الحيوانات تمتلك علاقات صداقة حقيقية مثل البشر
منوعات
الحيوانات تمتلك علاقات صداقة حقيقية مثل البشر
13 تموز 2024 , 13:58 م

اعتبر البشر منذ وجودهم أن الصداقة هي دائماً جزء أساسي من العلاقات الاجتماعية بينهم، ولكن هل ينطبق الأمر نفسه على الحيوانات؟

في عام 2020، انتشر فيديو على الإنترنت يظهر تفاعلاً غير عادي بين غرير وذئب، تم تصوير المشهد بواسطة كاميرا استشعار عن بعد في جبال سانتا كروز بكاليفورنيا، حيث أظهرت اللقطات الحيوانين يدخلان نفقًا تحت طريق سريع، حيث قفز الذئب بمرح تجاه الغرير ثم بعيدًا عنه، متوقفاً ليرى إذا كان الغرير سيتبعه، وسارع الغرير للانضمام إلى رفيقه، ودخلا النفق معًا.

هل يمكن أن تكون الحيوانات أصدقاء؟

سلوكهما المرح أشار إلى أن الاثنين يشتركان في علاقة ودية، ولكن هل يمكن أن تكون الحيوانات أصدقاء حقاً كما يفعل البشر؟

في العديد من أنواع الحيوانات الاجتماعية، تشير بعض السلوكيات إلى أن الأفراد يمكن أن يكونوا أقرب إلى بعضهم البعض من غيرهم (إلى جانب الأقارب أو الشركاء)، فذكور الدلافين التي تبحث عن الطعام باستخدام الإسفنج تتسكع مع ذكور أخرى لديها نفس نمط البحث عن الطعام، والفيلة تستخدم تحيات خاصة مع الفيلة التي تعرفها، أما الرئيسيات فهي تظهر اتصالات حميمة مع غير الأقارب من خلال التنظيف المتبادل، كما أن الغربان أيضاً معروفة بتنظيف بعض الغربان في قطيعها، حيث تقوم بتنظيفها بمنقارها.

قالت دلفين دي مور، باحثة في علم البيئة السلوكي بجامعة إكستر في المملكة المتحدة: "يشكل الأفراد علاقات اجتماعية للتنقل في بيئتهم"، وبالنسبة للحيوانات الاجتماعية بشدة، تحدد العلاقات بمستويات مختلفة من الثقة والألفة، وأنماط التفاعل تشكل هذه الروابط، وتنمو الثقة عندما تكون التفاعلات المتكررة إيجابية.

الكيمياء العصبية ودورها في تعزيز الروابط

قالت دي مور، إذا كانت الحيوانات تستطيع تشكيل روابط ثابتة، طويلة الأمد ومتبادلة الفائدة — وهي الصفات الموجودة في الصداقات البشرية — "فإننا نرى الصداقة في عالم الحيوانات".

وجد العلماء الذين يدرسون الرئيسيات أن الكيمياء العصبية تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز هذه الروابط، وفقاً لكاثرين كروكفورد، مديرة البحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) في ليون ورئيسة مختبر العقل الاجتماعي للقردة العليا.

في الرئيسيات، يؤدي التنظيف إلى إطلاق هرمون الأوكسيتوسين المنظم للسلوك، "والذي يغذي بدوره مركز المكافأة، مما يعطي انطباعا إيجابياً بحيث تكون أكثر احتمالًا للتنظيف مرة أخرى"، وفقاً لما ذكرته كروكفورد، التي أضافت أن تنظيف صديق أيضاً يقلل من هرمون الكورتيزول، وهو هرمون مرتبط بالتوتر، وعلى العكس، لا تتأثر مستويات الكورتيزول عندما تنظف القردة عضوًا في المجموعة لم تتواصل معه.

المصدر: موقع Live Science