بسم الله الرحمن الرحيم

( وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ) الأنفال60

لقد أكدت إيران من خلال عملية (الوعد الصادق) التي جاءت ردا مشروعا على العملية الإرهابية التي قام بها طيران العدو الإسرائيلي مستهدفا مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بتاريخ الأول من نيسان الشهر الحالي في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك 2024.. ومنذ ذلك الحين كان قد توعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي أكبر خامنئي بالرد في الوقت والزمان والمكان الذي تجده طهران مناسبا.. ومن الحنكة والذكاء والحكمة الإيرانية أن تركت هذا العدو وأذنابه في صراع نفسي منذ الأول من نيسان تاريخ العملية الإجرامية ضد القنصلية الإيرانية حتى موعد الرد المناسب على هذا الكيان المتغطرس (الأمر الذي يعني حرب نفسية من قبل طهران سبقت الحرب الصاروخية ) وقبل الخوض في غمار الموضوع لتلك الضربة الموجعة من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني والتي أعادت البهجة إلى قلوب الشعوب الإيرانية والعربية والإسلامية.. أعود قليلا بعجلة الزمن إلى الوراء مذكرا السادة القراء بعملية الوعد الصادق

تلك العملية التي قامت بها مجموعة من القوات الخاصة التابعة للمقاومة الوطنية اللبنانية..

بتاريخ يوم الأربعاء 12 يوليو سنة 2006

حيث قام أبطال ورجال حزب الله بتفجير عبوة ناسفة إدت إلى مقتل وجرح ثمانية جنود إسرائيليين

ستة منهم تم مصرعهم على الفور في عين المكان و أسر إثنان منهما ( إيهود غولد فاسر وإلداد رڨيف ) اللذان تم نقلهما من أرض المعركة بثلاث سيارات دفع رباعي تبعها تلك العملية أيضا تدمير دبابة ميركافا إسرائيلية وخمس آليات همر وقتل 4 جنود إضافيين

وإن عبر ذلك عن شيء فإنما يعبر عن قوة ورباطة

جأش وذكاء قيادة المقاومة الوطنية اللبنانيةو القيادة الإيرانية على حد سواء والتزام هاتين القيادتين بتنفيذ وعودهما...

لقد تعانقت كلتا العمليتان البطوليتان اللتان إتخذتا نفس التسمية ( الوعد الصادق) وأكدتا للقاص وللدان عن مدى مواقف إيران المشرفة تجاه قضية

المسجد الأقصى والقضية المركزية الفلسطينية.

ودفاع طهران عن المظلومين والمكلومين في فلسطين بشكل خاص وفي العالم العربي والإسلامي بشكل عام تبعا لوصية مؤسس يوم القدس العالمي ومفجر الثورة الإسلامية الإيرانية السيد آية الله الخميني رحمه الله...

لقد أكدت طهران من خلال تلك العملية أن العدو الصهيوني وأتباعه لايفقهون غير لغة السلاح والنار.. تلك اللغة التي تكبح طغيانهم وتحطم جبروتهم وتحد من جرائمهم بحق الشعوب المستضعفة خصيصا في فلسطين الجريحة...

350 مسيرة وصاروخ باليستي مجنح نشرت الهلع والخوف بين قطعان المستوطنين وتسببت بخسارة مادية أولية تقدر بمليار دولار تكلفة التصدي لهذا العدد من المسيرات والصواريخ والتي أصاب جزء منها وبدقة متناهية موقعين عسكريي... الموقعان اللذان تم تنفيذ العملية الإرهابية الصهيونية ضد القنصلية الإيرانية من خلالهما حيث يتكتم الإعلام الإسرائيلي عن حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن الهجوم الصاروخي الإيراني.. وليعلم الجميع أن كلفة كل صاروخ من نظام أرو الذي يستهدف الصواريخ الباليستية نحو 3 ملايين و500 مئة ألف دولار بينما يدفع هذا العدو أيضا نحو مليون دولار لكل صاروخ من نظام مايسمى بمقلاع داود الخاص بعتراض صواريخ كروز..

