رسول الإمبريالية الأمريكية قادم للسعودية والمنطقة
مقالات
رسول الإمبريالية الأمريكية قادم للسعودية والمنطقة
راسم عبيدات
28 نيسان 2024 , 21:35 م


بقلم :- راسم عبيدات

رسول الإمبريالية الأمريكية بلينكن قادم الى السعودية والمنطقة،وهذا الرسول الدائم الزيارات والجولات المفاخر بيهوديته،طبعاً لا يتحرك ولا "يصول" و "يجول"، إلا من أجل إنقاذ دولة الإحتلال من أزماتها ومنع هزيمتها،والحرص على بناء اوسع الشراكات والأحلاف الأمنية والعسكرية الإستراتيجية بينها وبين دول المنطقة المنضوية تحت العباءة الأمريكية،من أجل أن تبقى " اسرائيل" الأقوى في المنطقة، فأي ضعف أو هزيمة ل" اسرائيل"،تعني هزيمة لأمريكا،في المنطقة الأكثر أهمية لمصالحها الإستراتيجية ،ففيها منابع الطاقة وخيوطها وخطوط التجارة العالمية والممرات والمضائق المائية...ولذلك يحرص بلينكن في كل زياراته للمنطقة على اللقاء مع قيادات الدول التي تنضبط للإستراتيجية الأمريكية في المنطقة،والتي تقوم اولاً وعاشراً على توفير الأمن والحماية ل" اسرائيل"،وهذه الزيارات التي أتت بعد تيقن بلينكن والإدارة الأمريكية ومعه قوى الغرب الإستعماري،بأن الرد الإيراني على إستهداف قنصليتها في دمشق بمئات المسيرات والصواريخ البالستية،قال بشكل واضح بأن "اسرائيل" لم تعد الحليف القادر على حماية المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة،فهي فقدت قدرة الردع،ليس أمام ايران ،بل وأمام حلفائها من قوى وحركات المقاومة ...المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وحزب الله في الجبهة الشمالية وجماعة "انصار الله " اليمنية،جبهة البحر الأحمر .

بلينكن وقادة الغرب الإستعماري جن جنونهم وفقدوا صوابهم، عندما وجدوا بأن ايران تخلت عن سياسة الإحتواء للإعتداءات " الإسرائيلية" المتكررة على ايران داخل الأراضي الإيرانية،وبما شمل عمليات التخريب وزعزعة الإستقرار،واستهداف برامجها ومنشأتها النووية ،والإغتيالاات التي طالت خبراء وعلماء في البرامج النووية ،ناهيك عن استهداف العديد من مستشاريها وقادة حرسها الثوري في أكثر من بلد وبالذات في سوريا.

ايران تخلت عن مقولة " الصبر الإستراتيجي" وقالت علناً بأنها سترد على استهداف قنصليتها في دمشق وبشكل مباشر من طهران،وليس عبر أي حليف في المنطقة، في رسالة واضحة لتل أبيب ومن يدعمها، بأن طهران قادرة على أن "تكيل الصاع صاعين"،وأنها لن تتهاون فيما يتعلق بأمنها وهيبتها وسمعتها وكرامتها،ولن تسمح ل" اسرائيل" بإقامة معادلات ردع وقواعد اشتباك جديدة ...و"اسرائيل" التي كان يتبجح قادتها بأنهم اذا لم تشارك معهم أمريكا في شن عدوان على طهران سيقومون بهذه المهمة لوحدهم،الرد الإيراني كشف زيف هذه "الببروغندا" والإسطوانة المشروخة،وعلى عكس ما قاله الفاشي بن غفير بأن "اسرائيل" ليست النجمة ال 51 في العلم الأمريكي،ثبت بأنها النجمة ال51 في العلم الأمريكي،حيث استنجدت بواشنطن ودول الغرب الإستعماري ودول" الناتو" العربي،من أجل ان تحميها من الرد الإيراني .

حتى ان حالة من الهستيريا سيطرت على جبهتها الداخلية،وقياداتها العسكرية والسياسية والأمنية عاشت حالة من التخبط والإرباك ،ووقفت كامل الدولة على "رجل واحدة".

بلينكن في جولته هذا وبناء على ما أحدثه الرد الإيراني من تغيير في معادلات الردع وقواعد الإشتباك ... فإن أولى أولويات مهمته في هذه الزيارة، إقامة درع صاروخي يمتد من المشيخات الخليجية بالشراكة مع دول حلف النقب "سديه بروكر" ،لكي يكون هناك حزام امان وحماية ل" اسرائيل" ضد أي استهداف لها من ايران ومحورها في المنطقة.

ولعل المهمة الثانية،هي تشكيل حلف خليجي أمريكي- إسرائيلي ضد ايران ،وبما يعزز من الوجود الأمريكي في الخليج،وكذلك سيجري البحث مع السعودية في مسألة التطبيع السعودي مع "إسرائيل" كأحد الجوائز التي يجب ان يتم تقديمها لنتنياهو،لكي يتخلى ،او يؤخر عملية اقتحام مدينة رفح ،وأن يرى في التطبيع مع السعودية بديلاً يمكن أن يقنع حلفائه من الفاشية اليهودية،بعدم تفجير حكومته من داخلها واسقاطها،ولكن يبدو من تصريحات بن غفير وسموتريتش،وقولهما بأنه اذا لم يستكمل نتنياهو حربه على رفح واذا ما رفع الراية البيضاء فلن يكون رئيساً للوزراء،وكذلك سيعمل بلينكن على إقناع السعودية بتشكيل قوة عربية متعددة ،تعمل على إدارة قطاع غزة، في اليوم التالي لتوقف الحرب على قطاع غزة ،قوامها مصري – أردني – سعودي - سلطة الحكم الذاتي فلسطينية – ومحميات خليجية أخرى،بإفتراض ان " اسرائيل" ستنجح في القضاء على المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها حركة حماس.وكذلك سيعمل بلينكن على ممارسة ضغوط على قطر ومصر،لكي تضغط على حماس من أجل الوصول الى وقف مؤقت لإطلاق النار يضمن إطلاق سراح الأسرى "الإسرائيليين"،ولعل المقترح المصري الأمريكي الذي جرى تقديمه ل" اسرائيل"،وقدم بشكل مشترك من قبل مصر والمخابرات "الإسرائيلية" لحماس ،والذي تسلمته وستقوم بالرد عليه، المؤشرات تقول بأنه لا يوجد فيه تغير جوهري في الموقف "الإسرائيلي" لجهة الوقف الشامل لإطلاق النار ورفع الحصار،وبالتالي متوقع ان ترد عليه حماس وفصائل المقاومة سلباً،ولعل أمريكا التي دأبت إدارتها على تحميل حماس المسؤولية عن عدم إتمام صفقة التبادل،بخلاف القيادات الأمنية والعسكرية واهالي الأسرى "الإسرائيليين" الذين يحملون نتنياهو المسؤولية عن ذلك خدمة لمصالحه وطموحاته الشخصية.

بلينكن يسعى للضغط على " اسرائيل" لتأجيل عملية اقتحام رفح، أو العمل على تنفيذ المرحلة الأولى من الإتفاق،والمتمثل بإستعادة الأٍسرى " الإسرائيليين"،والقبول بوقف إطلاق نار مؤقت ،وهذا من شأنه ان يفتح الطريق نحو منع تواصل وتوسع " ثورة الجامعات" الأمريكية التي انطلقت شرارتها من جامعة " كولومبيا" لتمتد الى أكثر من 75 جامعة امريكية،وليصل لهيبها الى جامعات بريطانيا وفرنسا وكندا وايطاليا ،والتي باتت أمريكا تعتبر بأنها تشكل خطر على الأمن القومي الأمريكي، في ظل الدعوات والشعارات والهتافات التي ترفعها وتطلقها،ضد المشاركة الأمريكية في حرب الإبادة التي تشنها "اسرائيل" على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة،وكذلك الدعوات لوقف تصدير السلاح الى " اسرائيل" والغاء الشراكات الأكاديمية والإقتصادية معها ومع مؤسساتها التعليمية وشركاتها الإستثمارية،وهذه الجبهة الإسنادية الخارجية الجديدة للشعب الفلسطيني،دفعت بقوات الأمن الأمريكي للتعامل مع هذه " الثورة " الطالبية،بمنتهى القسوة والوحشية،واعتقلت المئات من الطلبة المحتجين،ودخلت " اسرائيل" وكالعادة على الخط متهمة القائمين على تلك " الثورة " الطالبية بالعنصرية ومعاداة السامية.

بلينكن سيسعى لتحقيق التطبيع السعودي مع " اسرائيل" كجائزة كبرى لنتنياهو تعويضاً عن شن عملية عسكرية على رفح،مقابل جزرة بإتخاذ خطوات من أجل إقامة دولة فلسطينية،وهذه الجزرة والبضاعة الفاسدة،طوال ثلاثين عاماً وامريكا تبيع الوهم والكذب والخداع والتضليل لقيادات رسمية عربية وفلسطينية عاجزة ومنهارة، تستمر في " تجريب المجرب"،وهي تدرك بأن هذا البضاعة التي يروجها بلينكن،هي فقط من اجل "ذر الرماد في العيون"،فأمريكا بقيادتها الصهيونية واليهودية أكثر تطرفاً من القيادة " الإسرائيلية فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني،ولعل " الفيتو" الذي اتخذته أمريكا مؤخراً في مجلس الأمن الدولي،ضد المشروع الذي تقدمت به الجزائر نيابة عن المجموعة العربية،من أجل الإعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة،يؤكد على صحة ما نقول .

بلينكن ربما يقول لنتنياهو في هذه الجولة ،عليكم ان تختاروا بين إستعادة الأسرى او الذهاب لمعركة رفح ،وبين التطبيع مع السعودية او الذهاب لمعركة رفح،وبين العلاقات الإستراتيجية مع أمريكا والذهاب الى معركة رفح،دون المس بثوابت العلاقة الإستراتيجية بين البلدين،والبقاء على الخلافات تحت سقف "امريكا صهيونية " و"اسرائيل قاعدة متقدمة في المنطقة لحماية المصالح الأمريكية والغربية.

فلسطين – القدس المحتلة

28/4/2024

[email protected] 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري