الحكومة الخفية؛ ان خسرت امريكا انتهت., امريكا تحاول التشكل قومية وامه عنوة عن حكومة الشركات الخفية؟, نقاش اعمق حول امريكا ولوبياتها وهندسة الفوضى العالمية.
مقالات
الحكومة الخفية؛ ان خسرت امريكا انتهت., امريكا تحاول التشكل قومية وامه عنوة عن حكومة الشركات الخفية؟, نقاش اعمق حول امريكا ولوبياتها وهندسة الفوضى العالمية.
2 حزيران 2024 , 04:39 ص

٩/....

بيروت؛ ١/٦/٢٠٢٤

ميخائيل عوض

كيف صنعت الدولة الخفية حفاري قبورها؟

الحروب والثورة الصناعية الرابعة والخامسة فواعل موضوعية.

سارعت الحكومة الخفية العالمية بتحرير دولتها واداتها التنفيذية " أمريكا من قوة تأثير الرأي العام بعد هزيمة فيتنام.

فأعادت هيكلة اذرعها العسكرية وحولتها الى شركات الامن الخاص والخدمات الحربية والجيوش الى محترفة وجندها من طالبي الجنسية والملاذات والمرتزقة والهسبانك.

وظفت الاعلام وهوليود وعلوم الاجتماع للتخلص من جائحة فيتنام التي حفرت عميقا في الوعي الجمعي.

اعادت صياغة ادواتها فقررت استراتيجيات الحرب النظيفة والخاطفة والصدمة والترويع وعن بعد والتكنولوجية والسيبرانية والقيادة من الخلف والاعتماد على الحلفاء الاقليمين والادوات المحلية كمنظمات الاسلام الجهادي والسياسي المعولمة المتامركة ومنظمات المجتمع المدني والثورات الملونة ووظفتها في تدمير الجيوش والدول والقوميات.

لم تدرك التحولات الجوهرية التي ارتقت فيها الشعوب والبشر بفعل الثورات الصناعية الثالثة والرابعة ودنو الخامسة.

فالشعوب والبشر تحولوا في وعيهم وباتوا يرفضون التضحية من اجل الامبراطورية والامبراطور والحاكم ولم تعد تغريها خاصة المواطنين الامريكان والأوروبيين فكرة التضحية والقتال من اجل السماء والدين والكنيسة بعد حرب المائة وثلاثون سنة ومعاهدة وستفاليا التي ادت الى علمنة الكنيسة والدولة.

 ولا باتت تقبل خوض الحروب بذريعة تفوق وعنصرية القومية والامة فقد عبرت الى الوحدات ما فوق القومية وكرست قواعد وقيم التفاعل والمصالح على الحروب والتدمير.

تغيرت حديا القوانين والقواعد الضابطة للعلاقات بين البشر افرادا وامم وقارات وتغيرت قوانين سادت فلم تعد الحروب وصفة التخلص من ازمات التضخم والركود" الازمات الدورية للاقتصاد الرأسمالي وحرية الاسواق ويدها الخفية".

تحولت حروب الحكومة الخفية ودولتها امريكا الى عبء على الشعب الامريكي نفسه فتمويلها من خزائنه ومن الضرائب وعلى حساب تحقيق حاجاته  المادية ومستوى معيشته.

تكلفت امريكا على حروبها منذ ٢٠٠٠ عندما قبضت على ادارتها كتلة المحافظين الجدد/ رجال الحكومة الخفية. ما يفيض عن ١٢ تريليون دولار ولم تربح امريكا الدولة والمواطنين منها شيئا في حين حققت لوبيات صناعة الحروب وبيروقراطية البنتاغون وشركات السلاح والنفط والطاقة مكاسب هائلة.

هكذا اصبحت الحروب والمغامرات التي الزمت الحكومة الخفية امريكا لخوضها وتحولت الى وبال ومن نعمه الى نقمة وعبرت حالة الرفض الشعبية بظاهرة ترامب واليوم مع حرب غزة اطلقت موجهة عارمة من حراك الطلاب والشباب وفي جامعات النخبة للإسهام في تشكيل ظاهرة شعبية انسانية قاطرة تستعجل الخلاص من العالم والنظام الانجلو ساكسوني ولترسي قواعد وقوانين ناظمة للعلاقات بين البشر بعيدا عن حاجات ومصالح الشركات العابرة للقومية. فغدت قضية غزة وفلسطين حافزة نوعية على التمرد ورفض النظم والدول التي تعمل في خدمة الحكومة العالمية الخفية ولوبياتها العولمية.

على حد سواء واكثر فاعلية وتأثيرا بدأت مفاعيل الثورة الصناعية الرابعة والخامسة التي انتجتها الحكومة الخفية والشركات بقصد تعظيم ارباحها وسيطرتها فولدت ببيئات وحقائق وطرائق للتفاعل بين البشر بعيدا عن الحدود والسيادات واللغة والجغرافية والطبوغرافيا والعرق والجنس والدم والعقيدة ووسائط القهر والسطوة التي كانت تحتكرها الحكومة الخفية وادواتها من الدول والمؤسسات والمنظمات.

فالفكرة والابداع والعالم الافتراضي واقتصاد المعرفة والشبكات والحواسيب والذكاء الصناعي والتعليم والسلاح وصناعته والانتظام وتنظيم التحركات والهويات الجمعية باتت تكتسب بيسر وسهولة وبعيدا عن العوائق الطبيعية والصناعية.

وسائل الانتاج الجديدة واقتصاد المعرفة/ العقل جعلت من الانسان اثمن رأس مال وكسرت الاحتكار وحقوق الملكية الفكرية الاداة الاكثر خطورة وتحقيقا للربحية عند الشركات ولوبيات الحكومة الخفية.

باتت حقا الكرة الارضية قرية كونية وبات الكل يعرف الكل ويستطيع التواصل والوصول فأصبحت فروع وقواعد وضوابط الاقتصاد واقنيته واليات التوزيع والتصنيع مختلفة جوهريا عما سبق وبالضرورة تنتج حاجاتها من مفاهيم وافكار وقيم وعلاقات فوقية وحقوقية تناسبها وتتفاعل معها وهذه كلها تعمل موضوعيا وبقوة حاجات الأزمنة والتطور البشري في غير صالح احتكار وتسلط الحكومة الخفية وفرض ادواتها ونمطها ومصالحها وطبائعها.

هكذا صنعت الحكومة الخفية ودولتها امريكا ولوبياتها حفاري قبورها .

وهكذا تتحقق نواتج الفواعل الموضوعية وحاجات التطور وتلبية حاجات البشر المادية والروحية وقائع وحقائق مادية عنيدة تعمل في غير صالح استمرار تسلط الحكومة الخفية بل تنسف الاساس المادي الذي ارتكزت اليه وتطورت بموجب قواعده ونموذجه  فالعالم والنظام الأنجلو ساكسوني قد شاخ واصيب بالزهايمر" بايدن" واصبح عبئا ثقيلا على الحياة البشرية وتطورها الموجب والملزم حكما.

..../يتبع

امريكا بيضة القبان وانتخاباتها الرئاسية تقرر كيف ستجري الامور وكم يستغرق  وكم كلفة دفن النظام والعالم الانجلو ساكسوني ودولته وحكومته الخفية.

 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري