(قال لسليمان وكيف أخاف وأنا أحمل معي بسم الله الرحمن الرحيم)
تمهد معلومات عملية الهدهد الناجحة المصورة لمدة تسع دقائق ونصف تقريبا لتحليق ومجيئ الصقور والنسور والبواشق والعقبان ذو المناقير والمخالب الفولاذية الحادة لتنال وتنهش من لحم الغربان وخفافيش الظلام وجرذان المجاري وتطهر أرض الرياحين المباركة مهبط الأنبياء والرسل من رجسهم وقذارتهم..
طائر الهدهد الجميل معروف بشدة ذكائه وتحمله لأسوأ حالات الطيران ودفاعه عن نفسه ودهائه وقوة بصيرته كما أنه الأسرع طيرانا ولايحتاج للجماعة في تحليقه ويعتمد على قوة دفاعه عن نفسه وهو الأكفأ على تحمل العطش والجوع ومزايا كثيرة أخرى حباه الله بها ويقال أنه من المستحب القول عند رؤية هذا الطائر الجميل (مالي لاأرى الهدهد) حيث أشبه ذلك بالعملية الناجحة التي نفذتها حركة المقاومة الوطنية اللبنانية (حزب الله) المدافعة عن الشرف والكرامة والنخوة العربية والإسلامية والمسيحية على حد سواء تلك النخوة والكرامة التي تخلى عنها بعض أعراب الردة والشقاق والنفاق المذكورين في القرآن الكريم بهذه الصفات.. تلك العملية التي تضاف إلى سجل ماسبقها من عمليات نفذتها عقول وأدمغة وأمخاخ المنخرطين والعاملين تحت سقف تلك المؤسسة الوطنية الشرعية التي تأخذ على عاتقها حماية والزود عن التراب اللبناني الشقيق ودرء الأذى عن رضعه وركعه ورتعه وحماية حدوده وسياجه من أية مخاطر خارجية..
إن العمليات البطولية القائمة من قبل حزب الله تصب في خانة الدفاع عن النفس ضمن
إطار الشرعية وكلما تقوم قوات الورم السرطاني بتوسيع رقعة هجماتها العدوانية ضد الأرض والتراب اللبناني والفلسطيني كلما ازدادت وتيرة عمليات المقاومة الوطنية الباسلة كما ونوعا
لقد أكدت عملية (الهدهد) تلك الطائرة المسيرة المتطورة التي أطلق حزب الله العنان لها لتحلق لمدة معتبرة في سماء فلسطين المحتلة وتعود بشريط مصور على درجة كبيرة من الأهمية منذ أيام قليلة جاءت لتعطي رسائل للشيطان المحتل الأصغر ولسيده الشيطان الأكبر أن ذراع الحزب طويلة وعيونه ساهرة كما أنه قادر إستخباراتيا للوصول لكل مايجده مناسبا للوضع ضمن دائرة الإستهداف عند الضرورة ومن حيث المبدأ أصبح قادرا على إيصال صواريخه السجيلية إلى أي نقطة تتناسب وبنك أهداف مدافعه ومسيراته وصواريخه المتطورة..
َكما تؤكد تلك الرسالة أن المقاومة قادرة على تحويل
ميناء حيفا وكل المنشآت القائمة فيه بالكامل إلى حطام ورماد فلو توجهت تلك القذائف والصواريخ والمسيرات إلى مستودعات الأمونيا وقليلا من مستودعات المواد السامة التي يعتمدها الكيان في صناعة وتطوير قنابل الموت لكانت كافية لإنهاء حياة مئات الآلاف من جرذان هذه الغدة
السرطانية المحتلة لفلسطين الطاهرة هذا الشر المقيت والكيان اللقيط..
فلنحني رؤوسنا إحتراما لأبطال وفدائيي المقاومتان الفلسطينية واللبنانية المدافعين عن الإنسانية وعن السلام العالمي ضد الصهيونازيةأمريكية المدعومة من الأعرابية الرجعية...
