثة دولية نجم عنها 7 قتلى؛ فتحرك بايدن وهدد نتنياهو بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم يغير سياسته. علمًا بأن لم ينبت ببنت شفة على الأحداث الأخرى؛ والغريب أن نتنياهو أذعن بسرعة البرق لمطالب بايدن وعمل على خطين:-*
*1- خط عسكري تولاه رئيس الأركان الذي أقال قائدي لواءين ووجه توبيخًا لقائدي لوائين آخرين.*
*2- ِخط إجتماعي حيث تولى مكتب نتنياهو أَمس الجمعة إن الحكومة وافقت على إعادة فتح معبر إيريز المؤدي إلى شمال غزة والاستخدام المؤقت لميناء أسدود لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتوسيع دخول المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم.*
*فمقتل موظفي الإغاثة فرض تغييرا دراميتيكيًا على الوضعبم السياسي والعسكري. فما هو السر في ذلك؟*
*فهل السر يكمن في جنسياتهم الأوروبية كما قالت المنظمة بإن عمالها الذين قتلوا، كانوا بريطانيين وبولنديين وأستراليين و كذلك فلسطينيين، من بينهم مواطن مزدوج الجنسية، يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية.*
*أم هناك سر أكبر من ذلك وأكثر إقناعًا؟*
*وكما تعلمون فإن أي سر إذا تجاوز إثنين فإنه ينتشر؛ وتعتمد سرعة انتشاره على محتواه؛ وقد وصلني مضمون ذلك السر وهو فضيحة كبرى بكل ما للكلمة من معنى.*
*فسبب الجنون البريطاني من الغارة الإسرائيلية على سيارة (المطبخ العالمي المركزي) في غزة؛ والحقيقة الصادمة أن البريطانيين الثلاثة الذين قتلوا أمس في الغارة الإسرائيلية على سيارة (المطبخ العالمي المركزي) في غزة هم:*
*1 - جيمس هندرسون، يبلغ من العمر 33 سنة، خدم مدة 6 سنوات في القوات البحرية البريطانية، وخلال هذه السنوات نجح في أن يصبح عضوََا في القوات الخاصة المقاتلة التابعة للبحرية البريطانية.*
*2 - جون شابمان، يبلغ من العمر 57 سنة، خدم مدة طويلة في الجيش البريطاني، وكان عضوََا في قوات النخبة.*
*3 - جيمس كيربي، يبلغ من العمر 47 سنة، خدم مدة طويلة في الجيش البريطاني، وقد صنفته القوات الخاصة البريطانية بأنه قناص ماهر، وخبير في القذائف، وقد سبق له أن خدم في مناطق (صراع مسلح)، كالبوسنة والهرسك، ثم في أفغانستان.*
*واللافت للنظر هو الرابط الذي يجمع بين العسكريين البريطانيين الـثلاثة، وهو أنهم يشتغلون لصالح شركة الأمن البريطانية المعروفة (سولاس غلوبال).*
*وهي شركة على صلة وثيقة بالمخابرات البريطانية، سكوتلاند يارد، وغالب الذين يعملون فيها هم عسكريون سابقون، للاستفادة من خبراتهم.*
*والذي ظهر أن هؤلاء الثلاثة هم عملاء للمخابرات البريطانية، وكانوا في مهمة تجسسية على المقاومة الفلسطينية، وللبحث عن الأسرى الإسرائيليين، وجرى دسهم في صفوف منظمة إنسانية إغاثية.*
*الثلاثة سبق لهم أن خدموا في القوات الخاصة (SAS وغيرها).*
*وقد استخدمت بريطانيا هذا التكتيك سابقََا مرات كثيرة، وهو أن تدس عملاءها في صفوف منظمات إنسانية وإغاثية، وطبية.*
*وهذا هو سبب جنون البريطانيين، وسبب استدعاء السفيرة الإسرائيلية إلى وزارة الخارجية على غير العادة. وقد صرحت بريطانيا بما لم تصرح به في حق إسرائيل من قبل وهو: (جرائم إسرائيل).*
*والحقيقة أن القصف وقع نتج عنه (الفضيحة الكبرى) التي لم تكن بريطانيا ترغب في كشفها، إضافة إلى خسارتها ثلاثة من أهم جواسيسها وعملائها في غزة.*
*والمعلومة التي وصلت للموساد والشاباك أن السيارة فيها أجانب يعملون مع منظمة إغاثية عالمية.*
*فسارعت إلى قصفهم، لتكتشف فيما بعد أنهم جواسيس بريطانيون.*
*َوثمة رسالة خطيرة أرادت إسرائيل إرسالها إلى العالم من خلال قصف سيارة المطبخ الإغاثي، (مع أنها لم تكن تعلم أن الذين في السيارة هم نفسهم الجواسيس البريطانيون)،*
*ومضمون هذه الرسالة هو:*
*"أن العمل الإغاثي غير مستثنى من القصف، وأنها لن تتردد في قصف أي شخص يساعد الغزيين في حربهم حتى ولو كان أجنبيََا يعمل مع منظمة إغاثية عالمية".*
*فما حصل من تعهد نتنياهو لفتح المعابر هو لصالح الفَلسطينيين وتبقى العبرة في التنفيذ. ونستطيع أن نقول بأن مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*07 نيسان/إبريل 2024*