كتب الأستاذ حليم خاتون:
٢١/٦/٢٤
أكثر من محلل سياسي...
اكثر من مثقف ثوري...
كثيرون يخرجون على الشاشات يتمنون أن "تغلط" إسرائيل...
فاجأ الكاتب والمحلل السياسي بيار ابي صعب مقدمة البرنامج في ذلك اليوم حين تمنى لو "تغلط" إسرائيل، وتبدأ حربا على لبنان...
طبعا، وضع الناس لن يكون سهلا...
لا يتمنى أحد نشر الموت والقتل حتى لو أتى على شكل شهادة في سبيل الوطن، اضاف الاستاذ بيار...
لكن الحرب هذه المرة سوف تقصم ظهر البعير الصهيوني...
لن يخرج الكيان سالما حتى لو أتى كل زناة الليل إلى نجدته؛ عجما كانوا أم عرب!!
هذا الإيمان الكبير الصادق والثقة العالية التي تكاد تناطح السحاب بقدرة المقاومة على النصر، يعم كل بيئة المقاومة...
نحن قوم لا ننسى ولا نغفر وإن كانت الرحمة تملأ قلوبنا...
محاكمات نورنبيرغ سوف تعود...
محاكم خاصة لمحاكمة كل مجرمي الحرب، عجما كانوا أم عرب...
دماء أطفال غزة سوف تلاحق كل زناة الليل أينما كانوا...
وإذا أتت الأساطيل فأعماق البحار عطشى، وأسماك مياهنا سوف تخلق بيرل هاربور جديد وتكون على نفسها جنت براقش...
من هنا تنبع أهمية خطاب السيد نصرالله الأخير في نعي شهداء غارة جويا...
حرص حزب الله قبل الخطاب على نشر الجزء الأول من فيديو مسلسل الهدهد...
هل كان حزب الله بحاجة إلى مزيد من التعبئة لجمهور بيئة المقاومة أم أن الهدف كان استمالة المستَغرَبين المنتشرين في هذا العالم العربي الذي يغط في نومة اهل الكهف قبل الإنفجار الكبير...؟
قد لا تحتاح بيئة المقاومة إلى مزيد من التعبئة؛ لكن رص الصفوف ما قبل المعركة يفرض على القائد مخاطبة الجند؛ وعلى ما يبدو اننا نتجه فعلا إلى معركة لا يرى الكثيرون حتميتها رغم دق طبول الحرب داخل الكيان...
أما محاولة استمالة أهل أتباع الغرب في هذا الشرق، وفي بلدنا تحديدا، فهذا بالقطع ليس المقصود؛ ليس لأن هؤلاء تابوا إلى الله والوطن، بل لأن عقم التفكير في هؤلاء عصي على العلاج إلا بالكي...
يكفي آخر بدع شارل جبور الذي تفتقت عبقريته على وصف مبادرة حزب الله بالدفاع عن الحق في غزة وفي فلسطين بالاعتداء!!
حاولت جوزين ديب ربما، إلى نكش دماغ جبور بحثا عن المنطق، اي منطق؛ لكن دون جدوى...
ربما أن جوزفين نفسها لم تتوقع أن يصل التعبير عن البؤس الفكري إلى هذا الوضوح...
أما شطحات سامي الجميل في الحديث عن التوق إلى العيش بسلام إلى جانب أنياب الوحش الصهيوني، وترديد معزوفة الخطر الإيراني تقربا إلى ال CIA ومنظومة أنظمة العقارب والضفادع في الجامعة "العربية!"؛ فهذا لزوم ما لا يلزم لأن سامي الجميل يمثل في أقصى حالة، قلة من الخونة تتواجد في كل المجتمعات وفي كل الشعوب!...
في عالم المخلوقات يوجد أيضا ذباب؛ سامي الجميل وما يمثل ليس اكثر من ذباب يحتاج إلى معالجة تجعل هذا "البرغوث" ينسى إنه مجرد مصاص دماء صغير جدا جدا...
أما كميل بونابرت شمعون فتلك مسرحية كوميدية سوداء يظن فيها الحمار إنه أسد الغابة قبل أن تزأر في وجهه الأسود...
من المؤكد ان خطاب السيد نصرالله ليس موجها إلى شلة المعاقين هذه...
يقول البعض ان هدف السيد من نشر الحلقة الأولى من مسلسل الهدهد هو الوقاية...
يعني السيد يريد من الاسرائيلي ومن الأميركي رؤية شيء مما سوف يحصل إذا هم مضوا في غيهم...
قد يكون هذا مفيدا في حالة الأميركي؛ أما الاسرائيلي فالحمدلله الذي ختم الله على قلوبهم بالعمى، فهم لا يبصرون...
إذاًَ، لم يبق إلا تفسير واحد لكلام السيد المدعوم هذه المرة بأقصى انواع فروسية البطل قبل أن يصرع خصمه...
من واجب بطل الكاراتيه أو الكونغ فو أو أي فن قتالي عندما يواجه أرعنا ما في مكان ما، أن يُظهر له ما ينتظره...
فإما يرتدع ويعود من حيث أتى، وإما يواجه مصير قتل محتوم...
هذا يفسر كلام السيد نصرالله عالي السقف تجاه الكيان وكل من يقف وراء هذا الكيان حيث تم توجيه التحذير إلى قبرص حتى يسمع الآخرون ما ينتظرهم...
قاعدة اكروتيري البريطانية في قبرص من حيث تقلع طائرات تتجسس على فلسطين لصالح العدو الصهيوني، ومن حيث اقلعت طائرات قصفت اليمن ليست اكثر بعدا من أم الرشراش (مغتصبة إيلات)؛ كما أن حاملات الطائرات ومدمرات ما يسمى بحارس الازدهار في البحر الأحمر والبحر العربي يجب أن تتذكر أن الهدهد الإيراني كان طار من فوقها أكثر من مرة، والنسر يراقب الطريدة قبل الانقضاض عليها...
ماذا لو تم قصف جيرالد فورد بمئات المسيرات والصواريخ حتى دون أن تكون ذكية...
انتهى زمن الهزائم، وجاء زمن الانتصارات...
إعادة مسرحية فيتنام أو غزة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ لن يجعل شعبنا يركع...
كم سوف تقتلون؟
عشرات الآلاف؟
مئات الآلاف؟
ملايين؟
"باللي بيقيو رح منكمل"
سوف ندفن شهداءنا ثم نعود إلى الميدان حتى نحرر الأرض من الرجس الذي وقع عليها...
سوف نجعل من فيتنام مجرد حلم مزعج...
سوف نجعل من أفغانستان والعراق مجرد ذكرى حلم مزعج...
ما سوف تراه الامبريالية سوف يكون نهاية المشهد الذي لن تستطيع بعده النظر لأن المقاومة سوف تفقأ عين التنين...
كما نصحكم محمود درويش يوما:
احملوا أسماءكم وأرحلوا...
لأن ورد بلدي سوف يعود الى نباته...
وحبات الرمل سوف تعود إلى ارضي...
والروح سوف تعود إلى جسدي بعد قطع كل الأورام، الخبيث منها والاقل خبثا...
إنه التحرير آت...
لو مهما سقط من شهداء...
التحرير حتما آت...