بمناسبة قرار امريكا بمنح اسرائيل المليارات.. لو ان السلاح والمال يصنع الانتصارات لما تحررت امه في التاريخ
مقالات
بمناسبة قرار امريكا بمنح اسرائيل المليارات.. لو ان السلاح والمال يصنع الانتصارات لما تحررت امه في التاريخ
ميخائيل عوض
29 نيسان 2024 , 21:33 م


بيروت؛ ٢٩/٤/٢٠٢٤

ميخائيل عوض

ما ان وافق الكونغرس الامريكي على منحة مالية وتسليحية لإسرائيل واوكرانيا حتى قامت قيامة النافخون في الفأر الإسرائيلي لتصويره نمرا مخيفا.

وبدأت الطبول والمزامير تقرع وتضج وتتحدث عن اكتمال شروط اجتياح نتنياهو لرفح وتعديل موازين القوى.

في الواقع ومعطياته المعاشة؛ المال والسلاح لا يصنعان نصرا ابدا.

ولو انهما يصنعان انتصارات لما سقطت امبراطورية او نظام ودولة ولا تحررت امه عبر التاريخ.

فالنظم والمستعمرين دوما يتفوقون بالمال والسلاح على الشعوب المظلومة والشعوب المحتلة اوطانها.

وفي واقعات الصراع العربي الاسرائيلي خاصة منذ ١٩٦٨معركة الكرامة دوما كان المال والسلاح موفورا وفائضا لإسرائيل من امريكا واوروبا والنظام العربي والاسلامي ولم يكن ينقصها سلاح او مال ولم تنتصر في اي من الجولات ١٩٧٣ و١٩٨٢ الى٢٠٠٠ و٢٠٠٥ و٢٠٠٨ و٢٠١٢ و٢٠١٤ و٢.٢١ و٢٠٢٣ وفي جولتنا الجارية وهي اطول الجولات واشدها واتخذت صفة الحرب الكبرى والواسعة والاقليمية بعد ان دخلتها ايران واشتبكت مع الناتو ومعهم اسرائيل والاردن وبعض النظم العربية والاسلامية لم يكن ينقص اسرائيل والناتو وامريكا المنخرطون في الحرب وقيادتها لا اموال ولا اسلحة.

فقرار الكونغرس يدينه ويدين امريكا وحلفها العدواني ويؤكد دورها في قيادة الحرب وادارتها وتمويلها ومسؤوليتها عن ارتكابات الإسرائيليين.

والاموال التي خصصت لأوكرانيا واسرائيل انما في غالبها ستذهب الى خزائن وحسابات لوبي الحرب وصناعة السلاح في امريكا. ولن يكون لها فاعلية لتعديل موازين الحرب التي استقرت وقررت هزيمة إسرائيل وحلفها والشواهد كثيرة ومنها اخلاء امريكا وحلفها البحر الاحمر من القطع البحرية بعد ثبوت عجزها وهزيمتها وانحسار عناصر قوتها وتسجيل اليمن نصرا هائل الاهمية في تقرير مستقبله ودوره الرائد ومكانته في البحار وفي الميزان الخليجي والعربي والاقليمي.

من يقرر نتائج الحروب هو الميدان والميدان يعمل بكليته في صالح محور المقاومة وغزة وفلسطين فلن تنفع الاموال والمزيد من السلاح ولن تغير في التوازنات والاتجاهات.

اما طوفان الاقصى العجائبية وحرب غزة التحريرية وانخراط الجبهات ووحدتها ووحدة الساحات فقد بدأت ترسي نتائج استراتيجية ونوعية في تصميم مسارات المستقبل في الصراع وفي العرب والاقليم والعالم وكلها في صالح تحرير فلسطين من النهر الى البحر.

اضافة نوعية؛ فحرب غزة ونهوض الطلاب والشباب في امريكا والعالم يؤشر الى ان غزة وحربها حققت مكسبا استراتيجيا ونوعيا في اسقاط وانهاء ما سمي ب الاسلاموفوبيا التي كانت تهدد الجاليات العربية والاسلامية وتنذر بعواصف ومذابح وحروب دينية مفتعلة.

والحقت هزيمة بالمشروع الانجلو ساكسوني القائم على استراتيجيات اشغال الامم والشعوب بحروب وانقسامات دينية وطائفة ومذهبية وجهوية لتعيش طغمة الليبرالية المتوحشة والمهيمنة عالميا.

فطوفان الاقصى وحرب غزة وتضحياتها اصبحت دواء و بلسما يعالج الجروح والتقيحات ويفتح المستقبل على عالم جديد ونظام جديد تعلى فيه كلمة الوحدة والتفاعل بين الشعوب لا الانقسامات والاحتراب على قضايا لا تستحق او تستوجب الحروب.

المال والسلاح لا تصنع انتصارات وحرب غزة تغير في العالم ونظامه وقوانينه الضابطة للعلاقات بين الشعوب والامم.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري