الرصاصات الصدئة تجتمع في المنامة
مقالات
الرصاصات الصدئة تجتمع في المنامة
16 أيار 2024 , 16:02 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ:

"الرصاصة لا تزال في جيبي"، هو عنوان الفيلم الساداتي الذي أراد طمأنتنا إلى أن الكيلو ١٠١ الذي انتهى إلى كامب ديفيد لن يترك عرب فلسطين تحت نعال الصهاينة...

بعد ٢٢٢ يوما من حرب التحرير في غزة، لم يسقط فقط الكيلو ١٠١، بل سقطت كل الأقنعة عن وجوه المجتمعين في البحرين تحت عنوان قمة لا يمكن أن تكون إلا كومة قذارات هذه الأمة...

لم يكن سهوا اختيار المنامة لهؤلاء النيام على الضيم...

لم يسمع كل هؤلاء صرخات نساء وأطفال غزة والضفة...

صرخة وامعتصماه التي حركت جيوش الخلافة في زمن كان لا يزال العرب فيه على قيد الحياة، لم تحرك أكثر من أجهزة المخابرات لاستمرار اعتقال الكرامة والعزة والمروءة والشرف...

حتى كلاب السلطة في رام الله، أظهروا مقدرة على حراسة الكيان أكثر جدوى من باقي الأنظمة...

لكن الحمدلله، عوض الله الأمة بمحور سوف يكون بطاقتنا إلى النظام العالمي الجديد الذي يولد...

في زمن سقوط جيوش الأنظمة، تولد كل يوم مقاومة إسلامية في زاوية من زوايا هذا العالم العربي الكبير...

في إحدى محاضراته، قال حكيم الثورة الفلسطينية، الدكتور جورج حبش، كلمة ملتبسة...

قال إن أملنا هو في "وطنية" الإسرائيليين...

العرب مستعدون للتنازل إلى آخر ما في التنازل من استسلام؛ لكن الذي سوف يحفظ الحق الفلسطيني هو إصرار الصهاينة على طلب المزيد في كل مرة يتنازل العرب...

الحمدلله الذي هزم الليكود فيه حزب العمل...

الحمدلله الذي قام فيه متطرف صهيوني باغتيال محطم عظام الاطفال الفلسطينيين اسحاق رابين...

الحمدلله الذي جعل على رأس حكومة الإستيطان متطرفين من أمثال نتنياهو أو بن غفير أو سموتريتش...

هؤلاء يحتقرون النظام الرسمي العربي، ومعه محمود عباس أيضاً...

يحضرني هنا قول كان منتشرا بين جماعات التكفير في العراق...

على سؤال، من تقتل إذا كان معك رصاصة واحدة وكان أمامك أميركي، وسني وشيعي؟

اجاب التكفيري: الشيعي طبعاً...

وماذا إذا كان لديك رصاصتان؟

الشيعي والسني طبعاً...

لم يسأل السائل عن إمكانية وجود ثلاث رصاصات، لأن الأميركي الذي يؤمن الرصاصات للتكفيري من الأساس لن يعطيه أكثر مما يلزم لقتل المؤمنين في هذه الأمة...

هكذا هو حالنا...

إذا وجد عندنا ما يكفي من الرصاص لقتل الصهاينة، يجب ترك بن غفير وسموتريتش ونتنياهو إلى الأخير لأن الآخرين كلهم أكثر سوءا من هؤلاء المتطرفين...

الآخرون يريدون قتلنا مع ابتسامة تمنع العالم من رؤية الوجه القبيح للصهيونية...

تماما كما يفعل الاميركيون اليوم على حد قول أحد الإعلاميين للفلسطينيين:

الفرق بين أميركا والكيان الصهيوني هو أن اميركا تريد قتلنا بعد إطعامنا؛ بينما يريد الصهاينة قتلنا ونحن جياع...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري