بيروت؛ ٢٠/ ٥/ ٢٠٢٤
ميخائيل عوض
امريكا القديمة العظيمة الجاذبة ارض الميعاد ارض الفرص والذهب شاخت وتتمخض.
هل تلد طبيعيا ام قيصريا ام تموت مع وليدها؟
تلك اسئلة صادمة للعقول المتحجرة ولأصحاب اللغة الخشبية الذين تكلست عقولهم ويرتهبون من ضياع مهنتهم بالتعبد في معبدها المتداعي والعاجزون عن التفكير من خارج الصندوق في زمن غير المسبوقات.
امريكا العظيمة المهيمنة المالكة لعناصر القوة والسطوة والاخضاع تتمخض فهل تلد فأرا ام تعيد هيكلة وصياغة نفسها ونظامها وتعود شابة لكنها مختلفة عما كانته ولقرون ابتلت البشرية بالعدوانية والحروب والابادة والتدمير على ما شبت عليه.
ذاتها الأسئلة التي تشغل بال الباحثين والدارسين الجادين والواقعين الموضوعين غير المغمضة عيونهم ولا المتحجرة مناهجهم وافكارهم والاكيد غير المرتهبين من مصير ومستقبل امريكا اي كان.
الحق يقال؛ برغم عسف النظام والقيم الامريكية الا انها كدولة لم تبلغ مرتبة الامة او الحضارة بالمفاهيم التقليدية وبحسب النماذج التي شهدتها البشرية.
الا انها بعدوانيتها وماديتها وبكون محركات تطورها الجوهرية كانت المثالب لا الفضائل " مذهب الشيطان" لا القيم والاخلاق ولا الاديان والفلسفات الوضعية الانسانية داعية الخير للبشرية جمعاء.
الا انها انتجت تقدما وعصرنت الحياة ويسرتها وحفزت على انتاج الثورة التقنية الرابعة وعممت الشبكات والذكاء الصناعي وفرضت العالم الافتراضي متلاصقا ومؤثرا في الواقع وقد حاولت بذكاء تجديد شبابها واعادة هيكلة نفسها لاحتواء التبدلات في بنيتها والاختلالات الانثربيولوجيية.
وسعت لصهر هوياتها المتنوعة وحاولت جادة في فرض وانتخاب اوباما الاسود لاب افريقي مسلم الى ان تتصالح مع تاريخها ومع القوى والفئات الصاعدة وتغير في هيكلياتها الا ان قوة التقاليد والعادات والقيم والسيستم نفسه حال دون نجاحها.
ثم حاولت بتمكين ترامب ممثل العجائز البيض ومدن الصدأ واخفقت ايضا وادت صراعاتها الى تعطيل المحاولتين لتقع في الانتخابات الجارية في مازق الخيارات وفي حالة العجز عن انتاج الجديد دلالة على اصابتها بمرض شيخوخة الإمبراطوريات" العجز وفقدان القدرة على التجديد".
الحالة موصوفة لجهة الارتباك وفقدان البوصلة واضطراب السيستم وتقادم ادارته يتفاعل معها الانحسار والهزائم واكلاف المغامرات الهائلة والاضطرار الى تمويل الازمات والحروب والعجز بطباعة النقد وبالاستدانة فتخليق ازمة حادة تقاطعت فيها حالة الركود الحاد مع التضخم المفرط ما دفع بالخبراء الى توقع انفجار النموذج الاقتصادي وربما قبل اتمام الانتخابات الرئاسية.
وبافتراض قدرة السيستم على احتواء الازمة وتأجيل انفجارها لما بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الا ان الحملات الانتخابية وتزاحم الاستحقاقات السياسية تفرض نفسها باندفاعات انفجارية فتمويل الحرب الأوكرانية ومنع روسيا من نصر كبير وحماية اسرائيل وتأمينها في حرب غزة الاقليمية الجارية، وازمة نهوض الرأي العامة بقيادة الشباب والطلاب ضد الادارة ودورها وفي وجه النظام السيستم الذي صمم وعمل لتامين النخبة الاي لا تزيد عن ١ بالمئة واندفاعتها غير العقلانية في حماية اسرائيل.
ازمات وقضايا ضاغطة جدا ومؤثرة في مسارات ونتائج الانتخابات الرئاسية.
الاكثر خطورة هو السؤال؛ هل سيقبل لوبي العولمة واعمدته؛ لوبي المال والمصارف وصناعة السلاح والحروب وبيروقراطية البنتاغون والوكالات والكابيتول الهزيمة في امريكا؟؟؟
المنطق يقول بلا وسيحاول ويتمترس ويندفع للمغامرات والحماقات فالوضع والبيئة نموذجية لإنتاج ظاهرات الانتحارية والحماقة مثل امريكا مع بايدن كمثل اسرائيل مع نتنياهو.
كيف يستطيع لوبي العولمة منع وصول عدوه المحارب الطائش الحاقد ترامب للرئاسة ؟
- قتل ترامب والقتل عادة في النظام الامريكي لتصفية المنافسين.
- منع ترامب من خوض الانتخابات عبر القضاء وهو كالقتل في عرف ترامب.
- افتعال حرب كبرى تنخرط فيها امريكا والبؤر جارية مع الصين بذريعة تايوان ومع روسيا في اوكرانيا وفي الشرق العربي والاسلامي بتحول حرب غزة الى عاصفة إقليمية تنخرط بها امريكا فتتوفر ذريعة اعلان حالة الطواري فيبقى بايدن رئيسا لسنة او اكثر.
- ولا يستبعد تزوير فاضح ينتج توازن في النتيجة فتصير ذريعة لبقاء بايدن والاعداد لانتخابات جديدة بعد سنة او حالة فراغ في البيت الابيض يؤمن لوبي العولمة بإدارة امريكا عبر السيستم وبدون رئيس" نموذج لبنان وليبيا والسودان والاخريات من صناعة امريكية اختبارية"
ولو ان المتابعين لا يستبعدون محاولة استبدال الاحصنة في قلب السباق بحيث يقرر مؤتمر الحزب الديمقراطي ترشيح اما زوجة اوباما او كمالا هاريس بديلا عن بايدن المضروب بالزهايمر والمكروه من قاعدة الحزب الديمقراطي وفد انفض اليسار عنه. الا انها محاولة لن تغير من النتائج بل ستشكل ضربة قاصمة للديمقراطي ومستقبله واذا تحققت هزيمة ترامب فسيكون بايدن اخر الرؤساء البيض الانجلو ساكسون وتتغير امريكا.
اذا كانت تلك خيارات انتحارية للوبي العولمة لحرمان ترامب من ولاية رئاسية هو يتعامل والخبراء وكثير من ادارات الدول انه بات رئيسا فهل يعدم ترامب والترامبية القدرة على الرد والدفاع عن النفس؟
الجواب المنطقي انه والترامبية واصبحت قوة صلبة ومتماسكة ومسلحة على عكس الحزب الديمقراطي فيتحقق وعده بحمام دم وبان تكون اخر انتخابات لأمريكا المعروفة.
اين ستذهب امريكا القديمة وما هو مستقبلها؟
هل تتشظى كروما والعثمانية والاتحاد السوفيتي؟ ام تجدد في هياكلها وتستمر لكن بسيستم وبصيغة جديدة مختلفة...؟
تلك اسئلة تجيب عنها الايام الاتية وسنحاول مقاربتها عندما ترتسم ملامحها.
غدا؛ كيفما ذهبت الانتخابات الامريكي وماذا سيكون وقعها على حرب غزة ومستقبل العرب والاقليم؟
..../ يتبع