فقرة إخترت لكم/ مقالً بعنوان
مقالات
فقرة إخترت لكم/ مقالً بعنوان "جنون الدعاية السوداء" للكاتبة السياسية الأستاذة نسرين نجم (اختصاصية في علم النفس الاجتماعي).
عدنان علامه
8 تموز 2024 , 08:10 ص


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

عُرِّفت الدعاية السوداء بالكثير من المسميات ”الحرب الباردة”، ”حرب تصنيع الافكار”، ”الحرب الدعائية” وغيرها؛ وكلها تصب في خانة “الحرب النفسية” التي تعتبر من أنجع أسلحة الحرب غير المكلفة لا بشريًا ولا ماديا، فما عليك الا ان تصنع خبرا وتنشره بقصد” التأثير في الروح المعنوية وعلى سلوك اي جماعة لغرض عسكري معين” …. ولهذه الحرب الآثار الهامة التي لا تقل أهمية وفتكا وضراوة عن الحرب العسكرية، فالحرب النفسية سلاحها الكلمة والصورة فقط…

وسأورد بعض الأمثلة التي حصلت مؤخرًا صورًا او مقالات مع غاياتها :-

1- إستخدام الإشاعة للإساءة إلى لبنان ومقاومته، والتحريض ضد حزب الله وإعطاء العدو ذريعة للعدوان على لبنان.

يقضي هذا الإسلوب بتوزبع خبر كاذب عبر صحيفة معروفة؛ فتأخذ وسائل الإعلام عن هذه الصحيفة كونها مشهورة وتدقق في مصادرها كما حصل مع خبر جريدة تلغراف بتاريخ 23 حزيران الماضي:-

وكانت صحيفة "تلغراف" البريطانية نقلت عما قالت إنهم عمال في المطار أن "حزب الله يقوم بتخزين كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار المدني الرئيسي في بيروت".

وذكرت الصحيفة أن المخزون يتضمن صواريخ "فلق" المدفعية غير الموجهة، وصواريخ "فاتح 110" قصيرة المدى، وصواريخ باليستية متنقلة على الطرق، وصواريخ "إم 600" بمدى يتراوح بين 150 إلى 200 ميل (240 إلى 321 كيلومترا.

ونقلت وسائل الإعلام المحلية في معسكر المعارضة ضخمت الخبر وعملت على أن صحيح. علمًا بأنه من الناحية المهنية التقنية لا يعتمد الخبر إذا كان من مصدر واحد؛ ولكن من روًج ونشر هذا الخبر وضخًمه قد وضع نفسه في خانة الإتهام في خدمة العدو.

2- تصوير العمليات العسكرية للتأثير علي الحالة النفسية للعدو ورفع معنويات جمهور المقاومة على إمتداد العالم.

جرت العادة ان ينقل الإعلام الحربي صور العمليات العسكرية، ونافس في مهمة الجنود المجهولون مؤخرًا صاروخ الماس المزوّد بكاميرا التي تؤكد إصابة الهدف؛ وتكمل عدسات مجاهدي الإعلام الحربي صور الإنفجارات التي ترفع معنويات جمهور المقاومة إلي أقصاه وتحبط معنويات قادة العدو. وتساهم وسائل العدو المرئية والمكتوبة في إحباط معنويات المستوطنين من خلال تحليل عمليات المقاومة.

3- إستعمال جيش العدو صور الدمار الذي يسببه صاروخ بركان للدفاع عن الحملات التي تستهدفه بعجزه عن مواجهة صواريخ بركان وإسقاطها.

نشر العدو صورًا تعتبر من الناحية العسكرية محرمة عن الدمار الكلي لَمقر اللواء الشرقي 769 ناجم عن إصابته بصاروخ بركان. وبثت قناة 12 العبربة بعد يوم واحد من نشر صور المقر المدمر؛ تقريرًا مفصلًا عن صاروخ بركان. وتضمن التقرير إعتراف صريح بعجز القبة الحديدية عن إعتراضه.

4- مواجهات جيش العدو مع نتنياهو وحكومته إنتقلت إلى وسائل الإعلام.

وصول الخلافات بين الجيش ونتنياهو وحكومته حول جدوى "الحرب" إلي أقصاها بعد مرور 9 أشهر وانتقلت إلى وسائل الإعلام.

الجيش ينتفض في وجه نتنياهو ويقول له كفى…كفى…

نقلت سكاي نيوز بالعربي عن صحيفة إسرائيل هيوم بتاريخ 22 حزيران/يونيو 2024 الخبر التالي: "تجميد النشاط العسكري في غزة من معبر كرم أبو سالم وحتى شمال غزة يوميَا من الساعة الثامنة صباحًا وحتى السابعة مساءً وحتى إشعار آخر لإيصال المواد الغذائية".

وجاء رد نتنياهو بسرعة البرق؛ فهاجم مباشرة القيادة العسكرية للجيش الإسرائيلي بعد أن أعلنت عن "هدنة تكتيكية" في مدينة رفح بقطاع غزة "دون التنسيق معه" حسب قوله. وأكد أن هذه الهدنة "غير مقبولة"، وأنه "سمع عنها عبر الإعلام".

وأضاف نتنياهو أن "إسرائيل دولة لديها جيش، وليست جيشًا لديه دولة"، وأكد أن "هناك من يريد تغيير أهداف الحرب (على قطاع غزة) على غرار الوزيرين المستقيلين"، في إشارة لبيني غانتس وغادي آيزنكوت اللذين استقالا من حكومة الطوارئ الأسبوع الماضي، معتبرا أنهم "يريدون قرارات انهزامية".

وجاءت الضربة الثانية على رأس نتنياهو من المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاغاري حين قال :" إن الحديث عن تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ذر للرماد، وطالما لم تجد الحكومة بديلا لحماس فالحركة ستبقى".

وأضاف هاغاري في مقابلة مع القناة الـ13 الإسرائيلية أن "الاعتقاد أن بالإمكان تدمير حركة حماس وإخفاءها هو ذر للرماد في عيون الإسرائيليين".

ولفت إلى أن حماس فكرة وحزب، وأنها مغروسة في قلوب الناس، …

https://www.kawalees.net/?p=279324

المصدر: موقع إضاءات الإخباري