بين حق إيران بالرد الحتمي والتلويح الصهيو أمريكي بالعدوان عليها
مقالات
بين حق إيران بالرد الحتمي والتلويح الصهيو أمريكي بالعدوان عليها
عدنان علامه
13 نيسان 2024 , 10:23 ص


*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*

*خرق العدو الصهيوني مطلع الشهر الحالي كل المعاهدات والمواثيق والأعراف الدولية واستهدف مبنى القنصلية الإيرانية الذيي يتمتع بحصانة ديبلوماسية في حي المزة بدمشق.*

*وأسفرت جريمة الحرب هذه عن إرتقاء 12 شهيدًا بينهم قادة في الحرس الثوري. وألحقت دماراً كبيراً بالمبنى إضافة إلى أضرار بالمباني المجاورة".*

*لم يتدخل مجلس الأمن ولم يدين أو يسننكر أو يدعو إلى جلسة طارئة كون هذا العدوان يشكل خطرًا على الأمن والسلم الدوليين؛ فَصَمتُ المجلس يعتبر تواطؤًا وتآمرًا على إيران، وتشجيعًا لإسرائيل بخرق القوانين الدولية بوجود ضمانة من مجلس الأمن بعدم المحاسبة.*

*ويعتبر إستهداف القنصلية الإيرانية إعتداءًا على الجمهورية الإسلامية والذي تستوجب ردًا بموجب القانون الدولي؛ ولا يموت بالتقادم.*

*َومن أهم التصريحات لحتمية الرد على إستهداف القنصلية الإيرانية في سوريا، كان من سماحة القائد المرشد السيد علي خامنئي حيث شدد على أن الهجوم على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، يعتبر هجوما على الأراضي الإيرانية، مؤكدا أنه ستتم معاقبة إسرائيل على هذا الهجوم.*

*وفي كلمة بمناسبة عيد الفطر، قال سماحة القائد السيد علي خامنئي إن "القنصليات والسفارات تعد جزءًا من أراضي الدول التابعة لها وحين هاجموا القنصلية الإيرانية في دمشق فكأنهم هاجموا أراضينا"، مشددا على أن "الكيان الصهيوني الخبيث أخطأ في الهجوم على قنصليتنا وهذا وفق الأعراف العالمية يعني هجوما على أراضينا وعليه أن يتلقى العقاب المناسب على ذلك وسينال العقاب المناسب على هذا الهجوم".*

*ولفت سماحته إلى أن "الكيان الصهيوني لم يكف عن قتل النساء والأطفال والآمنين في غزة خلال شهر رمضان بل كثف عدوانه وجرائمه.*

*والغرب ليس فقط لم يقم بأي تحرك لوقف الفاجعة في غزة بل أيَّد تنفيذها".*

*وأما وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في اتصال مع وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وأستراليا قال:" معاقبة منفذي الهجوم الإرهابي على قنصليتنا في دمشق ضرورة".*

*وأضاف :" طالبت وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وأستراليا بضرورة اتخاذ موقف صريح يدين هذه الجريمة الإرهابية لـ"إسرائيل".*

*وأردف قائلًا :" بعض الدول الغربية تتجنب إدانة جريمة "إسرائيل" بينما تدعو إيران إلى ضبط النفس.*

*وختم بقوله :" نعرب عن أسفنا لعدم إستجابة طلب إيران من قِبَل مجلس الأمن الدولي بإدانة جريمة "إسرائيل" في الهجوم على القنصلية في دمشق.*

*لما تأخر الرد الإيراني الذي أقلق كافة المستويات السياسية والعسكري في الكيان المحتل؛ استنجد نتنياهو ببايدن ووزير الخرجية الأمريكية بلينكن للممارسة الضغط على إيران.*

*وقد تعهد بايدن أمس باستمرار دعم الولايات المتحدة الثابت لحماية أمن إسرائيل وسط مخاوف من شنّ طهران عمليات انتقامية رداً على الهجوم الذي أسفر عن مقتل مسؤولين إيرانيين كبار.*

*وحذّر بايدن من تهديدات إيران بشنّ "هجوم كبير" بعد أن استهدفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في سوريا قبل 10 أيام، مؤكداً أنه سيبذل كل ما في وسعه "لحماية أمن إسرائيل".*

*وجاء الرد حاسمًا بعثة إيران في الأمم المتحدة التي أكدت على ضرورة رد بلادها على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق.*

*وقد حملت بعثة إيران في الأمم المتحدة مجلس الأمن مسؤولية تجاهله قصف القنصلية بالقول : "لو ندد مجلس الأمن الدولي بالعدوان الإسرائيلي لكان من الممكن التغاضي عن ضرورة الرد".*

*أما بالنسبة لتأخر الرد؛ فإيران تدرس الخيارات المناسبة لتوجيه ضربة رادعة جدًا للعدو الصهيوني بحيث لا يفكر حتى بالعدوان على إيران؛ بعد ان تمادى في تنفيذ عمليات الإغتيالات ودعم المجموعات التكفيرية لنشر الفوضى وخلخلة النظام في إيران.*

*وفي تحليلي خاص فإسرائيل دمرت القنصلية في دمشق ب 6 صواريخ دقيقة أمريكية، وألقتها طائرات أمريكية أيضًا وقد كانت إيران متواضعة جدًا لتحميل المسؤولية لإسرائيل فقط؛ علمًا بأن القانون الدولي يُجرِّم الدي زوّد إسرائيل بسلاح الجريمة ومن ساعد الطائرات في الوصول إلى دمشق.*

*هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن إسرائيل قد حرمت فرحة الإحتفال بعيد الفطر عن 12 عائلة في دمشق وأكثر من 40.000 عائلة في غزة وعليها دفع الثمن وتحرم القتلة من فرحة الإحتفال بعيد الفصح كما تنص شرائع حمورابي التي وضعت منذ 1750 عامًا قبل الميلاد؛ أو حسب النص القرآني الذي يسمح لأولياء الدم بالإقتصاص من القتلة لأن إسرائيل وبغطاء أمريكي قد نسفت القانون الإنساني الدولي.*

*وبالتالي فإن إيران أخرَّت الرد ليزداد قلق قادة الكيان المؤقت، وهذا جزء من الرد. لذا أتوقع أن يكون الرد قبل أسبوع من عيد الفصح اليهودي أو في أول أيامه في 23 من الشهر الحالي.*

*وأما بالنسبة للتصريحات الأمريكية والصهيونية والتي وصلت إلى حد تهديد إيران بالرد عليها إذا ما نفذت وعيدها؛ لا بد من الإشارة بأن إيران تقوم بحقها القانوني والشرعي والأخلاقي والإنساني للدفاع المشروع عن النفس؛ وإذا ما أقترف بايدن بالتعاون مع إسرائيل خطيئة الرد على إيران فأنه سيضع المنطقة كلها على فوهة بركان.*

*وسيضع بايدن كل مصالحه وقواعده العسكرية تحت مرمى الصواريخ الإيرانية الدقيقة جدًا. وسيكون الرد فوريًا وقاسيًا جدًا وقبل أن تعود الطائرات المعتدية إلى قواعدها إن عادت.*

*وإنَّ غدًا لناظره قريب* 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري