أظهرت دراسة أجراها باحثون في مركز UT Southwestern الطبي أن انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA) مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى البالغين، حتى أولئك الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً.
أهمية الفحص المبكر لإنقطاع النفس الإنسدادي أثتاء النوم
تم نشر هذه الدراسة في مجلة جمعية القلب الأمريكية، وتشدد على أهمية الفحص المبكر لانقطاع النفس الانسدادي في أماكن الرعاية الأولية، خصوصاً لدى البالغين الأصغر سناً الذين يمكنهم الاستفادة بشكل كبير من التدخل المبكر.
انقطاع النفس الانسدادي هو حالة شائعة يصبح فيها المجرى الهوائي العلوي مسدوداً جزئياً أو كلياً أثناء النوم، مما يؤدي إلى توقف التنفس المتكرر ونقص الأكسجين المتقطع.
أسباب إنقطاع النفس الإنسدادي أثناء النوم
تُعد السمنة العامل الأكثر أهمية للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي.
أكد الدكتور باسكار ثاكور، قائد الدراسة وأستاذ مساعد في UT Southwestern، على ضرورة إجراء مناقشات منتظمة حول جودة النوم وأعراض انقطاع النفس الانسدادي أثناء الفحوصات السنوية لجميع البالغين، بغض النظر عن العمر.
قام الباحثون بتحليل بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، والذي شمل 9,887 بالغاً تزيد أعمارهم عن 20 عاماً، تم جمعها بين عامي 2013 و2018.
وجدوا أن الأشخاص الذين أبلغوا عن أعراض انقطاع النفس الانسدادي، مثل الشخير، أو اللهاث، أو التوقف عن التنفس أثناء النوم، أو التعب الشديد خلال النهار، كانوا يعانون من معدلات أعلى من أمراض القلب والأوعية الدموية مثل الذبحة الصدرية، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
هؤلاء الأفراد كان لديهم أيضاً المزيد من عوامل الخطر، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع الكوليسترول، ومتلازمة التمثيل الغذائي (مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب).
حوالي 51% من المشاركين في الدراسة تم تحديدهم كأشخاص محتمل إصابتهم بانقطاع النفس الانسدادي، ومن بين هؤلاء، كان 36.2% يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و 24.3% يعانون من السكري، و 66.1% يعانون من ارتفاع الكوليسترول، و 48% يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي.
وبالإضافة إلى ذلك، أفاد 8.6% بأنهم قد تعرضوا لحدث قلبي وعائي أو تم تشخيصهم بأمراض القلب.
العلاقة بين انقطاع النفس الانسدادي وأمراض القلب
كانت العلاقة بين انقطاع النفس الانسدادي وزيادة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية أو عوامل الخطر أقوى بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 عاماً مقارنة بأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 41 عاماً.
على سبيل المثال، كان البالغون الشباب المصابون بانقطاع النفس الانسدادي أكثر عرضة بنسبة 1.45 ضعف للإصابة بارتفاع ضغط الدم، و1.33 ضعف للإصابة بالسكري، و1.25 ضعف للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي مقارنة بالبالغين الشباب غير المصابين بانقطاع النفس الانسدادي، وعلى النقيض من ذلك، كانت الزيادة في الخطر أقل وضوحاً لدى البالغين الأكبر سناً المصابين بانقطاع النفس الانسدادي.
كان البالغون الشباب المصابون بانقطاع النفس الانسدادي أكثر عرضة بثلاث مرات للتعرض لحدث قلبي وعائي مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم هذه الحالة، وأشار الدكتور ثاكور إلى أن الجمهور غالباً ما يرى انقطاع النفس أثناء النوم على أنه مجرد "نوم سيء" يسبب التعب، ولكن له تداعيات أكثر جدية.
مع ارتفاع معدلات السمنة، يتزايد عدد البالغين الشباب الذين يصابون بانقطاع النفس الانسدادي، مما يعرضهم لخطر أعلى للإصابة بأمراض وحالات متعددة دون تدخل مناسب.
هذا ويهدف الباحثون إلى دراسة الرابط بين انقطاع النفس الانسدادي وأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل أكبر، خصوصًا لدى البالغين الشباب، لزيادة الفهم والوعي بالمخاطر المرتبطة بانقطاع النفس الانسدادي.



