*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*تميز أمس ليلًا بحدثين بارزين العدوان الإسرائيلي على محافظة الهرمل وقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة*
*وتركز الضخ الإعلامي على خبر قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة دون ذكر التفاصيل.*
*و بما أن الشياطين تكمن في التفاصيل؛ فتشت عن النص الرسمي للقرار ووجدت التالي :-*
*1-قرار مجلس الأمن.*
*تبنى مجلس الأمن الدولي الإثنين مشروع قرار أميركيا يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزة، في وقت تقود فيه واشنطن حملة دبلوماسية مكثفة لدفع حماس إلى قبول المقترح الذي يتضمن ثلاث مراحل.*
*وحصل النص الذي "يرحب" باقتراح الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو ويدعو إسرائيل وحماس "إلى التطبيق الكامل لشروطه بدون تأخير ودون شروط" على 14 صوتا وامتنعت روسيا عن التصويت.*
*2- تصريح بايدن حول مقترحه آخر الشهر الماضي.*
*وأكد بايدن أن "المقترح الإسرائيلي" الذي عرضه لا يمثل أي خطر على أمن إسرائيل لأن "قدرات حماس قد دُمرت خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، ولم تعد قادرة على شن هجوم مماثل للسابع من أكتوبر/تشرين الأول".*
*3- موقف مكتب نتنياهو من المقترح آخر الشهر الماضي*
*لم يعلق نتنياهو شخصًيا على المقترح، لكن مكتبه قال في بيان: إن "شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وهي عبارة عن تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإطلاق سراح كافة الرهائن، وضمان أن غزة لن تشكل تهديدا على إسرائيل".*
*وأضاف بيان مكتب رئيس الوزراء أن إسرائيل "ستواصل الإصرار على استيفاء هذه الشروط قبل أن يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".*
*فقرار مجلس الأمن مبني على مقترح بايدن وهو أساس لا يبنى عليه لأنه غير متفق عليه؛ ومكتب نتنياهو وضع حقول ألغام بوجهه.*
*فوضع نتنياهو اليوم كبالع الموسى؛ فالدولة العميقة في أمريكا والمنظمة الصهيونية العالمية يريدون إنقاذ نتنياهو، ولكن مع السعي لتحقيق مكاسب بالسلم ما لم يستطيعوا تحقيقه خلال عمليات الإبادة الجماعية؛ وذلك من خلال صياغة القرارات الدولية.*
*لذا فالمشكلة لا تكمن في وقف إطلاق النار؛ بل فيما طرحه مكتب نتنياهو:- "تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإطلاق سراح كافة الرهائن، وضمان أن غزة لن تشكل تهديدا على إسرائيل".*
*فهذا النص "السياسي" يعني القضاء على حماس نهائيًا وتحقيق النصر الحاسم لنتنياهو.*
*فالمفاوضات فن، ومن يجيدها يربح الجولة النهائية. وسأذكر لكم أجواء المفاوضات التي توسلت فيها إسرائيل من أمريكا التدخل في وقف إطلاق النار عامي 1996و 2006.*
*ففي عدوان نيسان 1996 أضطرت أمريكا ذليلة للتواصل مع الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان على تواصل مباشر مع قادة المقاومة؛ فطمنوه أنهم بألف خير والعدو مأزوم، فليفاوض من من موقع القوي والتفاصيل أقرها كما هي وحصل ولأول مرة في تاريخ زرع الكيان المؤقت تم الإعتراف بالمقاومة وحقها في الدفاع ضد الإحتلال وحماية المدنيين، وكذلك حصل بعد عدوان تموز الذي إستمر 33 يومًا؛ فاستجدت أمريكا بإلحاح شديد لوقف إطلاق النار.*
*وأما في غزة فإسرائيل مأزومة عسكريًا وسياسيًا وأخلاقيًا؛ فهي لم تحقق أيًا من الأهداف التي رفعها سفاح العصر نتنياهو منذ 249 يومًا بالرغم مَن عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ارتكبها مجرم الحرب وسفاح العصر نتنياهو، وبالإشتراك الكامل مع بايدن والعالم الغربي والمجتمع الأممي. وهناك الآن خطر على الحكومة من السقوط والذهاب إلى إنتخابات جديدة التي تضمن سقوط السفاح نتنياهو؛ ولذا بدأت المطالبة العالمية بوقف إطلاق النار في غزة ورفح وخاصة بعد مجزرة النصيرات، وبالإضافة إلى تعامل حكومة نتنياهو مع أهالي الأسرى من حيث الضرب والسحل والإعتقال.*
*فهذا الجيش إستعمل أكثر من 1.000.000 طن من الصواريخ والقذائف الصاروخية الذكية الأمريكية والموجهة باللايزر على مساحة لا تزيد عن 365 كلم٢؛ ونسف القانون الإنساني الدولي ودمر كل ما يمت للحياة بصلة وعجز عن تحقيق أهدافه بفضل الله وقادة مقاومته ودعم محور المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني الذي تعجز حتى كل الأساطير عن وصفه.*
*فَما عجزوا عن تحقيقه عسكريًا ؛ هم أعجز عن تحقيقه سياسيًا.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*11حزيران/يونيو 2024*
*تبصرة :مرفق إقتراح بايدن المفخخ.*
https://www.bbc.com/arabic/articles/c6pp5y1rwwro