فما بالكم لو تم إطلاق الالاف من تلك المسيرات والصواريخ يوما صوب هذا الكيان بوقت واحد ذلك يعني الإفلاس المالي الفوري لهذا الكيان إضافة لتحطيم بنيته التحتية والفوقية وإعادته للعصور الحجرية... فهذه رسالة أولية واضحة لحكومة للحكومة الإسرائيلية...

لقد أكدت طهران ومن خلال مسؤوليها العسكريين والسياسيين أن حكومة تل أبيب قد تجاوزت الخطوط الحمراء حين إستهدافها للقنصلية الإيرانية في دمشق...

كما أن قيام قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي بتوجيه أوامر الرد شخصيا من داخل إيران لتنفيذ الضربات ضد الكيان اللقيط ينطوي على رسالة واضحة مفادها أن إيران تتحول من الصبر الاستراتيجي إلى مستوى أكثر نشاطا من الردع...

إن ماشهده العالم برمته يوم السبت الرابع عشر من مارس كان فشلا ذريعا للرد الصهيوأمريكي وكما قال

المتحدث السابق للجيش الإسرائيلي آفي بنياهو في

حديث القناة 12 العبرية إنه بعد سنوات من تهديد إسرائيل بمهاجمة إيران فإن إيران هي من هاجمت إسرائيل... كما قال عوفر شيلح في حديث

القناة 13 الإسرائيلية أن العالم تغير قائلا” عدونا هو محور كامل متجانس ولديه نظرية هزيمة إسرائيل“

كما إعتبر يعقوب بردوغو بوجوب الإعتراف بأمر

واحد حصل أمس ليلا وبشكل واضح وهو أن الردع الإسرائيلي تلقى ضربة مميتة“.

لقد نفذت إيران وعدها الصادق بشجاعة منقطعة النظير ورغم مشاركة أمريكا وحلفائها الدوليين وأدواتها الإقليميين في رد الهجوم الإيراني وتكتم العدو عن حجم خسائره ورغما عن أنوف الشامتين من أعراب الردة ومشايخ الناتو

وتعليقات الذباب الإلكتروني ضمن وسائل التواصل... هذا الذباب المأجور والمشحون

بفكر طائفي تكفيري ضد جمهورية إيران الإسلامية

والذي إمتعظ وأغاظه وأحزنه ماألم بأقرنائه الصهاينة جراء الهجمات البطولية الإيرانية التي أعادت العزة والكرامة للعالمين العربي والإسلامي... فيما عدا أصحاب الفكر التكفيري العميل الأول للصهاينة الذين إمتعظوا وأصابهم الحزن على الصهاينة أبناء عمومتهم...

عملية الوعد الصادق التي أكدت طهران من خلالها أنها في ذروة قوتها وأثلجت صدور الفلسطينيين و

ومئات الملايين من المسلمين فيما عدا الفئة الإسلامية المتصهينة...

لقد بات واضحا أن نتن ياهو يحاول إفتعال مواجهة مع إيران ليجر أمريكا والغرب إلى حرب إقليمية كي

يذهب التركيز باتجاه إيران وينسى العالم مايحدث من جرائم إبادة جماعية ضد شعب الجبارين في غزة الشموخ والكرامة والعزة...

هاهو وزير الخارجية الفرنسي ستيفان جورنية يصرح

بعد إستدعائه السفير الإيراني لنقل رسالة حازمة.

حيث قال” منذ عام 1979 جعلت إيران الكراهية ضد

تل أبيب في صلب دبلوماسيتها “

وهذا أيضا رد صريح وواضح على أن لإيران فضل عظيم لصالح القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى

والمقدسات الإسلامية والمسيحية..

هذا الرد الذي يمثل شوكة حادة في أفواه أعراب

الردة والشقاق والكفر والنفاق وذبابهم الإلكتروني ومحاولاتهم الدائمة لشيطنة وتلطيخ وللإساءة لسمعة طهران تنفيذا منهم للأجندة الصهيوأمريكية...

لقد صرح أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني أن الرد جاء في إطار الدفاع المشروع والحازم والطبيعي للدفاع عن النفس وكانت إيران قد

أبلغت جيرانها بالهجمات قبل شنها على إسرائيل وأنها

لن تتردد في الدفاع عن مصالحها المشروعة ضد أي

عدوان جديد إذا لزم الأمر كما أنها تحلت بضبط النفس إلا أن إسرائيل فهمت ذلك خطأ

وبين عبد اللهيان أن هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق مخالف للقوانين والمواثيق الدولية فكيف بالمجتمع الدولي يدعو إيران إلى ضبط النفس ويتغاضى عن جرائم إسرائيل... خاتما حديثه.

لقد أكدت طهران من خلال تلك العملية المشرفة لكل

عربي ولكل مسلم وحتى لكل مسيحي في العالم أنها

من خلال ردها الحازم دولة قوية وغير مرتهنة ولاتفرط في حقوقها وهي حريصة على ردع

الكيان الإصطناعي اللقيط المتمادي في ارتكاب الجرائم والمجازر وقتل وتشريد الفلسطينيين وانتهاكه لكل المواثيق الدولية والأعراف والشرائع

الدينية والأخلاقية..

إن هذا الرد حدث تاريخي يؤسس لمشهد جديد في

المنطقة والعالم وسيكون له الأثر الأكبر على مستوى

القضية الفلسطينية التي تخلى عنها العديد من حكومات الأعراب والقوى الرجعية..

إضافة أن هذه الضربة كسرت حاجز الخوف لدى

الشعوب العربية والإسلامية وكشفت من هو العدو

الحقيقي للقضية الفلسطينية وللأشقاء الفلسطينيين.

وهذا مارأيناه من خلال الإنتشار الرهيب للذباب الإلكتروني الذي إمتعظ من توجيه تلك الضربة... هذا

الذباب الإلكتروني المأجور من قبل القوى الرجعية المساندة لإسرائيل والحاقدة أشد الحقد على طهران لعتبارات طائفية زرعها مشايخ الفتنة والشحن والتحريض الطائفي الذي لاعلاقة له بالدين الإسلامي الحنيف....

هذه القوى الرجعية المشبعة بفكر تكفيري دموي طائفي يؤيد العدو الصهيوني ويستهدف فقط من يعادي هذا العدو... والدليل واضح من خلال حكومات التطبيع والإنبطاح والتطبيل مع هذا المجرم

الفاسد والمفسد والمدنس للمسجد الأقصى الشريف.

ومن خلال الرجوع للعنوان الذي وضعته لمقالتي هذه ((الإصطفاف بأضعاف الأصناف والأوصاف لإنصاف الضعاف وإضعاف الإنحراف دون إنصراف))

فالمعنى واضح للسادة القراء حيث أن الإصطفاف من جانب دول الصمود والتصدي والممانعة بداية بإيران

بأضعاف الأصناف والأوصاف من جبهات وعمليات

على عدة محاور تنطلق من جهات عديدة على غرار العمليات البطولية التي يقوم بها أبطال الحشد الشعبي وأنصار الله الحوثيين البواسل في

اليمن الشقيق وأسود ونمور ورجال المقاومة الوطنية اللبنانية وسيدها حسن نصر الله أبو الشهيد هادي

والمقاومة السورية التي تستهدف المحتل الأمريكي

المتواجد في الشمال السوري تلك المقاومة المتنوعة

التي تناصر وتؤازر وتخفف عن المستضعفين الضعاف

خصيصا في قطاع غزة وتضعف العربدة والعجرفة والهمجية والإنحراف الصهيوني دون كلل أو ملل ودون فتور ودون إنصراف... فهنيئا لك طهران على

عمليتك المشرفة التي أثلجت الصدور ورسمت الإبتسامة على الوجوه وعرفت العالم أجمع أن إيران

حقا سيدة المواقف المشرفة ومنذ فجر ثورتها الإسلامية....

كاتب سوري...