كتب الدكتور محمد صادق الحسيني,,
تفيد مصادر مواكبة لمسار المفاوضات الجارية بخصوص التوصل الى وقف اطلاق نار دائم في غزة (وقف الحرب) بان اجتماعاً بحثياً احترافياً موسعاً جرى خلال الساعات الماضية، لمجموعة من كبار ضباط الاستخبارات والضباط العسكريين السابقين المتقاعدين من غير دول محور المقاومة، وذلك في احدى عواصم القرار الاوروبي الغربي، تم خلاله مطالعة الوضع الاستراتيجي في منطقة "الشرق الاوسط" وتأثيراته على مستقبل الخرب والسلام في المنطقة، بشكل عام .
وقد توصل المجتمعون الى تقييم استراتيجي، لمسار الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وتداعيات العمليات العسكرية للجهات التي تساند حماس والمقاومة يمكن تلخيصه على الشكل التالي:
١) ان الوضع الاستراتيجي في قطاع غزة ، بشكل خاص وفي "الشرق الاوسط" بشكل عام ، هو لصالح حركة حماس بالمطلق .
٢) ان جميع العمليات العسكرية الاسرائيلية ، منذ بدء الغزو البري ، ليست سوى محاولات ، للتغطية على الهزيمة الإستراتيجية الاميركية الاسرائيلية ، في السابع من اكتوبر تشرين ٢٠٢٣ .
٣) ان اي عمليات برية جديدة ، كتنفيذ عملية غزو او اجتياح لمحافظة رفح ، لن تغير شيئاً في الوضع الاستراتيجي .
٤) الاميركي والاسرائيلي يواجهان مأزقاً إستراتيجيًا لا مخرج منه ..
لذا فهم مضطرون لتقديم التنازلات وليس العكس .
٥) الا انهم يحاولان تضليل حركة حماس وابتزازها ، من خلال المصري والقطري ، واللذان يتماهيان مع مناورات نتنياهو ، الذي يحاول الظهور بمظهر المنتصر ، ويصر على مقولة النصر المطلق ، على الرغم من عدم اقتناع احد في إسرائيل بهذه المقولة .
٦) وعليه فان المطلوب ، من الطرف الفلسطيني المفاوض ، ان لا يقدم اي تنازل في المطالب الاربعة الرئيسية ، مهما بلغت الضغوطات المصرية والقطرية ، ومهما بلغت التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني .
٧) ان تقديم اي تنازل ( تراجع عن الثوابت الاربعة ) سيقلب صورة الميدان رأساً على عقب وسيحوِّل هزيمة بايدن ونتنياهو الى انتصار كبير ، اضافة الى انه سيفضي ( التنازل ) الى تفكيك التشكيلات الفدائية الفلسطينية ونزع اسلحتها والقضاء على اي فرصة لاطلاق مقاومة جديدة ، ربما لعقود قادمة .
٨) التنازل يساوي الانتحار ….. وهذا ما حدث مع الفدائيين الفلسطينيين في الاردن بين شهر ايلول ١٩٧٠ ( حرب ايلول بين الجيش الاردني والفدائيين الفلسطينيين ) ، حيث جرى الاتفاق على ما اطلق عليه يومها :
تنظيم اسلحة الميليشيا ( ميليشيا المنظمات الفدائية الفلسطينية في الاردن ) ووضعها تحت اشراف اردني فلسطيني مشترك ، ومواصلة النظام الاردني ، لاحقاً ، في التضييق على الفدائيين وملاحقتهم والضغط العسكري عليهم ، وصولاً الى حصارهم في احراش جرش وعجلون ، شمال عمان وشن حملة عسكرية واسعة ضدهم ، استمرت حتى شهر آب ١٩٧١ ، انسحب بعدها من بقي حياً من الفدائيين الى خارج الاردن .
وتختتم المصادر بالقول :
الخلاصة التي يخرج منها اي منها اي مراقب بعد مطالعة موسعة للوضعين الدولي والاقليمي ايضا، اضافة الى الساحة الفلسطينية ، بان الاسرائيلي سيرضخ لشروط حماس في نهاية المطاف .
وان تل ابيب لم تحقق اهدافها مطلقا وتقترب من الاستسلام لشروط المحور ككل ، و ان الامر لا يتعدى سوى بعض العض على الاصابع والصبر والمثابرة…
خاصة وان قوى الدفاع الاستراتيجي المساندة لغزة باتت لها السيطرة النارية على البحار الخمسة ...
أتى امر الله فلا تستعجلوه وانتظروا ان الله يحب المنتظرين …
بعدنا طيبين قولوا الله