عبد الحميد كناكري خوجة : القضية الفلسطينية في فكر شهيد وفقيد الأمة الإسلامية إبراهيم رئيسي
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة : القضية الفلسطينية في فكر شهيد وفقيد الأمة الإسلامية إبراهيم رئيسي

جميعنا نتذكر مطالبة الشهيد إبراهيم رئيسي بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة الصهاينة والأمريكيين المشاركين في عمليات الإبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة ضد أبناء قطاع غزة.

حيث طالب الشهيد رئيسي من خلال مشاركته بالقمة العربية التي إنعقدت في الرياض عاصمة بلاد الحرمين الشريفين السنة الماضية 2023 بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة حكام دولة الكيان المحتل المارق المجرم والأمريكان المؤيدين والداعمين لهذا الكيان بشتى أنواع الأسلحة الفتاكة والذخائر ومنها المحرم ضمن الإتفاقيات الدولية كالفسفور الأبيض وغيره من تلك الأسلحة المحرمة التي إستخدامها الجيش الصهيوني ضد المقاومتان اللبنانية والفلسطيينية والمدنيين العزل..

تلك القمة الإستثنائية الطارئة التي جمعت الدول العربية ودول منظمة التعاون الإسلامي وبحضور الرئيس الإيراني رئيسي الذي إرتدى الكوفية الفلسطينية والوحيد والرئيس السوري الدكتور الأسد اللذان كانا يطلقان تسمية الكيان الصهيوني على المحتلين الصهاينة.. كما شدد الفقيد رئيسي على ضرورة مقاطعة التجارة والتعاون مع حكومة هذا الكيان الفاشي المجرم ومقاطعة جميع أنواع البضائع

الإسرائيلية مطالبا أيضا من جميع الدول بما فيها الإسلامية بتوفير الأمن للأشقاء الفلسطينيين في المناطق المحتلة موضحا أيضا لجميع الحضور أن أسوأ دور في هذه الحرب الهمجية العدوانية على غزة هو الدور الأمريكي لافتا النظر أيضا أن الحكومة الأمريكية تبطل مفعول جميع المنظمات الدولية كما أنها تعتبر شريكا في هذه الحرب وعميلا أساسيا من حيث إرسالها لشحنات القتل والتدمير والترويع من أسلحة وذخائر لجيش الإحتلال الصهيوني كما أن الحكومة الأمريكية تفتح المجال لجيش الكيان للمزيد من القتل والتدمير وسفك دماء الأبرياء من أطفال و نساء ورجال قطاع غزة... متابعا أن غزة باتت أكبر معتقل وسجن في العالم بسبب الحصار الجائر المضروب على القطاع ولدينا مسؤولية أمام الله تجاه مايحدث هناك موجها حديثه للزعماء المشاركين بالقمة إذا لم يسفر إجتماعنا اليوم عن إتخاذ خطوات سيؤدي ذلك إلى خيبة أمل لدى الشعوب الإسلامية حيث أن الشعوب المسلمة تعتبر مايجري أمرا مخجلا ومخزيا لها والمستقبل سيكون للمقاومة ولشعب الجبارين الشعب الفلسطيني البطل الحقيقي وستبقى القدس والنصر لنا...

لقد كانت القضية المركزية الفلسطينية في فكر الرئيس الراحل رئيسي منذ توليه لزمام أمور الرئاسة في إيران حين إنتخابه في شهر حزيران سنة 2021 وكارئيس ثامن لجمهورية إيران الإسلامية... حيث كانت مسيرته حافلة بالنضال ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة في سبيل طرد المحتل وتحرير أرضه...

كما حمل هموم الأمة الإسلامية على ظهره وكرس معظم وقته في سبيل مناصرة ومؤازرة تلك القضية محاولا إظهارها للعالم أجمع... لقد أكد الفقيد أن قضية فلسطين أصبحت القضية رقم واحد والقضية المشتركة بين جميع الدول الإسلامية والحرة في العالم واصفا هذه الوحدة والتلاحم الفريد بأنه يشكل الركيزة الأساسية للنصر النهائي للشعب الفلسطيني كما كان الشهيد الفقيد من أعلام الداعمين لقوى المقاومة الفلسطينية ومن خلال تصريحات القادة الفلسطينيين والشريحة الأوسع والسواد الأعظم من الفلسطينيين الذين أصابهم الحزن الكبير حين سماعهم نبأ وفاة ورحيل قائد الأمة الإسلامية بسبب تحطم المروحية التي كانت تقله ورفاقه...

لقد عرف عن الفقيد دعمه الواسع للشعب الفلسطيني وحقه في إسترجاع أرضه ودعمه لفصائل المقاومة الفدائية المتصدية لقوات العدوان على الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير هذا العدو... وفي أحداث السابع من أكتوبر كان لطهران بقيادة رئيسي مواقف مشرفة تاريخية صلبة لدعم المقاومة العادلة ورفض العدوان الصهيوني ومن خلال اجتماع الرئيس الراحل بعدد من الشعراء والكتاب والأدباء الذين قدموا لطهران للمشاركة في معرض طهران الدولي ال35 للكتاب أكد رئيسي للحضور أيضا أن قضية فلسطين

تربعت على المركز الأول وأصبحت القضية الأولى والمشتركة في جميع الدول الإسلامية والحرة كما أسلفنا الذكر مضيفا رغم محاولات العدو المحتل الغاصب لبث اليأس والفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية لكن وقوف ومقاومة الأمم المستيقظة والحرة ضد آلة القمع يبشر برسالة مفادها أن إنتصار فلسطين وزوال الكيان الصهيوني المارق والمجرم بات مؤكد... مؤكدا أيضا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية راسخة في الزود عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وهي تعتز وتفتخر بذلك متابعا أن القضية الفلسطينية وفي ظل الصمود الجبار والمقاومة الشجاعة الباسلة التي يبديها أبناء القطاع المكلومون المظلومون قد تجاوزت حدود عالمنا الإسلامي لتصبح قضية عالمية

تخص البشرية... مؤكدا أن أن معظم شعوب العالم تكره وبشدة الكيان المجرم وداعمته الحكومة الأمريكية داعيا أيضا المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى التعبئة وتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات في سبيل إسترجاع حقوق الفلسطينيين.

لقد كانت إيران ولازالت ومنذ عهد مؤسس ثورتها آية الله الخميني قدس الله سره تضع قضية القدس الشريف والقضية المركزية الفلسطينية دائما على رأس أولوياتها في سياستها الخارجية وتعتمد أن كل المعادلات في الشارع الإسلامي مرتبطة بتلك القضية

لقد أكدت جميع الفصائل الفدائية الفلسطينية وأشادت بدور طهران الداعم والمساند لهذه القضية وجهود الفقيد الراحل الحثيثة وسعيه في التضامن و الإسناد في كافة المجالات لقطاع غزة الصامد..

إن أرض الرياحين مهبط الأنبياء والرسل وشعبها لم ولن ينسى أو يتناسى ماقدمه الشهيدان إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته الدكتور حسين أمير عبد اللهيان لصالح القضية المركزية الأولى وللشعب الفلسطيني المكلوم ودعم إيران في كافة المحافل

وستبقى طهران دائما سندا للمستضعفين من أبناء الأمة والعالم في مواجهة قوى الشر والهيمنة والبغي والإستكبار والظلم والطغيان...

حقا أن أمتنا الإسلامية فقدت قامة كبيرة وعظيمة كانت تهتم بالقضية المركزية الفلسطينية تلك القامة التي كان جل إهتمامها بتلك القضية التي تخص العالمين الإسلامي والمسيحي وبكل ماكان هذا الفقيد الشهيد يملك من قوة هاهي اليوم تلك القضية تحقق إنتصارات عظيمة وهاهي دول كثيرة دولة تلو الأخرى تعترف بالدولة الفلسطينية فالإنتصارات باتت تتحقق ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني..

ولتكن كلمة صريحة نزيهة ولتكن منا كلمة شكر لمواقف طهران وفضلها الكبير بعد فضل الله سبحانه في تحقيق كل تلك الإنتصارات والمكتسبات والإنجازات التي تحققت ولازالت تتحقق لصالح تلك

القضية الجوهرية وعلى الرغم من الأثمان الباهضة التي دفعتها إيران من دم أبناءها وشهداءها الأبرار في سبيل إعلاء راية الإسلام والمسلمين والدفاع عن كل مسلم مكلوم مظلوم وعن القرآن.. تلك السياسة الفاضلة التي تجرعها الفقيد الراحل من بحر عطاء القائد والمرشد الإسلامي الأعلى آية الله علي خامنئي دام ظله وستبقى إيران الرقم الصعب في وجه أعدائها وستبقى الداعم والمساند والمدافع عن جميع مسلمي العالم...

رحم الله فقيد الأمة ووزير خارجيته وجميع الكوكبة التي كانت ترافقهم الذين صعدت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها حين قيامهم بواجب الوطن في سبيل إدخال الفرح والسعادة على أبناء الأمة الإيرانية الشقيقة.. راجين من الله العلي القدير أيضا أن يحفظ جمهورية إيران ويكرمها بالشخص الذي سيحمل تلك الراية ويكون عند حسن ظن قائد ثورتها الإسلامية وراعيها آية الله علي خامنئي دام ظله

وليعلم جميع الإخوة والأشقاء من مسلمي العالم أن الأمة الإسلامية ستبقى بخير مادامت إيران بخير.... 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري