بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطاهرين وأصحابه المخيرين وكافة الأنبياء والمرسلين المبعوثين هدى ورحمة للعالمين أما بعد ولشدة تأثر العالم الإسلامي بسواده الأعظم وحزنه برحيل علم ورمز وقائد كرس معظم أوقاته ليله ونهاره في سبيل نصرة المستضعفين والوقوف مع المظلومين وخصيصا مع الأهل والأشقاء في ربوع فلسطين بشكل عام وفي قطاع الصمود والشرف والبطولة والإستبسال غزة العزة وذلك تماشيا مع
وصية مفجر ثورة 1978_ 1979 آية الله الخميني قدس الله سره وحامل راية تلك الثورة المظفرة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي دام ظله إنتهج فقيد
الأمة الإسلامية إبراهيم رئيسي وسار على نفس الدرب الذي رسمه قائد ثورة 1979... لقد كرس الفقيد الراحل معظم أوقاته مدافعا صلبا شجاعا عن كتاب الله القرآن الكريم في كل وقت يتم به الإساءة سواء للمسلمين أو للقرآن الكريم حيث لم يعرف فقيد الأمة الإسلامية الكلل أو الملل في سبيل إعلاء راية قضية
المسجد الأقصى الذي باركه الله سبحانه في
القرآن الكريم أو دفاعه عن المكلومين والمظلومين وأصحاب الحقوق المحقة والعادلة والمشروعة بداية برفعه لنسخة القرآن الكريم أمام
مئات الملايين من المشاهدين في شتى أصقاع العالم
ردا على جريمة حرق القرآن في السويد أنذاك إضافة
لتقبيل كتاب الله أمام مئات الملايين الذين كانوا يتابعون مجريات الجمعية العامة للأمم المتحدة في
سياق أعمال الدورة ال 78 في ولاية نيويورك الأمريكية حيث عبر رئيسي عن إستنكار واضح للإنتهاكات والإعتداءات بحق الإسلام والمسلمين مؤكدا أيضا أن إحترام الأديان يجب أن يتصدر قائمة
الأولويات في الأمم المتحدة حيث تفاعل مئات الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع مقطع الفيديو معربين عن إعجابهم بما قام به الرئيس
الراحل
ولو طرح بعضنا أسئلة أو وضع علامات إستفهام عن
سبب إهتمام طهران بالقضية المركزية الفلسطينية تحديدا فالجواب يكون وبكل بساطة تعبير أولا :
جميعنا نعلم كم للأراضي الفلسطينية مكانة هامة نسبة للإسلام وحتى للأشقاء المسيحيين وذلك لوجود معظم الأماكن المقدسة الإسلامية فوق أرض الرياحين
فلسطين التي تعتبر مهبط الأنبياء والرسل ومهد الحضارات وأرض البركات كوجود المسجد الأقصى المبارك الذي عرج منه الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله ووجود بيت لحم مهد السيد المسيح عليه وأمه السلام وغير ذلك من أماكن ذكرها الله سبحانه في كتابه العزيز.. فمن هذا المنطلق ولسبب
أن الحكومة والقيادة الإيرانية تهتم أولا بشؤون العالم
الإسلامي وتكرم القرآن أولا والرسول الأكرم وآل بيته
الأطهار وصحبه الأخيار وكافة الأنبياء والمرسلين خصيصا بعد أن تحولت بعد إنتصار ثورتها إلى جمهورية إسلامية حضارية تهتم بوحدة الصف الإسلامي وتسعى جاهدة لتوحيد راية المليار ونصف
المليار من المسلمين وتبذل قصارى جهودها للإصلاح
بين المسلمين ورأب الصدع الإسلامي كما تسعى للتقارب بين جميع المسلمين وإظهار الحق ناهيك
أن سياستها أيضا الدفاع عن المكلومين والمظلومين
كأهل فلسطين وكل ذلك ماكان أن يكون لولا انتصار
ثورة 1979 على نظام التخاذل والعمالة والإنبطاح
والتطبيع الشاهنشاهي... لقد نجح أعداء الإسلام بداية من تلطيخ وتشويه سمعة إيران وتصويرها على
أساس أنها عدو للوطن العربي هدفا من قوى الشر والهيمنة والإستبداد والإستعمار من لفت أنظار العالم
العربي والإسلامي عن قضية المسجد الأقصى المبارك وعن القضية الأساسية الفلسطينية وخلق هذا العدو
الوهمي أيضا بقصد صنع الشرخ والتفرقة بين أبناء الدين الإسلامي الواحد أيضا من أجل إبتزاز أموال
وثروات بعض دول الخليج ووضع السيطرة وفرض
الهيمنة بحجة تقديم الحماية.. ومتى كان الشيطان الأكبر والأصغر وبعض حكومات الغرب المنافق يدافعون عن الإسلام ويهتمون بشؤون المسلمين وهم العدو الأول للإسلام وللمسلمين!. لقد إستفاق السواد الأعظم من مسلمي العالمين العربي والعالمي وباتوا يدركون حقيقة الخديعة الشيطانية الكبرى... ولم تعد تفيد تلك الحيلة الشيطانية الخبيثة.... لقد أدرك مئات المسلمين أن عدوهم الوحيد فقط هو الكيان المحتل
لأرض فلسطين والذي يدنس القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء ويسرق وينهب خيرات الوطن ويحرف ويزور التاريخ
وينشر في الأرض الفساد ويسير على قاعدة فرق تسد... هاهو عالمنا الإسلامي بشتى ملله ونحله ومذاهبه يدرك أن إيران هي المدافع الأول عن الإسلام عن المسلمين عن القرآن عن القدس عن المسجد الأقصى عن الأشقاء في فلسطين وسورية واليمن والعراق وليبيا خصيصا بعد انطلاق عملية الطوفان والتي تلاقت مياهها مع مياه البحر الأحمر محطمة البرزخ بينهما وهاهي عدة جبهات من عدة
جهات تطلق عطاءاتها من قذائف وصواريخ ومسيرات صوب أهداف العدو السرطاني اللقيط المحتل لثرى فلسطين وعلى الرغم من الأثمان الباهضة التي دفعتها إيران من دم خيرة أبناءها والحصار الجائر المضروب عليها منذ 40 عاما والحرب الظالمة التي فرضت عليها لثماني سنوات
من دولة جارة بتحريك وتخطيط صهيوأمريكيغربي أعرابي خبيث.. وعلى الرغم من كل ذلك وغيره بقيت
طهران قلعة صخرية منيعة تحطمت ولاتزال تتحطم
فوقها كافة مخططات الخبث والشر والكيد والحقد
وتحولت إلى دولة عظمى يحسب لها ألف حساب ولاننسى أيضا الزيارة التاريخية التي قام بها الشهيد
رئيسي إلى بلد ملايين الشهداء العظماء الجزائر الحبيبة وحفاوة الإستقبال الكبيرة التي حظي بها والوفد المرافق له من قبل فخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والحكومة الجزائرية وروعة الإتفاقيات الموقعة المتنوعة التي تحمل كل الجوانب الإيجابية لكلا البلدين الشقيقين الجزائر وإيران تلك التي لم ترضي أعداء البلدين الشقيقين اللذان يجمع
بينهما الدين الإسلامي الواحد والقضايا المصيرية المشتركة كما لاننسى إعجاب الرئيس الراحل رئيسي
ببلد الشهداء العظماء وكذلك إعجاب الرئيس تبون
بالقيادة والحكومة والشعب الإيراني العريق وستبقى
أواصر التحابب والتقارب بين البلدين الشقيقين الجزائر وإيران رغم أنف الحاقدين والكائدين أيضا
لاننسى الإعجاب والتقدير من قبل السواد الأعظم
من الشعوب الفلسطينية وقياداتها والعربية والإسلامية بالمواقف الساطعة الناصعة المشرفة للجزائر وإيران وسورية ودول كثيرة عدة باتت تصطف إلى هذا الحلف العظيم القادم... حلف ومحور
الخير ضد حلف ومحور الشر.....