إن المغانم التي حققتها عملية الهدهد متنوعة: عسكرية بما في ذلك المراكز الصناعية العسكرية وقاعدة حيفا وأيضا مغانم ذات بعد إستراتيجي تشمل ميناء حيفا وجمبع منشآته التي شيدها الكيان المحتل لقد إستطاع رجال الله فوق أرضه أبطال المقاومة من تطوير قدراتهم من منطلق قوله سبحانه
(وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة)
لقد أعادت عملية هدهدنا المبارك رسم الإستراتيجيات
في الميدان لصالح أبطال حزب الله.. كما أكدت جهوزيته لكل الإحتمالات والحماقات التي قد يحاول النتن ياهو وحكومته الفاشية النازية القيام بها حيث أكد الناطقين بإسم المقاومة ذلك..
كما تم التأكيد أيضا أن المقاومة الوطنية تستحوذ على قوة نارية وصاروخية جبارة لايستهان بها ولايعلمها سوى الله وحده..
لم يكن حزب الله ليعتدي يوما على أحد بل وضع
نصب عينه واجب الدفاع المقدس عن ترابه الوطني وعن قدس الأقداس والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية وفي المقدمة مسجد الإسراء والمعراج وكنيسة القيامة مهد السيد المسيح عليه وعلى أمه السلام والدفاع عن المستضعفين المظلومين والمضطهدين والمكلومين في فلسطين وخصيصا منهم في قطاع العزة غزة... لقد إستطاع الهدهد المبارك أن يخترق مايسمى بمنظومة القبة الحديدية والرادارات وأن يطل ببصمته الخفية الصوتية والحرارية المستحيلة الإكتشاف من قبل منظومتهم
التي يتباهون بها على أنها الأفضل عالميا..
أذكر السادة القراء أيضا كيف لامست إحدى المسيرات مفاعل ديمونة الذري في صحراء النقب وأن تعود سالمة غانمة العام الماضي..
كما كانت رسالة المقاومة الوطنية اللبنانية للعدو ” أننا نعرف كل شيئ عنكم بدقة وبإمكاننا الوصول إليكم“ معروف أن المنطقة الشمالية هي منطقة إقتصادية للكيان اللقيط تلك التي أصبحت
مهجورة ومنكسة إقتصاديا وسياحيا وليعلم السادة
القراء في مشارق الأرض ومغاربها أن العملية التي حملت إسم رسول سليمان عليه السلام (الهدهد) قد أكدت أيضا أن هناك ضحايا ومعوقين ومصابين صهاينة بأرقام أكبر مما يعلن ضمن قطاع الإعلام العبري.. نعم إنه نوع جديد
من أنواع القتال والحرب وليست هذه بحرب كلاسيكية تقليدية لاننسى أو نتناسى أيضا دور طهران التي تقود جبهات الصمود والتصدي والممانعة في تطوير
كل تلك المنظومات من مسيرات وصواريخ ذكية تكتيكية قريبة ومتوسطة واستراتيجية بعيدة ومنها فرط صوتية وعلى الرغم من الحصار الغاشم المفروض عليها منذ 40 عاما كما أثبتت تلك الدولة أنها صادقة مع محورها بعد إغداقها لهذا المحور الممانع بكل مايحتاجه من تقنيات وذلك ضمن الجبهات العطائية المباركة كالعراق لبنان سورية اليمن فلسطين... وتم تأكيد شعار ( تجتاز حدودك سننهي وجودك) هذا الشعار الذي يحذر حكام تل أبيب بعدم التمادي والحماقة واختبار عضلات رجال المقاومة..
عملية مسيرة الهدهد الناجحة التي أكدت وكشفت أكثر هشاشة منظومة الردع الصهيونية... كما أنه يعلم علم اليقين ان تلك العملية المذهلة ماهي سوى عرض عضلات واستعراض ففي حوزة المقاومة الوطنية معلومات مسبقة لايستهان بها عن الأماكن الحساسة والهامة عن الأرض المحتلة... تلك المعلومات الوفيرة جدا التي قدمتها طهران على أطباق ذهبية وفضية لكافة جبهاتها الباسلة خدمة لقضية العالم الإسلامي والقضية المركزية الفلسطينية.. حتى أن حركات المقاومة باتت تميز الأهداف الحقيقية عن الأخرى المزيفة..وهنا أضع نقطة النهاية لمقالي هذا... ولنشرب أكواب من الشاي كنخب لتلك العملية البطولية المشرفة..
كاتب سوري
One attachment
• Scanned by Gmail